استضافة رؤوف الكرّاي من تونس
ادارت اللقاء رويدة مصطفى
قدمه ورحب به محمد بدارنه
تحيّة عربيّة وألف طلقة وبالونٍ ناريٍّ للفنّان التّونسيّ رؤوف الكرّاي
حامل ريشة الطّفولة الملوّّنة
الحياة للأطفال موقعا وصفحة على الفيسبوك، بابتساماتها وياسمينها، بمساحة فؤادها وعمق البحر في يافاها وحيفاها، برئيس تحريرها محمد بدارنه، ومسؤولة الصّفحة السّيّدة رويدة مصطفى، وعموم آل الفنّ وعشائر الاطفال العرب وقبيلة الاطفال الفسطينيّين ، وزوّار الصّفحة وأصدقاء رسّامنا العزيز،والمعجبين بفنّه الرّائع، والمتابعين اخباره على أحرّ من الجمر، باسمهم جميعا نرحّبُ بكَ يا ضيفنا العربي التّونسي الصفاقسي,
نرحّب بك كي تهلّ علينا وتحلّ عندنا صاحب بيت لا ضيف، فنحن بحضورك نهوى ان نصبح ضيوفك، طمعا منّا بابتسامتك او همستك في مجال الفنّ او لمستك في حقل الطّفولة،
نرحّب بك لنكسب من تجاربك وافكارك وثقافتك، فنقايضك المعرفة بالحبّ والودّ والفكرة والعبرة،
سنحاول مع اصدقاء الحياة للاطفال واصدقائك ان نقتحم عالمك وقد نستفسرُ خلال اليوم عن رحلتك في مجال الرّسم والفنّ، وعن شخصك النّبيل واحلامك وآمالك !
اهلا بك يامن آمنت بالطّفل ورسمته في صدر البيت فرحا محاولا متسلّقا طائرا !
أهلا بكَ يا من غمرت الطّفل في لوحاتك بالحبّ وودّ اسرته وتركته يعبث ويلعب والوانك الجميلة بانسجامها تتيح له حريّة الحريّة والابداع!
الفنّان رؤوف الكراي إنسان، وقلب الإنسان يتّسع للصّغار والكبار وذوي الاحتياجات الخاصّة، ومن سعى إلى تأسيس جمعيّات للأطفال اليتامى والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصّة والمذهونين ينعم بقلب واسع رحيم ولطيف، وكذا كان وما زال الانسان الفنّان والفنّان الإنسان رؤوف الكراي، لا بل اهتمّ بفاقدي البصر، وكان رائدا في العالم العربي بإصداره أوّل الكتب التي تمنح الاطفال فاقدي البصر فرصة الاستمتاع والتّمتع بالرّسومات، وقد أقام فنّاننا التّونسي ورشات عديدة في العالم العربي وفرنسا في هذا المضمار، وليس غريبا عليه لا العطاء ولا الإبداع ولا التّجوال، فقد شارك منذ أن كان طفلا في رحلات حول العالم بالأتوستوب!
وزار العديد من الدّول ومن بينها فلسطين وسوريا والعراق والاردن ومصر والعديد من الدّول العربيّة.
طاب نهارنا بحضورك وطاب نهارك بعطر نسائمنا وشوقنا لكَ!
ولاصدقاء الحياة للاطفال، زوّارنا اليوم، وكلّ يوم، من سيتابعون معنا رحلة النّهارفي عالم الفنّ ودنيا فنّاننا
رؤوف الكراي
نقدّم لهم سيرة مقتضبة عن حياة فنّاننا التّونسي الثريّة بالإبداع والجمال والعطاء والجوائر والدّروع والتيجان وحبّ الاطفال، وبعد :
مع نسائم الصّبح الواعدة, ولدَ المبدعُ رؤوف كراي في الفاتح من أيار عام 1951!
ومنذ ذلك اليوم صارَ العمال يحتفلون بعيدِهم السّنويّ - عيد العمّال العالمي - وعيد ميلاد فنّان العائلة والأطفال!
رؤوف الكراي!
في رحلته الفنّية إلى إيطاليا عمل الفنان رؤوف كراي في عدّة مجالات, بدءا بالتّدريس بموضوع الفنون, ومرورا بالرّسم لمجلّة إيطاليّة, ورسّاما لإحدى القنوات التلفزيونيّة, وإصدار بوسترات فنيّة, ثمّ عمل محاضرا للفنون الجميلة في جامعة صفاقس التّونسيّة, وصمّم العديد من البوسترات العالميّة منها كيوتو للبيئة عام 1997,
ومسك الختام , عمل رؤوف كراي رسّاما للعديد من كتب الأطفال الرّائعة!
وفاز بالعديد من الجوائز العالميّة منها جائزة اليونيسكو
مع تحيات رئيس التحرير
محمد بدارنه
Raouf Karray
أهلا وسهلا بكم جميعا أصدقائي وأحبابي الأعزّاء الساهرين على صفحات الحبّ والأمل،
« الحياة للأطفال »،
حياة الحبّ والعشق للألوان الجميلة وللكلمة الطيّبة وللمعلومة المفيدة والممتعة ...
شكرا لكم على هذه الاستضافة وعلى كرمكم وسعة ورحابة صدركم وشكرا لكم وتقديرا على المجهود الكبير والعمل المميّز الذي تقومون به في مجال تربيّة وثقافة الطّفل العربي ...
وشكرا لكم على هذه المساحة وهذه الفرصة التي خصّصتموها لي ولأصدقائي في العالم العربي لكي نلتقي فيها ونتحاور ونتواصل على أثيركم المباشر.
الحياة للأطفال
اهلاً وسهلاً بالرّسّام القدير رؤوف الكرّاي ..
