هديل: جدّي! كيف كانت مدرستك في يافا؟ أما زلت تذكر معلميك؟ بالله عليك، حدِّثنا عن

 مدارس يافا!

الجدّ: المدرسة العامريّة الثانوية، في يافا هي من أبرز المدارس الحكومية في المدينة، وقد سُمِّيت باسمها نسبة إلى القائد أبي عبيدة عامر بن الجراح، قائد الجيوش العربية

التي تولَّت فتح بلاد الشام.

اقيمت المدرسة العامرية في العام 1938م، في حيِّ النزهة، وقد ترَّأسها المربي الكبير محمد أديب العامري.

 وقد عَمَرَتْ المدرسة بمكتبة عامرة، حيث كانت تحتوي على خمسة آلاف كتاب.

لكن هذه المدرسة أُغلقت أبوابها في العام 1948م، وذلك بعد الدَّمار الذي لحق بالمدينة، فتشتَّت أهلها خارج الوطن.

ومن الصُّروح التعليمية" كلية يافا الأرثوذكسية"، التي تأسست عام 1921م، في شارع البطمة. وظلت تُخرِّج من الطلاب أفواجاً وأفواجاً حتى أغلفت في العام 1948،

كلية يافا  الارثوذكسية

 وللكلية نشيدٌ خاص تقول كلماته:

معهد العلم والعلا عش عزيزاً مؤيداً

سادَك الله رفعة وارتقاء وسؤدُدا

مدرسة حسن عرفة:

وقد أسَّستها عائلة عرفة اليافية، فسمّيت على اسم السيد حسن عرفة الذي كان له الدور الرئيسي في تأسيسها. تقع المدرسة في شارع الستين، بالقرب من جامع

العجمي. وما زالت المدرسة قائمة حتى يومنا هذا ويديرها اليوم المربي علي غوطة.

كذلك، فإن المدرسة الوطنية الأرثوذكسية للإناث، عُرفت بدروها الرائد في التربية الوطنية، فضلاً عن دورها الأساسي في التعليم.

ومدرسة الفرير في يافا هي صرحٌ علميٌّ آخر من الصروح التي خرَّجت مئات الطلاب. وأٌقيمت المدرسة في شارع الحلوة في حيِّ العجمي، ومازالت المدرسة قائمة في يافا حتى يومنا هذا.

أما مدرسة ضابطية، فهي تابعة للبعثة الأسكتلندية، وتقع على الشارع الرئيسي، مقابل المستشفى الفرنسي.وقد خرَّجت المئات من الطالبات، أما اليوم، فإن التعليم فيها مختلطٌ من البنين والبنات.

ومدرسة التيراسنطة، في يافا، هي جزء من دير اللاتين، وللمدرسة دورٌ بارزٌ وهامٌ، فقد خرجت وما زالت تخرِّج العشرات من الطلاب في كل عام.

ولن أنسى المدرسة التي تعلمتُ بها، إنها مدرسة الأيوبية...

فارس: أكان في المدينة نوادٍ كثيرة؟

الجدّ: طبعاً طبعاً، فقد ازدهرت مدينتنا بالنوادي الرياضية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وكات أشهرها النادي الرياضيّ الاسلاميّ، الذي تأسَّس سنة 1926م،

وفاز النادي عدَّة سنوات ببطولة فلسطين في كرة القدم. والنادي الأرثوذكسي الذي تأسس سنة 1924م،وتمتع، هو الآخر، بفريق لكرة القدم يعتبر من أقوى الفرق في فلسطين.

أما النادي العربي، فقد نَشِطَ في الأدب والفكر والسياسة، لا بل إنَّ هذا النادي أسسَّ أول مدرسة مسائية لمحو الأميّة.

أما نادي السيركل سبورتيف فقد انحصر نشاطه في لعبة التنس. ونشِطَ النادي الأنطوني الكشفي في المدينة،وكان خاصاً بأبناء طائفة اللاتين، كما اتشهر من النوادي النادي الأولمبي للملاكمة والمصارعة، ونادي الشبيبة الاسلامية، ونادي زهرة الأقحوان للسيدات، ونادي التضامن النسائي.

