الألوان الزاهية تُلوِّن ذيل الدّيك؟
عرّبها محمد بدارنه
رَسَمَ ماهرٌ ديكاً جَميلاً. لمْ يلّونْ ماهرٌ ذَيْلَ الدّيك بِالألوان، لا الأحمر ولا الأزرق. لا الأسود ولا الأخضر.
فَجْأةً خرجَ الدّيكُ ليتنزَّهَ في الحُقول، وَذَيْلُهُ بلا ألوان.
في الطّريق، إلْتَقَى الكَلْبُ بِالدّيك.
سَألَ الكَلْبُ الدّيكَ: ذَيْلُكَ بدون ألوان .لماذا؟
لمْ يُصَدّقِ الدّيكُ كَلامَ الكَلْبِ، وَرَاحَ ينظُرُ إلى صورتِهِ في بركة الماء. نعم مِثلَما نَنْظُر نحنُ في المرآة.
تأكّد الدّيك أنَّ ذيلَهُ بلا ألوان، إنَّ الكلبَ صادقٌ في كلامِهِ.
حَزنَ الدّيك حُزناً شديداً. مشى ومشى في الطّرقات وهو يبكي،
والدّموع تسقط من عينيه.
إلتقى الدّيكُ بأطفالٍ في صفّ البستان. كلُّ طفلٍ يحملُ ريشةً وموادّ التّلوين، الأولى حمراء، الثّانية زرقاء، الثَّّالثة صفراء، الرّابعة خضراء والأخيرة سَوْداء.
قالَ اللّونُ الأحْمَرُ: أنا أُلوِّن عُرْفَ الدّيك، وأُلوَّن ثلاثَ ريشاتٍ في ذيلِهِ باللّونِ الأحْمَر الجَميل.
قالَ اللّونُ الأخضَرُ: أنا ألوِّنُ أربعَ ريشاتٍ في ذَيْلِهِ، طّبْعاً باللّونِ الأخضر. تَماماً مثْل لوْنِ البَطِّيخ.
قالَ اللّونُ الأزرقُ: وأنا سأساعدُ الدّيكَ. أُلوِّن ريشةً واحدةً في ذَيْلِهِ، طبعاً باللون الأزرق، تماماً مثل لون البحر.
قالَ اللّونُ الأصفر: إنَّ لَوْني جَميلٌ، يُشْبِهُ لونَ الشَّمْسِ، سَأساعِدُ الدّيكَ وألوِّنُ ريشتَيْنِ في ذيْلِهِ.
فَرحَ الديك لما رأى ذيلَهُ ملوَّناً وجسمَهُ جميلاً. قَفَزَ الدّيكُ فوقَ السّورِ وَراحَ يُغنّي وَيصيحُ بِأعْلى صَوْتِهِِ:
كو كو كو كو ووووووك!
فَرِحَ الكلب والدّجاجة والأوزّة والقطّة والعصفورة,وقالوا: إنّ صوت الدّيك جميل، غداً نفيق في الصّباح على صوته الجميل.