بداية وبعد التّرحيب الحار ..نقول لك:
حدِّثنا عن رؤوف الكرّاي، الطّفل وهو في بدايات حياته، هل كان هاوياً محبّاً للرّسم ؟
Raouf Karray
ولدت بصفاقس ثاني مدينة بتونس وسط بيت جدّي العربي العتيق « البرج » ،وعمره أكثر من ثلاثة قرون ،،، والبيت محاط بحقل كبير، كنّا نمرح فيه ونلعب ونتعلّم ونأكل من ثماره ونشيّد من ترابه البيوتَ والقصورَ الصّغيرة التي نؤوي فيها أحلامنا ونرسم فيها تخيّلاتنا ... ترعرعت وسط الطّبيعة الملوّنة، فأحببتها بكلّ الألوان ... ووسط آفاق واسعة ورحبة، فعشقت الفضاءات التي كُسرت فيها الحواجز وكرهت الحدود لأتطلعّ إلى ماوراء الأفق ... وترعرعت وسط عائلة فقيرة ماديّا لكنّها كانت غنيّة بروح التَّضامن والإخاء ومحبّة الغير وشغف العلم والمعرفة وبالحسِّ المرهف ولطف المعاشرة واحترام الكبير والاعتزاز بالأنثى ... فأحببت الفقير وكلّ المحرومين .... وعشقت جدّتي وكلّ الجدّات وأمّي وكلّ الأمّهات وبنات عمّي وكلّ البنات
كنت وما زلت أحبّ التعبير عن أفكاري
ومشاعري بالأشكال والألوان ... وكنت كذلك أجد متعة كبيرة عندما أرسم وألوّن ... وعندما أملأ كرّاس الدّرس برسومات مستوحات من النّصوص التي يمليها علينا المعلّم أو الأستاذ، ...
وعن تعليمك
Raouf Karray
كنت تلميذا وطالبا يعشق كسر النّمطي والرّتيب، والخروج عن المعهود المملّ ...
كنت أومن بأنّ المدرسة والإمتحان والتقييم شرٌ لابدّ منه فواصلت الدراسة حتّى آخر مرحلة من الدّرس للحصول على الشّهادات اللعينة ...
ومن المفارقات التي لم أفهمها إلى حدّ الآن أنّني عشقت الجامعة وأجواء الدَّرس والتّدريس بالجامعة وإعطاء المعلومة بدون تردّد.
ما هي الافكار التي كنت تترجمها على الورق بالوانك ؟
Raouf Karray
عن الأفكار التي كنت أترجمها ألوانا على الورق وأنا طفل :
أفكار عديدة ... خاصّة منها التي تنبثق عن نصوص قرأتها أو درستها في المدرسة تعجبني وتلهمني ... أو الأفكار التي تخرج من المحيط الذي أعيش فيه المليء بالمتناقضات والمشاكل الاجتماعيّة.
الحياة للأطفال
الرّسام رؤوف الكرّاي ..
يعتبر الحائط المساحة الأرحب واللوحة الاولى للطّفل للتعبير عن هوايته،
هل ذلك لأن الحائط مساحته واسعة وفيها حرية للطفل ؟
Raouf Karray
عن الحائط كمساحة للطّفل للتعبير الحرّ : نعم أعتقد أنّ الحائط هو مساحة رائعة للطّفل ولغير الطّفل للتعبير بأكثر حريّة وطلاقة وذلك لامتداد مقاساته ولأنّ الطّفل أو الإنسان بصفة عامّة يشعر بأنّ هذه المساحة المسموحة والمؤهلة للتّعبير هي ملكه وبعد ذلك سيتركها ملكا للغير ولكلّ الناس ... ولا أدلّ على ذلك ماتركه اجداد أجدادنا من قبل التّاريخ وعلى مرّ العصور والحضارات السّابقة من رسومات وآثار وإبداعات من الخطوط والأشكال والألوان المحفورة على جدران المغارات والكهوف وعلى صخور الجبال والمرسومة والمزيّنة على واجهات المباني والمساجد والقصور وداخلها .... أنا كذلك إلى حدّ اليوم أعشق الرّسم على المساحات الشاسعة والعملاقة ... عندي مجموعة من اللوحات التي تفوق في مقاساتها 12مترا
هل تنصح الأهل بتقديم ألوان معيّنَة للطفل لممارسة هوايته ؟
Raouf Karray
كلّ الألوان وكلّ شيء بدون استثاء للتّعبير الحرّ والخلّاق ...
وخاصّة تقديم الفكر الحرّ والمشجّع وعدم الاقصاء والتّحقير ...
لا يجب أن نقول أبدا للطّفل الذي نراه يرسم أو يعبر باللّون والشّكل عمّا يخالجه « اترك هذا وإهتم بدروسك ... » أو « لا لا هذا رسم غير جميل ....
يجب أن يكون هكذا أو هكذا ... » مثل هذا التّصرف وغيره من أخطر ما يمكن أن يكون على تربيّة الطفل وتكوينه وثقته بنفسه ومستقبل علاقته مع محيطه ومع المجتمع ومع الطبيعة ومع نفسه
حسب خبرتك وتعاملك مع الأطفال ما هي الدّلالات التي تأخذ المساحة الاكبر في رسومات الأطفال؟
Raouf Karray
في هذا المجال كلمة « دلالات » لها كثير المعاني وعديد الأبعاد ... لذا أستطيع الإجابة عن هذا السّؤال من خلال نفسي كطفل يرسم إلى حدّ الآن لنفسه وللأطفال مثله ... فأقول :
العفويّة والتلقائيّة وعدم التكلّف .... المتعة الكبيرة التي يشعر بها الطّفل داخله في لحظات انغماسه وسط الألوان والأشكال ... ثمّ بالطّبع صور المحيط الواقعي والخيالي الذي يعيش فيه الطفل كما يراها هو من خلال منظاره الخاص ...
