ولدتُ في مدينةِ الزرقاءِ الأردنيَّةِ في اليوم الحادي عشرَ من شهر أيَّار سنة 1939م.
نشأتُ في أسرةٍ عربيّةٍ دُرزيّةٍ عريقةٍ، تسكنُ قرية الرَّامةِ في الجليل الغربيِّ من فلسطينَ. كنتُ واحِداً من بينِ اثني عشرَ أخاً وأختاً، فليَ خمسةُ إخوةٍ، وستُّ أخواتٍ، وكانَ أفرادُ أُسرتنا يرتبطون بروابطَ عميقةٍ من الإحترامِ والمودَّةِ، كما كانَ الطَّابعُ السَّائدُ بيننا هو الطَّابعُ الثَّقافيُّ.
تلقَّيتُ عُلوميَ الإبتدائيةَ في مدرسةِ الرَّاهباتِ في قريتنا الرَّامة، ثمَّ انتقلتُ إلى مدينة النَّاصرةِ، حيثُ أنهيتُ، في مدرسة تراسنطة، دراستي الثانويَّة.
عملتُ في وظائف ومراكزِ عملٍ مختلفةٍ، ولكنَّ نشاطي في الميادينِ الأدبيَّةِ، والسياسيّةِ، والوطنيَّةِ كانَ وراءَ عدمِ استقراري في العملِ، بلْ وطردي منه أحياناً، فقد عملتُ، في البدايةِ، مدرِّساً، ثمَّ عاملاً في منطقةِ حيفا الصِّناعيَّةِ، ثمَّ مفتِّشاً في دائرةِ تنظيمِ المُدنِ في النَّاصرةِ، ولكنَّ فتراِت عملي في هذه الوظائفِ كانت قصيرةً بسببِ عدم رضا الأجهزةِ الحكوميَّةِ عنِّي وعن نشاطي. ولهذا، فقد تعرَّضْتُ إلى الإعتقالِ، والسّجنِ، وفرضِ الإقامة الجبريةِ .
ولا يفوتني أن أذكر أيضاً، بأنَّني مارستُ العملَ في ميدانِ الصِّحافةِ، فاشتغلتُ في مجلة "هذا العالم" هعولام هازيه، التي كانت تصدُرُ في تل أبيب، ومجلة "الغد" الصّادرةِ في حيفا، ومجلةِ "الجديد"، وجريدةِ "الإتِّحاد". وغيرها من المجلات.
وفي غمرةِ هذا العملِ المتواصلِ، التفَتُّ إلى نفسي سنة 1977م، فقرَّرتُ الزَّواجَ، وبالفعل، فقد اقترنتُ بفتاةٍ تعرَّفت إليها، هي طالبةٌ تدرس في أحدِ معاهدِ الإدارةِ المكتبيةِ في حيفا، وهي السَّيِّدةُ نوال سلمان حسين من قرية الرَّامة، ورزقني الله منها ولدين اثنين هما: محمد و وضاح. وهاأنذا أعيشُ اليومَ معَ أُسرتي الهادئةِ في قريةِ الرَّامة، مواصلاً رحلةَ العطاءِ، والنِّضالِ، بالكلمةِ والموقفِ، والحقِّ، والعدلِ.
نضالي وثقافتي الأدبيَّة
كنتُ مؤسِّساً وعضواً في كثيرٍ من الحركاتٍ والأحزابٍ واللجانِ الوطنيَّةِ، التي كانت تسعى إلى إحقاق الحقِّ، والدفاعِ عن العدالةِ، ومن هذه الحركاتِ "حركة الشُّبَّانِ الدروزِ الأحرار"، وهي الحركةُ التي أصبحت تُعرف باسمِ "لجنة المبادرة الدُّرزيَّة"، كما شاركتُ في "حركة الأرض"، واللجنة القطرية للدفاعِ عن الأراضي العربيَّة"، و"لجنة حقوق الإنسان"، و"لجنة أنصار السَّجين"، وغيرها من الحركاتِ والتنظيماتِ الشَّعبيَّةِ والوطنيَّةِ المختلفةِ.
أما الخطُّ الثاني الذي التزمتُ به، وسرتُ عليه، فكان خطَّ النِّضالِ الأدبيِّ، بالشِّعرِ، والصِّحافةِ، والرِّوايةِ، وبعبارةٍ أُخرى، خطِّ النضالِ بالكلمةِ التي كانت تنصبُّ على رؤوسِ الأعادي كالحممِ الملتهبةِ. ولقد كنتُ أدفعُ ثمناً باهظاً لالتزامي بهذا الخطِّ النضاليِّ، ولكنني قررتُ الصمودَ أيضاً، ليقيني بأنَّ ليلَ الظلمِ مهما طالَ، سوفَ ينقشعُ، ويأتي بعده فجرٌ جديدٌ، تشرقُ فيه شمسُ الحريةِ، والعدالةِ، والإنصافِ.
لقد أتقنتُ لغتي العربيةَ التي عشقتُها منذ صغري، وتزودتُ بأدواتها الثقافيةِ، من خلال قراءاتي ومطالعاتي المتواصلةِ للإبداعِ الشعريِّ والأدبيِّ العربيِّ التراثيِّ والمعاصرِ.