هديل: والسينما وما أدراك ما السينما!هل عرضَتْ دورُ السينما في يافا أفلاما جميلة؟

الجدّة: أذكر آخر فيلم حضرته في سينما الحمراء كان"المجد الخالد"، وفي سينما نبيل الفيلم"أول نظرة". لكن نَشِطَت دورٌ عديدة أخرى للسينما في يافا،

 منها سينما الرشيد، وسينما فاروق، وسينما الشرق الراقية، وسينما أبولو. وما زلت أتذكر الفيلم العربي"سلاَّمة"، الذي كان ببطولة أمِّ كلثوم ويحيى شاهين.

الجمعيات الخيرية

بعد عام 1948م أقام اليافيّون العديد من الجمعيات الخيرية، ليؤدوا رسالة اجتماعية هادفة، ومن بين هذه الجمعيات: الرابطة لرعاية شؤون عرب يافا، ومقرها

في شارع الحلوة في يافا، وقد ترأسها كلٌّ من الصيدلانيّ فخري جداي والمحامي نسيم شقر، والسيد عمر سكسك. وقد تأسست هذه الجمعية في العام 1979م، وأقامت مركزاً ثقافياً ومكتبة عامة عامرة، وبيتاً عصريّاَ للأسرة والطفل العربي في يافا، بدعم من صندوق يافا في الكويت. كما ساعدت، على مر السنوات،العديد من أهالي يافا، في ترميم بيوتهم، بدعم مؤسسة التعاون، وأقامت الرابطة مخيمات صيفية جماهيرية للعمل التطوعي.

وفي عمان، وفي مطلع التسعينات، تأسست جمعية يافا للتنمية الاجتماعية، فنَشِطتْ في إحياء التراث الثقافيّ، وأقامت النشاطات الاجتماعية، فربطت أهل يافا في عمّان،

بأمهم الحنونة يافا، وزرعتها في ذاكرتهم. وترأس الجمعية السيد فرح وهبة تماري، وناب عنه السيد سامي أبو عجوة.

وفي مدينة الزرقاء، حيث استقرّ الآلاف من أهل يافا، بعدَ أحداث عام 1948، تأسَّست جمعية يافا العربية الخيرية، وذلك في العام 1990م، وترأس الجمعية السيد علي يوسف الدَّجاني، وناب عنه السيد تحسين الكريدلي.

وفي الكويت، أقام أهل يافا جمعية خيرية اسمها"صندوق يافا الخيري بالكويت"، وقد ترأسها السيد خير الدين أبو الجبين.

 وقد ساهمت هذه الجمعية في دعم مشروعات للطفولة المبكرة في يافا.

وفي الولايات المتحدة، في المهجر، أقام اليافيُّون مؤسسة التراث الشعبيِّ الفلسطينيّ في العام 1993م، وذلك بمبادرة السَّّيِّد فرح المنير، وعقيلته حنان.

فارس: هل انضممت يا جدَّي لاحدى الفرق الكشفية، ساهَمَتْ الحركة الكشفية في يافا في بثِّ الروح الوطنية، والتعاون، والمحبة، وتنمية الروح الرياضية، وإتاحة الفرصة

للشبيبة للاعتماد على أنفسهم، ومجابهة الشدائد، ومساعدة المحتاجين. وقد تأسَّست جمعية الكشاف الفلسطيني واقامت عروضاً كشفية شاركت فيها فرقٌ من القدس، واللّد،

والرَّملة، ويافا وغيرها.

الصِّحَّة

فارس: جدّي! جدّي! لقد مَرَرْنا اليوم بجانب مستشفى الدّجاني في المدينة، هل تذكر هذا المستشفى؟

مستشفى الدجاني 

الجدّ: طبعاً طبعاً! فقد كان في المدينة سِتَّة مستشفيات تؤدي خدماتها بمستوى راقٍ، وهذه المستشفيات هي:

مستشفى الحكومة، والمستشفى الانجليزي، والمستشفى الفرنسي، ومستشفى الدجاني، والمستشفى الألماني، ومستشفى الكرنتينا.