Malek Chouayakh
أهلا بك أستاذ رؤوف في " الحياة للأطفال" التقينا مرّات عديدة في مناسبات مختلفة: معارض نشاط جمعياتي ولكن لم نتجاذب أطراف الحديث عن فنّك وأعمالك رغم أنّنا ننتمي إلى نفس المدينة صفاقسويسعدني أن نلتقي في هذا البيت الجميل الحياة للأطفال. لي أسئلة عديدة ولكن سأوجزها في سؤالين:
ماذا أفادتك أسفارك حول العالم في تنمية تجربتك الفنّية ؟
لماذا تحتضن مدينة صفاقس معرض كتاب الطفل وتضمّ عددا هامّا ممّن يكتبون للأطفال ونجد صعوبة كبيرة في وجود رسّام يرسم للأطفال رغم وجود معهد عال للفنون والحرف بصفاقس ؟
Raouf Karray
أهلا صديقي العزيز مالك ، شكرا لك على العناية والاهتمام ... إجابة على سؤالك : ماذا أفادتك أسفارك حول العالم في تنمية تجربتك الفنّية ؟ الإجابة ستكون طويلة جدّا لكن إذا اختزلتها أقول : الكثير والكثير ... أوّلا لأنّني أؤمن جازما بأنّ التّعلم ليس في المدرسة ولا في المكان الواحد وبالتّالي في التّحرك وتغيير مصادر التّعلم والمعرفة لتكثر الفائدة ففي السّفر والتّرحال مثلا مجال واسع للتّعلم وأنا شخصيّا ومنذ أن كان عمري 16سنة تقريبا وأنا أتعلّم من سفري ( بالأوتوستوب بالطّبع ) حول العالم ... لم أكن أدري أنّ السّفر سيكون سببا في تغيير الكثير من فكري ومن نظرتي إلى الحياة . وسيكون له دور كبير في تكويني وفي تحديد مواقفي وتصرّفاتي إزاء الأشياء ... لكنّني علمت أنني إذا كنت راضيا على شيء ما في شخصي كإنسان فذلك يرجع أساسا إلى هذه التّجربة الممتعة والطّريفة التي بدأتها وأنا صغير العمر ،،، كنت خجولا جدّا ... بالسّفر : جسورا ومشاكسا مُهَذّبا أصبحت - كنت أتألّم داخل نفسي للظّلم الذي كانت تعيشه « أمّي » في عالمنا الذكوري ... بالسّفر : مناضلا شرسا لنصرة الأنثى والمظلوم أصبحت - زرع أبي في الخوف من كلّ شيء ... بالسّفر : جريئا وشجاعا ومتهوّرا بلياقة أصبحت - لم أكن أعرف النّوم تحت المطر ... فبلذّة الماء على جسدي نمت - لم أكن أعرف طعم الفراولة ... فاحمرت شفتاي بلونها ولطعمها تذوّقت - لم أكن قد زرت المتاحف بعدُ ... لكنّني على عتباتها جلست حتّى فُتِحت أبوابها وزرت - لم أكن أعرف الاعتماد على النفس قبل ذلك .... فعلى نفسي وكاهلي وفكري اعتمدت - لم أكن أعرف جهل الآخرين بقيمة جذوري وعراقة حضاراتي هكذا منتشرا ... فاكتشفت وفخرت وعرفت - لم أكن أعرف أنّ نظما صحيّا في الأكل غير التي أعرف قد وُجِدت ... فمن إحساسي وعطفي على الحيوان تأكّدتُ ونباتيّا أصبحت - لم أكن أعرف أنّ للتحدّي متعة الاستكشاف .... فكسرت قيودي وتحدّيت - لم أكن أعرف أنّ الحلم في جانب ما هو واقع وحقيقة بدون حدود ... فحلمت ... وواصلت ...
سؤالك الثاني عن غياب رسّامي كتب الأطفال في معرض صفاقس لكتاب الطفل ....
باختصار شديد : في العالم العربي بصفة عامّة اهتمامنا بكتاب الطّفل الجيّد والمرسوم قليل جدّا .... جدّا ... آخر إهتمات المسؤول والسّياسي العربي هي الطّفل وثقّافته وخاصّة الرّسم
( في بعض الأحيان يحاربه ويحاكم الرسّام ) ... ففي هذا المجال يكفي أن نعلم أنّ بلدان العالم العربي كلّها استهلكت من الورق المخصّص للمطبوعات ككل في عام كامل ما لا يزيد على عشرة في المائة مما استهلك بلد كبلجيكا وعدد سكّانها لا يتجاوز عشرة بالمائة من سكّان العالم العربي .... والمزعج أكثر هو عندما نعرف نوعيّة ما وقع طبعه على هذا الورق !!! ..
وخاصّة ما كان نصيب الطفل من هذا الورق !!! ....
ولنتساءل : كم كان نصيب الطفل العربي من الكتب في السنة ؟
« .... يجيب الاتحاد السوفياتي سابقا : 4,7 كتاب للطفل الواحد وتردّ عليه إيطاليا فخورة 4,8 كتاب للطفل الواحد وتقول الولايات المتّحدة 3,9 كتاب .
وتأسف بريطانيا وهي تقدّم الرقم 2,6 كتاب ... - انّهم يقسمون عدد نسخ الكتب المطبوعة سنويّا على عدد الأطفال القرّاء ، وإذا حاولنا تطبيق ذلك مع العالم العربي لخجلنا من أنفسنا : إنّ نصيب الطفل العربي من الكتب سنويّا لا يزيد على سطر في كتاب ... »
( عن وثيقة صادرة عن معرض فرانكفورت الدولي للكتاب تحت عنوان « طبع للأطفال » تشمل قوائم خاصّة للكتب الصّادرة سنة 1987 ...) آمل أن يكون احصاء سنة الألفين وإثنى عشر قد تغيّر وأصبح يزيد عن سطر وأضيفت له بعض اللطخات من الألوان
في جانب آخر لا يمكن أن ننكر مجهود وحماس بعض المختصّين والمهتمّين بثقّافة الطفل وخاصّة بكتابه المرسوم والجيّد الذي يظهر من حين لآخر في كثير من مكان في العالم العربي والمتمثل في إقامة المعارض الخاصة بكتاب الطفل ووضع مواقع على النّات تهتمّ بكتاب الطفل ككلّ وبعث دور النشر المختصّة التي تستقطب عديد الرسّامين الشبّان المتميّزين ذوي القيمة الفنيّة والفكريّة والجماليّة الرّفيعة والذين يبشّرون بمستقبل رائع لكتاب الطفل العربي ... عندي أمل كبير فيهم وأكنّ لهم كلّ التقدير والاحترام ... فما أراه اليوم يذكرني وأنا شاب بتجربة « دار الفتى العربي الفلسطينيّة » الدّار العربيّة الأولى المختصّة في كتاب الطفل والتي استقطبت في ذلك الوقت خيرة رسّامي وكتّاب العالم العربي ... تفنّنوا وابتكروا وأبدعوا في مجال كتاب الطفل العربي كتابة ورسما .... مثل أستاذنا الكبير زكريا تامر أطال الله في عمره ليواصل امتاعنا بكتاباته أو مثل المبدع الفنّان أستاذي العزيز رحمه الله محيي الدين اللبّاد وغيرهما كثير
Amani Albaba Barakat
نورت استاذ رؤوف انا محظوظة كوني تعرفت عليك عن قرب وَمَنَحَتني الوانك اجنحة جعلتي احلق برغم كل الحواجز ، دمت ايها المبدع المعلم بكل الخير .
