النّحاتُ - هنري مور
هيّا بنا إلى القاهرة حيث متاحف الفنون الجميلة.
ها هي ضفاف النيل، في قلب القاهرة، في مجمّع الزمالك للفنون، وها هي أعمال فنّاننا هنري مور. تربض أعماله بجوار أعمال أخرى لفنّانين عظماء مثله، ولأن أعماله تصوّر عصراً بأكمله في فنّ النّحت الحديث فقد زودت القاعة بآلات لمنع الرطوبة حماية لها.
.
أصدقائي، إنني أحدثكم عن الفنان الإنجليزي هنري مور، وأعماله التي يراها الجمهور العربي في قلب القاهرة أعمالاً تمثل نصف قرن من الحب والعطاء للفن والجمهور.
في البداية كان هنري مور يعد فناناً ثورياً بين معاصريه، وكانت أشكاله النحتيّة جديدة، يتجرّد فيها الشّكل الطّبيعي الواقعي من بعض تفاصيله، فيبدو في صورة فريدة لا يماثله فيها شكل آخر، معبراً في إنحناءاته وطياته وفراغاته عن أفكار عامة ومشاعر مكنونة.
ولد هنري مور في يوليو 1898 م في مدينة «كاسيل نورد» التي اشتهرت بمناجمها، وكان يحبّ الفنّ منذ الصّغر، ويمسك بقطعة الطّين يشكّلها بتلقائيّة.
بدأ يثور على تقاليد النّحت الأوروبي، وَيَتَّجِهُ إلى الفنّ البدائي والفنّ القديم، وأعلن أنه قد تأثر بقوة النحت المصري القديم وجماله، وكذلك الكلاسيكي والأفريقي. وفي ذلك الوقت بدأ ينحت مباشرة على الحجر رؤوس الحيوانات والبشر. ثم تخرج في الكلية الملكية عام 1924.