عالمة الذّرَّة العربيّة
سميرة موسى
الدكتورة التّي أصرّت أن تعود الى مصر وطنها الرّائع كي تخدم شعبها الأصيل, لم توفّق في ذلك!
لماذا؟ تعالوا بنا نتعرّف على جوانب مهمّة من حياتها.
سميرة موسى دكتورة في مَجال الطَّبيعَةِ النَّووية, ماتَتْ في حادثِ سيارة غامض عام 1952.
الدّكتورة سميرة موسى, ولدت في قرية سنبو في مصر - عام 1917, وهي إبنةُ فلاحٍ مصري كان يتميَّزُ بحبِّهِ للفنِّ والشعر .
حين افْتُتِحَتْ أَوّلُ مدرسة ابتدائيةٍ بالقريةِ الصّغيرة, برزت سميرة كإحدى طلابها الأوائل.
إنتقل الأب مع ابنته إلى القاهرة. كان الأب المؤمن بنبوغِ وعبقريةِ ابنتِهِ يحميها ويساندها ولا يبخَل عليها.
ألَّفَتْ سميرة موسى كتابًا عن الجبر وأَسمته «الجبر الحديث» وهي تبلغُ من العمر ستة عشر عامًا فقط!
صادفت سميرة في حياتها شخصيّتين دفعتاها لمزيد من التفوّق والعمل أولاهما هي السّيدة «نبوية موسى» رائدة التعليم في مصر والتي أنشأت معملًا في المدرسة خصيصًا حتى تستطيع تلميذتها سميرة موسى إجراء تجاربها فيه, أما الشّخصية الثّانية فهو الدكتور «مصطفى مشرفه» الذي كانَ عميدًا لكلية العلوم والذي لمسَ تفوُّقَ تلميذتِهِ سميرة موسى التي نالت بكالوريوس الطبيعة بامتياز مع مرتبةِ الشَّرَفِ ثُمَّ تقدمت بأوراقها لتشغل منصب مُعِيدَةً بالجامعة, ولكن الجامعة رفضَتْ تعيينها بحجة أن هذا المنصب لم تَنَلْهُ امرأة من قبل. وهنا بَرَزَ دورُ استاذِها العميد الدكتور مصطفى مشرفه الذي حارَب معهَا حتى تُعَيَّنَ معيدةً حتى وَصَلَ به الحال أن قَدَّمَ استقالتَهُ لمدير الجامعة إذا لَمْ تُعَيَّنْ سميرة موسى في المكان الذي تستحقُّهُ بجهدِها وكفاحِها. وبالفعل عُيِّنَتْ معيدةً بالجامعة, ثم سافرت إلى لندن لتحصل على الدكتوراه التي كانت في «خصائص امتصاص المواد لأشعةX ».
وعادت إلى مصر وراحَتْ تعملُ جاهدةً لمساعدة مرضى السَّرَطان . ولأن عملها يحتاجُ إلى معملٍ تكمل فيه تجاربها, فقد طَلَبَتْ من والدها أن يبني لَهَا معملًا وبالفعل بدأ الوالد في انشاء المعمل لابنته ولكنَّها سافرت في منحةٍ إلى الولايات المتحدة الأمريكية, وهناك حاصَرُوها بالعروض, فطلبوا منها عَدَمَ العودةِ إلى مصر.
رَفَضَتْ الدكتورة سميرة موسى كُلَّ العروض لأنّ قلبها ينبض بمصر الحبيبة وأهل مصر الطّبين.
وبالفعل عادت الدكتورة سميرة موسى إلى وطنِها ولكنها عادت جُثَّةً في تابوتٍ بعد أن تعرَّضَتْ لحادثِ سيارةٍ غامضٍ في ولاية كاليفورنيا. وهكذا لم يتحقّق حُلْمُ العالمةِ الشَّابَّةِ في خِدْمَةِ أهلِ وَطَنِها.