سؤالي : في عالمنا العربي إنتاج اعمال للاطفال قليل و ينظر اليه بصفة تجاريَّة غالبا تضعف العمل الفني والابداعي حتّى بالنّسبة لمجلات الاطفال حيث يٌُطلب الكم و التلوين عبر الكمبيوتر مثلا فكيف قاومت بأسلوبك المتميّز و حافظت على اصالة انتاجك . أي استراتيجية اعتمدت عليها ؟
Raouf Karray
مرحبا بك إبنتي العزيزة .... أعتقد أنّ كلّ الميادين وكلّ المجالات لا تخلو من صعوبات وعوائق . خاصّة مجال الرسوم الموجّهة للأطفال حديث العهد في عالمنا العربي فإنّ بعض المهتميّن به والعاملين فيه على حسن نيّتهم غالبا ليسوا خبيرين بخصوصيات هذا النوع من الفن وآخرين مع الأسف همّهم الوحيد هو الربح المادّي وسرعة تنفيذ وانجاز العمل واستسهاله وهكذا من مشاكل .... لذا علينا بالتسلّح بالصّبر و التّفاني في العمل وحبّ ما نقوم به والدّفاع عنه دون غرور أو ترفع وبايماننا الراسخ بأننا دوما نتعلم من أخطائنا ومن ملاحظات الآخر
الحياة للأطفال من رئيس التحرير محمد بدارنه اللون النّاري والحبّ والفرح والحياة في لوحات رؤوف الكرّاي
قبل أن أقدّم لك سؤالين يا صديقي، اعذرني باسم الاطفال العرب عامّة والفلسطينيّين خاصّة أن أقدّم لك باقة شكر وطاقة ورد وفدّان محبّة وسلّة من برتقال يافا على لوحاتك الجميلة واخبارك الطّيبة التي زيّنا بها موقعنا ومجلّتنا الحياة للاطفال الصّادرة في حيفا منذ العام 1986،وبعد،سؤالي الأوّل:فزتّ بالجائزة العربيّة " كتابي"، والتي قدّمتها مدينة الملك عبد العزيز للعلم والتّقنيات ومؤسسة أرامكوومؤسسة الفكر العربي.ومن بين عشرات الجوائز، هل لكَ أن تحدّثنا عن أثر هذه الجائزة في نفسك وعن حيثيّاتها؟
Raouf Karray
أمّا عن الجوائز : أكيد أنّها تركت أثرا « إنسانيا » في نفسي : الفرح والاعتزاز ومدى قيمة اعتراف الغير بما أقدّمه للمجتمع من عمل اعتقدت دوما أنّني مقصّرا في خدمته ... فهذا الاعتراف بالجميل يعطيني أكثر ثقة في نفسي وفي ما أقدّمه ويشجّعني على المضي قدما وعلى تحملّ المسؤوليّة أكثر في دوري كرسّام كتب أطفال ومصمم كرافيكي مختصّ في التبليغ البصري يتعامل مع مجتمع خاص له كثير من المشاكل وهو في حاجة إلى التقدم والتطور والوعي والارشاد
سؤالي الثّاني:هل توجد علاقة التّوءم في لوحاتك بين اللون النّاري والحبّ والفرح والحياة؟ وكيف نشأ ذلك، واللوحات التّالية تسلّط ضوءا على نار حبّك ونيران ألوانك المعبّرة!
Raouf Karray
أعتقد أنّ استنتاجك صحيح ... وأضيف أنّ هذه الألوان الحارة التي تدفئ القلوب هي ألوان بيئتنا ... هي تراب ارضنا ورمال صحرائنا وهي حرارة هوائنا وعشقنا للطبيعة والحياة وحرارة حماسنا وتوقنا للأجمل والأفضل ... هي طبيعتنا في علاقتنا مع الغير عندما نستضيف ونُكرم ونعانق ... عندما نعانق ونحب ونعشق ... هي نحن
Rima Koussa الأستاذ الرائع والفنان الجميل رؤوف الكرّاي لك ألف تحية ومحبة وتقدير
مازلت أنتظر ورشة عمل ثانية نتعلم منك صناعة الورق كما وعدتنا في سوريا الحبيبة ..
