حوار
بين طفل وشجرة
مشْهَدٌ يُمثّلُ طفلاً يضربُ بعصاً أغصانَ شجرةٍ محاولاً إسقاطَ بعضٍ منْ ثمارِها.
الشّجرة : آه آه ! ويحَكَ ! إنَّك تؤْلِمُنِي بضرباتِ عصاكَ الموجِعَةِ !
الطِّفل: يا إلهي! ماذا أسمعُ؟ شجرةٌ تئنُّ وتتألَّم !
الشَّجرة: نعم. ألا تعلم أيُّها الصَّبي إني كائن حيٌّ مثلك، أتغذَّى وأتنفَّس وأنمو وأتكاثر؟
الطّفل: وكيف ذلك؟
الشّجرة: عن طريقِ جذوري الممتدَّةِ في الأرضِ، أمتصُّ الماء والأملاح وبأوراقي الخضراء أتنفَّسُ.
الطِّفل: تتنفَّسي بأوراقك؟ هذا غير معقول!
الشَّجرة: نعم يا صغيري، أتنفَّسُ الهواءَ فأصنعُ من الغاز الفحميّ غذائي وأعطيك مقابل ذلك الأكسجين الّذي تحتاج إليه أنت، أرأيت؟ إنِّي أُنقّي لك الهواء!
أتعرِفُ منافعي الأخرى؟
فأنا الَّتي أُثبِّت بجذوري التُّربةَ الصّالحةَ للزِّراعةِ وأحْميها من الإنجراف.
وأنا التي أجلبُ بأغصاني الطَّويلة السُّحُبَ المُحمَّلةَ بالأمطارِ.
وأنا الحلوةُ في حديقتِكَ ومدرستِكَ وحَوْلَ ملعبِكَ وفوْقَ تُرابِكَ.