أما مستشفى الدَّجاني، فقد سمِّي على اسم الدكتور فؤاد الدَّجاني، أول طبيب عربيٍّ في فلسطين، فهو الذي أسس أول مستشفى خاصِّ في يافا،

وكان هذا المشروع صرحاً صحياً مميزاً في يافا.

هديل: حدِّثنا عن الدكتور فؤاد يا جدّي!

الجدّ: تخرّج الدكتور فؤاد في كليَّة الطبِّ في الجامعة الأمريكية ببيروت، وتخصَّص بالجراحة في بريطانيا،فصار أول طبيب عربي في فلسطين.

عمل الدكتور فؤاد بمعيَّة الملك فيصل الأول في دمشق عام 1920، ثم عاد، بعدها إلى يافا، فصار مديراً للمستشفى الحكومي فيها ثم أنشأ مستشفى الدجاني في شارع  النزهة، وما زال هذا البناء قائماً حتى يومنا هذا.

توفي الدكتور الدَّجانيَ عام 1940م، فأقيم له حفل تأبين في سينما الحمراء بيافا، وأذكر الأبيات التالية التي ألقاها الشاعر شفيق الأنصاريّ في هذه المناسبة.

صاحَ في الأحياء نادٍ ردَّد العرش صداه

وَثبَتْ روح فؤاد تبتغي أيك الإله

يا رعاكي الله رُوحاً طِبتِ في الخلد حياة

انثروه ورد ذكرى من أزاهير الجنان

فهو مجدٌ فوق مجدٍ شِيدَ من تبرٍ الزمان

فارس: هل تذكر يا جدّي أسماء أطِبَّاء مشهورين آخرين من يافا؟

الجدّ: طبعاً طبعاً، أذكر:

الدكتور زاهي حداد رئيس دائرة الصحة، والدكتور حسن شكري الخالدي رئيس المستشفى الحكومي، والدكتور سامي بشارة جراح مستشفى الحكومة، والدكتور كورني طبيب المستشفى الفرنسي، والدكتور يوسف وهبة تماري، والدكتور حنا حبيب قيالة، والدكتور يعقوب البرتقش، والدكتور نايف البرتقش، والدكتور ميشيل تادرس، والدكتور حسن فرعون، والدكتور عيسى الصوابيني، والدكتور فؤاد إلياس، والدكتور دمتريادس، والدكتور سعيد عبد الله الدجاني، والدكتور جوج صياغة، والدكتور صبحي حمادة، والدكتور حمدي  التاجيّ، والدكتور سابا عازر، والدكتور زكي صفي، والدكتور يوسف العكاوي، والدكتور علي الشعراوي، والدكتور جورج رودنكو، والدكتور محمد زهدي الدجاني،

والدكتور موسى التلاّوي، والدكتور محمد ثابت الدبّاغ، والدكتور جواد الدجانين ،والدكتور سعيد الحاج، والدكتور إلياس برغوت، والدكتور ميخائيل طوباسي.

هديل:إن مراكز يافا الصّحّية متطورة جداً وتعتبر بمستوى دولة وليس مدينة!

الجدّة: كلامك سليمٌ يا حفيدتي. وأَضيفي إلى معلوماتك الصحية عن يافا، أنه قد نشطتت في المدينة العديد العديد من الصيدليات، أذكر منها:

صيدلية الحلبي، وهي أقدم صيدلية في يافا، وصيدلية يافا الكبرى، وصيدلية استنبول، وصيدلية القدومي، وصيديلة عرفة، وصيدلية المنشية، وصيدلية صيدح، وصيدلية قيالة، وصيدلية الصلاحي، وصيدلية العفي، وصيدلية البرتقش، وصيدلية عازر، وصيدلية الكمال، وصيدلية العجمي، وصيدلية الصحة، وصيدلية الدجاني، وصيدلية حسين عوني الدجاني، وصيدلية أبو ضبة، وصيدلية شوكت يني، وصيدلية رستم أبو غزالة، وصيدلية المغربي.