Raouf Karray
يا ريمة أنا دائما على وعدي متى شئتم أنا تحت الطلب لأيّ نوع من الورشات وخاصّة الورشة التي طلبت ... لن أنسى أبدا تلك الأيّام الحلوة التي قضّيتها معكم في الورشة صحبة الفنّانة القديرة والمتميّزة الأخت لجينة الأصيل ... يكفي ترتيب ذلك ... وإن شاء الله سوريا دوما بخير
Rima Koussa
يا أستاذي الغالي رؤوف والله نحن كنّا محظوظين جداً بوجودك أنت ومدام لجينة .. و من خلال هذه الورشة أعترف أني بفضلكم إكتسبت خبرة و نضج أكبر في مجال رسوم الأطفال ... وهذه فرصة طيبة لأشكركم من كل قلبي .. وهذا وعد مني قريب لأسعى لتحضير لقاء هنا في سوريا الحبيبة التي ستخرج من محنتها أكثر جمالاً و قوةً .. دمت بألف خير
Individuel Member
طبعا لا أجد من الكلام أفضل ولا أروع من الكلام الراااائع الذي رحبت به مجلتنا الراااائدة الحياة للأطفال رسّام الطفولة التونسي الفنان الكبير رؤوف الكراي.. وأنطلق في توجيه أسئلتي بكل فخر واعتزاز بهذه الريشة التي قدمت الكثير والكثير لوطننا العربي المحتاج جدا جدا لأبنائه ولمواهب أبنائه.. 1- هل ترى أن الكتاب الناجح للطفل يستطيع أن يتجاوز أو يستغني عن رسومات تزينه وتبين ما فيه؟ 2- وما هي أسرار نجاح رسام دون رسام آخر أو رسومات دون رسومات أخرى؟ 3- وأخيرا أسأل سيادتكم لسؤال الذي سألته كل ضيوف مجلتنا : ما رأيكم في تأسيس مؤسسة عربية حرة تعتني بمختلف فنون الأطفال؟ وألف ألف شكر لسيادتكم (أحمد بنسعيد - المغرب / عضو مستقل بالمجلس العالمي لكتب اليافعين)
Raouf Karray
شكرا يا أحمد ... هل ترى أن الكتاب الناجح للطفل يستطيع أن يتجاوز أو يستغني عن رسومات تزينه وتبين ما فيه؟ أوّلا والأهم بالنسبة لي الرسوم في الكتاب الموجّه للطفل ليست للتزيين ولا لترجمة ما في النصّ ... أبدا ... أنا شخصيّا أرفض أن يكون هذا هو دور الرسوم في كتب الأطفال وان كانت كذالك عند الكثير والكثير من رسّامي كتب الأطفال الدَّخيلين وعند الكثير من صنّاع كتاب الطفل في العالم العربي فعلينا نحن وعلى الفنّانين الشبّان أن يغيّروا من هذه الحالة ويعطوا للرسم حقيقته ووظيفته ودوره الحقيقي في كتاب الطفل ... هناك من الكتب اليوم الموجّهة للطفل تعتمد الرسم فقط وتخاطب الطفل بالرسوم فقط ... ثانيا يستطيع أن يكون الكتاب الموجه للطفل ناجحا جدّا بدون رسوم وذلك حسب المحتوى الذي يتضمّنه والهدف الذي يرمي إليه
أمّا عن سؤالك الثّاني : ما هي أسرار نجاح رسام دون رسام آخر أو رسومات دون رسومات أخرى ؟؟: لست أدري ما هي مقاييس النجاح لديك ... أعتقد أنّه هناك كثير من العوامل التي تتدخل للحكم على رسّام أو عمل ما ... في تجربتي الفنيّة والعمليّة مع طلبتي لا أمارس مبدأ الأحكام ولا التفضيل ولا الفصل بل نحاول أن نعطي لكلّ عمل قيمته ونفرز خصائصه ونبيّن امكانيات تطويره
ما رأيكم في تأسيس مؤسسة عربية حرة تعتي بمختلف فنون الأطفال؟ جميل جدّا ،،، ياحبّذا
Individuel Member ألف ألف ألف شكر لسيادتكم أستاذنا التونسي العزيز علينا رؤوف الكراي على هذا اللقاء الهام جدا والمثمر والمفيد جدا جدا.. والشكر متواصل وموصول لمجلتنا الراااائدة والمحبوبة الحياة للأطفال التي لا تزال تفاجئنا بكلّ ما يبهج ويسر ويفيد..
Raouf Karray
شكرا لكم كلّكم على المشاركة والتفاعل وحسن المجاورة طيلة يوم أمس وشكرا لمجلّتنا « الحياة للأطفال » على استضافتها الكريمة
الحياة للاطفال
" أحبّ البلاد التي سأحب
أحب النساء اللواتي أحب
و لكن غصناً من السرو في الكرمل الملتهب
يعادل كل خصور النساء
و كلّ العواصم
أحبّ البحار التي سأحبّ
أحبّ الحقول التي سأحبّ
و لكنّ قطرة ماء على ريش قبرّة في حجارة حيفا
تعادل كل البحار
و تغسلني من ذنوبي التي سوف أرتكب "
بالوانك طرزت هذه الكلمات الجميلة للشاعر الفلسطيني محمود درويش
وزينتها بالثوب الفلسطيني بالوانه المتناسقة الجميلة ..
لماذا محمود درويش ...ولماذا هذه القصيدة ؟
Raouf Karray
لماذا محمود درويش ولماذا هذه القصيدة ؟ هي لوحة كبيرة من ضمن مجموعة من اللوحات في قياس موحّد تحمل قصائد أخرى لمحمود درويش عرضت وتعرض إلى حدّ الآن في مناسبات عديدة في العالم وهي الآن بفرنسا ... كانت بمثابة تحيّة حب إلى الشّاعر محمود درويش الذي التقيت فيه لأوّل مرّة من خلال قصيدة له في صفحة جريدة مصريّة وصلتني من مصر عن غير قصد . من صديقة اسكندرانيّة عن طريق المراسلة سنة 1969 ( لكن المقصود هو صورة كرنيش الاسكندريّة الموجود بالصفحة الخلفيّة )...
فطلبت منها أن ترسل إليّ بعض القصائد لهذا الشّاعر فأرسلت لي ديوانه « آخر الليل » وهكذا عشقته ومن يومها وأنا أبحث عن قصائده وأبحث عنه حتّى التقيت فيه ثانيّة لحما ودما في بيروت بمكتبه
في كرنيش المزرعة كان ذلك سنة 1975
ثمّ في تونس كم مرّة وآخر مرّة زرته من خلال أدواته وزهرة جافّة على مكتبه آخر ما وضعت يده ببيت خليل السكاكيني برام الله ....حدثنا عن زيارتك لفلسطين عام2010 .. كيف كانت وما هو انطباعك عن فن الرسم للاطفال في فلسطين ..