كما أنني إطلعتُ على المذاهبِ الفلسفيَّةِ، والمدارس الإقتصاديَّةِ، والإتِّجاهاتِ الفكريّة ِالمختلفةِ، ولقد تسنى لي ذلك من خلال زياراتي المتعددةِ لكثيرٍ من البلدانِ الأجنبيّةِ، وخاصةً للإتحادِ السُّوفييتي سابقاً، الذي أمضيتُ فيه سنة أتقنتُ خلالها اللغةَ الرُّوسيَّة، فضلاً عن إتقاني للُّغتينِ العبريَّةِ والإنجليزيَّةِ.
أبداعي الأدبيّ
لقد بدأتُ رحلتي مع الإبداعِ الأدبيِّ بعامةٍ، والشعريِّ بخاصةٍ في سنِّ مبكرةٍ من عمري، وأذكرُ، في هذا المجال، أنني أصدرتُ مجموعتي الشعريةَ الأولى"مواكب الشمس"، وأنا في سنَّ الثامنةَ عشرةَ، ثمَّ توصلَ، بعدَ ذلكَ، توهُّجي وعطائي في دنيا الأدبِ، وسماءِ الشعرِ.
ولا شك في أنَّ اطِّلاعي على منابعِ الثقافةِ العربيَّةِ، وبعضِ الثَّقافات الأجنبيَّةِ، مكَّنني من الإتِّصالِ بجذورِ التُّراثِ والأصالةِ، كما ساعدني على صقلِ موهبتي بإبداعِ الحداثةِ والمُعاصرةِ. كما أنَّ أسفاري وحضوري للكثيرِ من المهرجاناتِ الأدبية والشِّعريَّةِ، زوَّدني بالعمقِ الفكري، والشفافيةِ الثقافية، ولن أنسى مهرجان الشَّباب، الذي عُقدَ في"صوفيا" عاصمةِ بلغاريا سنة 1968م والذي حضرته بصحبةِ صديقي
الشاعر الفلسطيني الكبير"محمود درويش"،
كما لا أنسى لقائي بـ
الشَّاعرِ العراقيِ الكبيرِ محمد مهدي الجواهري
في مدينة براغ، وما دار بيننا من حديثِ عن واقعِ الشِّعرِ، وهمومِ الشَّاعرِ العربي.
لقد صدر لي أكثر من عشرين كتاباً في الشِّعر، والمسرحيَّة، والرِّواية، فضلاً عن عددٍ كبيرٍ من الدِّراساتِ والأبحاثِ والمقالاتِ، كما ترجمَ عددٌ كبير من قصائدي إلى كثيرٍ من اللغاتِ الأجنبيةِ. وكنتُ، في كلِّ ما صدرَ عني من أدبٍ شعريٍ ونثريٍّ، أعتزُّ بوطنيتي، وقوميتي، وأوظفُ الكلمة للتعبيرِ عن الروحِ النضاليةِ والإنسانيةِ التي تدعو إلى المحبةِ والسلامِ بين الشعوبِ.
وقبل أن أٍُسمعكم شيئاً من أشعاري، أودُ أن أذكرَ جانباً من إنتاجي الشعريَّ والأدبيَّ:
أولاً: في مجال الشعرِ
* مواكبَ الشمس، الناصرة، سنة 1958م
* أغاني الدورب، الناصرة، سنة 1964م
* دمي على كفي، الناصرة، سنة 1967م
* دخانُ البراكين، الناصرة، سنة 1968م
* سقوطُ الأقنعة، بيروت، سنة 1969م
* في إنتظار طائرِ الرعد، بيروت، سنة 1969م
* قرقاش، وهي مسرحية شعرية، حيفا، سنة 1970م
* ديوان سميح القاسم، بيروت، سنة 1970م
* الموتُ الكبير، بيروت، سنة 1972م
* جهات الروح، القدس، سنة 1983م
*قرابين، عكا، سنة 1983م
* شخصٌ غير مرغوب فيه، بيروت وعمان، سنة 1986م
* لا أستأذنُ أحداً، لندن، 1988م وغيرها.
ثانياً: في مجالِ الرواية
*إلى الجحيم أيتها الليلك، القدس، سنة 1977م
* الصورة الأخيرة في الألبوم، عكا، سنة 1980م
ثالثاً: في مجال الأبحاث والدراسات
*عن الموقفِ والفن، بيروت، سنة 1970م
* من فمك أدينكَ، عكا، سنة 1974م
* أضواء على الفكرِ الصهيوني، بيروت، سنة 1978م
أمَّا بالنسبةِ لأشعاري فإن المقامَ لا يتسعُ لعرضها، وإنما سأكتفي بإيرادِ نماذجٍ سريعةٍ منها، مع يقيني الجاسم بأن هذا لا يسدُ ولا يغني عن الرجوعِ إلى دواويني نفسها.
*قلتُ من قصيدةٍ لي بعنوان"إصرار":
يا جبال الثلج التي حطمتها... في ضلوعي عواصف الأقدار
لا أبالي مهما تكدسثلــــج... فــــضلوعي مقــــدودة من نار
وفؤادي لا يســـتكين لرزء... فــــهـــونار عنيـــــدة الأنوار
أنا أمشي إلى أعالي المعالي ... وأنيـــرالدروب للأحــرار!
تعليقات الزوار
1 .
الشاعر سميح القاسم احد رموز شعراء المقاومه
ساره
تحيه حب واكبار لشاعرنا الكبير ونقول له من ارض الرباط سلامتك يا ابا محمد راجين العلي القدير ان يمد بعمرك ويحميك.شكرا للقيمين وكل عام والجميع بخير وسلام