حكاية
البطل والضَّبعين
في أحد الأحراش، كان هناك ضبع وضبعة يعيشان في مغارة، ويحرمان أهالي البلدة المجاورة من الحصول على الحطب. وتضايق أهل القرية، فأجتمع رجالها في السَّاحة، وراحوا يفكرون في حلِّ لهذه المشكلة.
وبعد نقاش طويل، وقف شيخ القرية وأعلن قائلاً :
" من يقتل هذين الضَّبعين، سأزوِّجُه ابنتي، وأعطيه معها كلَّ ما تستحقُّه من أموالي".
وكان بين الحضور شابٌّ فقير، هو الابن الوحيد لأرملة فقيرة. فعندما سمع إعلان الشَّيخ، رأى أنَّ تلك فرصة ذهبيَّة بالنِّسبة له، فصمَّم أن يصيد الضَّبعين. لذلك انسحب خفيةً من السَّاحة، ولم يخبر أُمَّه بما نوى أن يعمل، لأنَّه كان يعرف أنَّها لو علمت بذلك، لمنعته من المخاطرة بحياته ومضى الشَّابُّ، إلى المكان الَّذي ذكر النَّاس أنَّ الضَّبعين يكونان غالباً فيه، وليس معه سوى خنجر. وعندما وصل المكان، نام على الأرض، وتظاهر أنَّه ميِّتٌ. ولمَّا جاء الضَّبعان، شمَّاه، ثمَّ دخلا تحته وحملاه على أكتافهما، كما يحمل النِّير على رقبتي فدَّان البقر، وأخذاه إلى مغارتهما، وطرحاه على الأرض. وَهَمْهَمَ الضَّبع لزوجته الضبعة لتُخرج العظام القديمة من المغارة. وعندما انشغلت الضَّبعة بتجميع العظام من عمق المغارة، ورأى الشَّاب نفسه قريباً من الضَّبع، إغتنم الفُرصة وطعن الضَّبع طعنة في قلبه فأماته،
وأخذ رأسه، وخرج مسرعاً، فسدَّ باب المغارة على الضَّبعة بحجر كبير، ثمَّ حمل رأس الضَّبع وركض عائداً إلى السَّاحةِ، وهو يصيحُ على الشَّباب الذَّهاب معه لقتل الضَّبعة التي سدَّ عليها مغارتها. وأنضمَّ إليه عددٌ من الشَّباب، وقتلوا الضَّبعة، وعادوا بجثتي الضَّبعين محمَّلتين على حمار، وجاءوا بهما إلى ساحة القرية.
أُعجب النَّاس بشجاعة الشَّاب، وزوجه الشَّيخ من بنته، وأقاموا الأفراح، والليالي الملاح، وهكذا استحقَّ البطل الفقير عروساً في ليلة واحدة.