Raouf Karray
زيارتي لفلسطين سنة 2010 ؟؟؟ قصّة سفري إلى فلسطين قصّة بعيدة في الزمن .. سنة 1975 قمت برحلة طويلة بالأوتوستوب في العالم العربي .. وكان حلمي في هذه الرحلة أن أدخل فلسطين ... ومما زادني رغبة في ذلك لقائي محمود درويش في بيروت وبقائى في عين الحلوة بصيدا بين أحضان عائلة فلسطينيّة رائعة وبين جيرانها وسكّان المخيّم وشبابه ... فعندما واصلت رحلتي من لبنان إلى سوريا والعراق ثمّ الأردن ونزلت ببيوت الشباب بعمّان وجدت كثيرا من السيّاح الشباب الأجانب وجودهم بعمّان هو الدخول إلى فلسطين عبر جسر الحسين قررت مصاحبتهم في رحلتهم هذه رغم ما عرفته أنذاك من عراقيل وصعوبات وربّما استحالة المرور ... غامرت ... فصدّني الجندي والمسؤول الأردني أوّلا لكن أمام اصراري وابتساماتهم التهكميّة واصلت رحلتي لعبور الجسر فصّدني هذه المرّة الجندي اليهودي بالبندقيّة على ظهري وبعثرة حقيبتي وتمزيق دفتر مذكراتي وعناوين أصدقائي ... فكانت خيبتي لا توصف وحقدي على المستعمر بدون رحمة وحسدي للمارّين عميق وكرهي للحدود بدون حدود .... وحملت حلمي هذا بدون أمل حتّى جاءتني في يوم ما مكالمة هاتفيّة من صديق من رام الله يشتغل بمؤسسة تامر يدعوني فيها للقيام بنشاط فنّي في فلسطين ضمن نشاطات هذه الدّار ... ماذا يمكن أن أقول لكم لكي أصف مشاعري في هذا الوقت ؟؟؟؟ .... على كلّ حال وقعت كلّ التراتيب لامكانيّة الدخول إلى فلسطين أنا وزوجتي التي دخلتها بدموع الفرح وخرجت منها بدموع الحزن والفراق .... عبرنا ودخلنا وزرنا أريحا والخليل ونابلس وبيت لحم والقدس والأقصى وحيفا ويافا وعكّا والناصرة ورقصنا مع الأصدقاء في مهرجان رام الله وزرنا العائلات وأكلنا أحلى الأكلات الفلسطينيّة ... وأقمت معرضا لرسوماتي في بيت الخليل السكاكيني وورشة عمل في مؤسسة تامر مع شباب فلسطيني من كلّ مكان من فلسطين حول موضوع « رسوم كتب الأطفال فاقدي البصر » ما أروعها رحلة ... أنا الذي درت العالم وسافرت شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا يبقى هذا السفر إلى فلسطين من أجمل وأروع الرّحلات ... والحديث عن فلسطين وعن هوائها وتربتها وعن ناسها يطول ويطول ... لم أعد أر بوضوح ما أكتب ... دموعي تترك على عينيّ غشاء ... معذرة ... ألقاكم بعد قليل!!
الحياة للأطفال استاذ رؤوف كلماتك مؤثرة جداً واجابة رائعة .... بقدر تأثري كان حزني لعدم معرفتنا بك من قبل ..نتمنى ان نلتقِ بك قريباً في فلسطين
وتنعم مرة اخرى بهوائها وناسها ..
الحياة للأطفال
استاذ رؤوف .... لوحات مميزة من لوحاتك ..
هل هناك اسلوب معين تتبعه في رسمك ؟؟
مَن مِن الرّسامين العالميين تُفضل ..و أيهما تتأثر به ..؟
في كل لوحاتك ..لاحظت ان الشخوص سمينة نوعاً ما :) .. هل هي كذلك ..ولماذا ؟؟
انت كمحاضر في الجامعة ..ما هي الرسالة التي تحاول دوماً توصيلها لطلابك في فن الرسم ؟
Raouf Karray
هل هناك اسلوب معين تتبعه في رسمك ؟؟ أتبع أسلوبا اشتغلت عليه كثيرا من خلال مروري بتجارب عديدة وأشتغل عليه دائما وأبدا لأنّني أؤمن بالتّجريب والحراك الدّائم في أيّ ميدان والاّ حكمنا على عملنا بالفشل ... ثمّ أستطيع القول أنّ عملي وشغلي يعتمد كثيرا على مرجعيّات هامّة في ثقافتي وتاريخي وأصولي الفنيّة البربريّة والإفريقيّة والعربيّة وكذالك ما تلقيته من أساتذة وعمالقة الفن في وطننا من دروس مباشرة وغير مباشرة مثل الفنّان العزيز عليّ محيي الدّين اللّباد رحمه الله ونذير نبعة وحلمي التوني وكلّ رسامي دار الفتى العربي الفلسطينيّة وبعض المدارس الفنيّة العالميّة ... شكرا لهم وتقديري
مَن مِن الرّسامين العالميين تُفضل ..و أيهما تتأثر به ..؟ أعشق كثيرا تصفح الكتب وقراءة الرسوم وكثرة التفحّص في الرسوم التي تعجبني
في كل لوحاتك ..لاحظت ان الشخوص سمينة نوعاً ما :) .. هل هي كذلك ..ولماذا ؟؟ لست أدري وكلّ ما أدريه أنّني أعشقها هكذا وكما هي .... ربّما ... وليست دائما كما تلاحظون ... ربما في بعض الأحيان هي في الأصل نحيفة لكن الجلباب أو الفستان يكون واسعا جدّا وفضفاضا فيعطي هذا الانطباع ... كذلك وهذا ربّما من جانب نفسي وعاطفي خفيّ : فربّما ذاك الطفل النائم داخلي من حين لآخر يستيقض لكي يعبث بيدي عندما ترسم ويرمي بالصور والمشاهد التي كنت أعيشها في طفولتي مع عمّاتي بجسدهنّ المعبّئ والمكتنز وهنّ مجتمعات مع أمّي وجدّتي في فناء البيت « البرج » حول موقد صغير من الطين يطبخن عليه قهوة المساء التي تفوح رائحتها عندما تسقط منها قطرات على الجمر فتحترق .... قبلة على جبينهنّ ورحمة من الله على من غادر الدنيا
انت كمحاضر في الجامعة ..ما هي الرّسالة التي تحاول دوماً توصيلها لطلابك في فنّ الرّسم ؟ العلم والمعرفة والتّجربة التي تلقّيتها من غيري بدون تردّد ....والتّواصل مع الغير بأجمل الصّور أيسرها فَهمًا وخدمة المجتمع بجعل اختصاصنا في خدمة قضاياه ومشاغله .... وتبليغهم ( الطلبة ) كلّ المبادئ الإنسانيّة السّمحاء وحبّ العمل والمغامرة والتحدّي وحب الإطّلاع والجرأة واحترام الغير كلّ الإحترام وتقدير تجارب كلّ انسان مهما كان .... ( وعدم التدخين )
الحياة للاطفال من رئيس التحرير
يطيب لي ان أسألك!
في العديد من لوحاتك المرسومة للاطفال نجدك تحتلّ البر والجوّ، الأرض والسّماء، وهذا أمر جميل لأنّه يوحي للطفل بأفق واسع ويوحي له بحريّة التّحليق ومنحه مساحات من الحركة والخيال، ويبقى السّؤال: هل كان حلمك يوما أن تصبح طيّارا؟ وإلا فما الدّافع لحبّك هذا؟مع تحيّة من ارض وسماء فلسطين
Raouf Karray ... لا لم أفكرّ أبدا بأن أكون طيّارا في يوم ما ... لكنّني أحلم دائما بالسباحة في الفضاء وباكتشافه وفي الرسم فضاء الورقة يغريني برحابة صدره ويناديني من كلّ زواياه لعناقه باللون والشكل ....
حيدر غازي سلمان ما أجمل أن تحلق الألوان وترتفع بنسمات من ضحكات الأطفال، أنه الفنان الذي يقفز القلب دهشة فيوقفني أمام لوحته طويلا، أبتسم لها فتنثر زقزقتها في سمائي، أقترب منها فتعانق الروح بفضاءاتها الرحبة المبهجة، لك تحية كبيرة أستاذ رؤوف، ودمت مبدعا، وتحية للحياة للأطفال على كل العطاء المتميز لكم محبتي جميعا.
Raouf Karray
شكرا لك صديقي وأستاذي العزيز
Reem Al Askari
الأستاذ رؤوف .. الذي يليق به لقب المعلّم بكل ما تعنيه الكلمة من اخلاص. تعرّفت على الاستاذ رؤوف بورشة عمل في دمشق كان لي الحظ بوجودي هناك بنفس وقت اقامة الورشة ... وبكلمات قليلة منه أعطاني شيفرة التحليق بفضاء اللوحات بطريقة مختلفة وكان كتابي "بيت للأرنب الصغير" أول كتاب أرسمه بعد الورشة .. أعترف ان له فضل في منحي قفزة جديدة ومختلفة بطريقة التفكير...
أستاذ رؤوف سأستغل فرصة هذا الحوار الذي لم يسعفني هذا اليوم بأن أتابع أدق تفاصيله فأنا حريصة للتعلم منك
كم تسعدني كلمة "ابنتي" كلما خاطبتني بها
أشكرك .. و جداً
الفنان رؤوف الكرّاي بريشة الفنانة ريم العسكري
الحياة للأطفال
الاستاذ رؤوف الكرّاي ..حياتك حافلة وغنية بالاعمال الجميلة والمعارض العديدة التي اقمتها في تونس ..فرنسا ..ايطاليا ..ايران..اليابان ..فلسطين ..كوبا ..مصر ..بلغاريا ..لبنان ..فنلندا ..
النرويج .الصين وغيرها ..
أي هذه المعارض شعرتها عرّفت الناس على رؤوف الرّسام ..
وأيها ترك اثر جميل في نفسك ..
في أي البلاد تتمنّى ان تقيم معرضاً لاعمالك ..
لك من الاولاد اثنان - ربنا يحميهم - هل يتمتع احدهم بموهبة الرسم ؟؟
Raouf Karray
أي هذه المعارض شعرتها عرّفت الناس على رؤوف الرّسام .. وأيها ترك اثرا جميلا في نفسك ..؟ في أي البلاد تتمنّى ان تقيم معرضاً لاعمالك ؟ ..الجواب : 1 أعتقد تدريجيّا وبدرجات مختلفة كلّ المعارض التي أقمتها ... ذلك أنّني كنت أعمل جاهدا على اعداد معارضي كلّها حتّى تصل إلى الهدف الذي رسمته لها وكنت قاسيا في ذلك مع نفسي ... كنت أنسّق مع الجهة العارضة ... 2 طبعا وبدون منازع المعرض الذي أقمته في فلسطين ببيت الخليل السكاكيني ... نعم أعرف أنّني في هذا الشّعور ذاتي جدّا وعاطفي لكن أنا هكذا في بعض الأحيان ولا يحرجني ذلك أبدا ... والحقّ يقال مكان العرض كان رائعا والحضور والأصداء والتفاعل والتنظيم كان على مستوى من الحرفيّة غير المنتظرة ( شكرا للجميع على ذلك ) .... 3 في أيّ بلد من العالم وفي أيّ مكان يوجد فيه أناس بسطاء يحبّون الجمال حتّى في ما تخطّه الرياح على الرّمال أو ما تتركه المطر من أثر على الأرض أو ما تبعث به من رائحة الثرى ...
الحياة للأطفال
"رسوم كتب أطفال المكفوفين مع التّجربة الفنيّة المعاصرة "
كان عنوان محاضرة اقمتها خلال تواجدك في فلسطين عام 2010
هلا حدثتنا عن مضمون المحاضرة بشكل مختصر ..
Raouf Karray
"رسوم كتب أطفال المكفوفين مع التجربة الفنية المعاصرة "كان عنوان محاضرة اقمتها خلال تواجدك في فلسطين عام 2010
هلا حدثتنا عن مضمون المحاضرة بشكل مختصر ؟
« كتب الأطفال فاقدي البصر المرسومة العربيّة » مفقودة تماما من مكتبات أطفالنا ومن سوق الكتب العربيّة ومن اهتماماتنا وكأنّ الطفل فاقد البصر في عالمنا العربي ليس له حق علينا في أن ندخله من خلال حواسه إلى عالم الصورة والأشكال والألوان ... مع أنّ تارخنا يزخر بالعلماء والأدباء الفطاحل فاقدي البصر الذين كانوا قدوة لنا في مجالات عدبدة وعلّموننا من خلال مثابرتهم وعزيمتهم وصبرهم كيف يمكن أن نحترم ونقدرّ فاقد البصر ولا نهمّشه ونتركه جانبا يتدبرّ أمره بنفسه أو نشعره - عن قصد أو عن غير قصد- بأنّه غير عادي أو ليس له وجود معنا نحن المبصرين / غير المبصرين .... انظروا مثلا إلى البنية التحتيّة لمدننا وقرانا .... انظروا إلى فضاءات الحياة على أنواعها لدينا .... انظروا إلى البيت كيف هي هندسته ... إلى تجهيزاته .... إلى آخر جزئيّة يكون الانسان في حاجة اليها ... هل هناك أئ شيء من هذا وغيره وقع التفكير فيه عند تصميمه أو إنجازه أنّ للضرير حق استعماله والتعامل معه ؟
فبما أنّ الرّسم من اختصاصي وعندما خامرتني هذه الأفكار وحين سألت نفسي هذه الأسئلة وعندما اعترض سبيلي لأول مرّة كتاب للأطفال فاقدي البصر في رحلة من رحلاتي حول العالم زمانا بدأت بالتفكير في ذلك بعد الاستفاقة من دهشتي واعجابي وحسرتي على تأخر وعيي .... هكذا كانت بدايت تجربتي مع هذا النوع من الكتب ... فكانت لي متعة خوض التجربة مع طلبتي بالجامعة بتدريبهم على انجاز مجموعة من الرّسوم الموجّهة للأطفال فاقدي البصر .... وباستضافة صديق لي من فرنسا يشرف ويدير دارا لتصميم وانجاز ونشر وتوزيع الكتب المرسومة الخاصّة بالأطفال فاقدي البصر للقيام بمحاضرة هو كذلك أمام طلبتي حول تجربته ولعرض الكتب التي أنجزتها هذه الدّار .....
بعد سنين من البحث والتّجريب والعمل والاحتكاك بالمختصّين في هذا الميدان وفي هذا الإطار أردت أن أقدّم هذه التجربة إلى الشباب العربي خارج تونس فكانت لأوّل مرّة في فلسطين مع الشباب الفلسطيني ضمن نشاط مؤسّسة تامر برام الله ( مشكورين على إتاحة الفرصة ) ومباشرة بعد فلسطين كانت في الأردن مع الملتقى التربوي العربي ثمّ في الشارقة بالامارات ضمن فعاليات معرض الشّارقة للكتاب .....
أمّا عن كيفيّة العمل في هذا المجال وكيفيّة تصور الرّسوم وتصميمها وانجازها فأترك لأصدقائنا الرسّامين الشبّان متعة البحث والاكتشاف بأنفسهم عن هذا العالم الفنّي المثير .
الحياة للأطفال تجربة غنية ورائعة ومتفردة في فكرتها .. بارك الله جهودكم وعملكم .
الحياة للاطفال
الفنان القدير ..الأصيل رؤوف الكرّاي ..
اخترت لك وروداً بألونٍ دافئة كما لوحاتك .. توحي بالدفئ والمحبّة والترابط الأسري ..مهما نسجت من الحروف كلمات جميلة لن تصل ولن ترقى لجمال لوحاتك وابداعك ولقلبك الكبير المحبّ ..
ولكن نأمل ان تكون رسول خير ومحبة تعبر عن اعجابنا ومحبتنا كمجلة بشكل خاص وكفلسطينيين بشكل عام ..
سأسألك عدة اسئلة نختم بها هذا اليوم الرّائع والمميّز
اوَل سؤال
ما هي مشاريعك القادمة ..؟؟
ثاني سؤال
تستخدم صورة لشخصك بشكل مقلوب في ملفك على الفيسبوك ..
هل هو اعتراض على شئ ما ؟؟
ام ما المغزى ؟؟
السؤال الثالث
هل هناك سؤال توقعت توجيهه لك ؟؟ ما هو السّؤال وما هي الاجابة
ما هو انطباعك ومشاعرك في هذا اليوم وكيف كانت هذه التجربة
كلمة اخيرة توجهها لمجلة الحياة للأطفال ..
ولك اعطر التّحايا واجملها مزنّرة ومسيّجة بالحب من رئيس التحرير محمد بدارنه ..
ومني رويدة مصطفى
لك التقدير والمودَّة .
وشكراً كثيراً لمن تابع وساهم معنا في هذا اليوم الرّائع
Raouf Karray
شكرا على الباقة الجميلة جدّا
ما هي مشاريعك القادمة ..؟؟ أنا الآن بصدد تصميم وانجاز رسوم كتابين للأطفال فاقدي البصر ...
النّصوص :
الأوّل للأخت الأديبة نبيهة محيدلي من لبنان
والثاني للشاعر السوري بيان صفدي
أنا فخور جدّا بالعمل على أوّل كتابين عربيّين بالكامل ...
وبعد اسبوع سأذهب إلى فرنسا حيث الدار المختصّة في هذا النوع من الكتب لإنجاز وصناعة نموذج واحد لكلّ واحد من هذين الكتابين لعرضهما على مؤسّسة عربيّة ما مستعدّة لتمويل صناعة ونشر هذين الكتابين في العالم العربي ... تكلفة الكتاب الواحد تصل إلى عشرات المرّات تكلفة الكتاب الجيّد العادي الموجّه للطفل
تستخدم صورة لشخصك بشكل مقلوب في ملفك على الفيسبوك .. هل هو اعتراض على شئ ما ؟؟ام ما المغزى ؟؟
.... : ربّما
هل هناك سؤال توقعت توجيهه لك ؟؟ ما هو السؤال وما هي الاجابة ؟ ... لا ... ما شاء الله لقد استوفيتم كلّ شيء بأسئلتكم التي كانت رائعة وملهمة ... أعتقد أنّني في بعض الأحيان لم أعطيها حقّها في الإجابة
أشكركم جزيل الشكر على هذه الفسحة الجميلة صحبتكم وصحبة كلّ الأصدقاء الذين كانوا معنا في فسحتنا هذه بين الذكريات والألوان والفضاءات الجميلة ،، وفّقكم الله في عملكم وفي نشاطكم وزادكم حماسا وصبرا ... سلامي إلى فلسطين كلّ فلسطين وإلى حيفا وأنهج حيفا القديمة وبيوتها ودوالي العنب المتسلقة الشّرفات والمغطّاة مداخلها ... ألف قبلة و تحيّة من القلب للجميع
رؤوف من تونس ومن أمام بحر صفاقس المطلّ على بحر حيفا