فلنسمعها تسعفنا بالمعلومات عن مساجد يافا وكنائسها.
الوالدة: والآن إلى مقدّساتنا، فلنبدأ حديثنا بالمساجد فنقول: الطالبية،
من أقدم مساجد البلدة القديمة في يافا، أما مسجد حسن بك،
فقد بناه القائمقام حسن بك في المنشية، وهو ما يزال قائماً حتى يومنا هذا.
ومن مساجد يافا أيضاً الجامع الكبير الذي بناه والي يافا العثماني،
أبو نبوت، في أواخر القرن التاسع عشر، ومسجد الشيخ رسلان، ومسجد أبو منّون وجامع السكسك الذي تبرعت ببنائه عائلة السكسك اليافيّة، وما زال قائماً حتى يومنا هذا.
جامع البحر في يافا
وحين نتحدّث عن مقام النبي روبين، فلا بدَّ ان نذكر من بنى هذا المقام!
إنه وليُّ الله الشيخ شهاب الدين أرسلان. على فكرة، إنَّ مقام روبين،
المزار الأكبر في يافا،
يقع عند نهر روبين، الذي تأتي مياهه من الأمطار المتساقطة على جبال القدس،
مدينة السَّلام، فيها يَرْقُدُ المسجد الأقصى وكنيسة القيامة
معظم الاحتفالات بالزفاف والخطوبة في يافا، كانت تقام في موسم النبي روبين.
فارس: اللهمِّّ صلِّي على سيِّدنا محمّد وعلى سيّدنا عيسى والأنبياء جميعاً.
وما دُمنا في أجواء الإيمان، ورمضان يدُقُّ على أبوابنا في الأسبوع القادم،
فأنا مشتاقٌ لأسمع الكثيرعن
"أيام رمضان في يافا"!
هديل: الله عليك يا فارس! ما أروعك! كأنِّك نَطَقْتَ بالكلمات من فمي!
الجدّة:أنا سأحدِّثكُم عن رمضان. فما زالت شوارع المدينة في ذاكرتي مزينةً بالأضواء، ومزادنة بالأعلام. لا، بل أذكر كيف شاركت مع مجموعة من نساء الحيِّ في تزيينها.
آه، لقد ذكرتماني بالأيام الحلوة في يافا،
وما زالت أصوات المسحِّراتي ترنُّ في أذنيِّ،
والصِّبيةُ من الحيِّ يطوفون مع المسحراتي في شوارع المدينة، وهو يقرع الطبل
ويردِّد المدائح النبوية، ومن حين لآخر ينادي بصوته الجميل:
" يا نايم وَحدِّ الدّايم"
في رمضان، كنا نتفنّنُ في إعداد اطباق الحمِّص والفول،فلم تخلُ المائدة اليافيّة
"اليافاوية" في رمضان من هذين الطبقين. وكنّا نعدُّ من الحلوى القطائف،
والفطائر، والعوّامة والنّمورة"الهريسة"، ومن الشراب شراب الخرُّوب،
والزَّبيب، فنضعه في أوانٍ زجاجيةٍ بلوريّة، كنذا نسميها"الشيشة".
وبوم !بوم ! هو الصّوت الذي أتذكّره من ذاك المدفع! مدفع رمضان،
المدفع الرّابض على ربوة مشرفةٍ على البحر، بالقرب من مقهى مشهور،
سمَّاه أهل يافا" مقهى المدفع"، وكان رجلٌ من آل البخاريِّ
يشغّلُ المِدفعَ كل رمضان. وحالاً، بعد طلقات المدفع، نسمع الأذان من مساجد يافا،
فيصلي المصلُّون صلاة المغرب،
ينطلقون بعدها إلى بيوتهم في سهراتٍ رمضانيِّةٍ عائليَّة،
والمكتبات، والمدارس، والكليات التعليمية، والمطاعم، والمقاهي، ودور السينما، والمستشفيات، تتوزع على أرجائها المساجد والكنائس العامرة بالمصلّين المؤمنين.
ولا بدّ لمدينة كيافا أن زارها ضيوفٌ وزوارٌ كرام،
فهل تسعفنا يا جدّي بمعلومات عن ضيوف حبيبتنا يافا؟!
الجدّ: فلنبدأ بضيوفها المفكرين، ورجال الأدب والفن، من الأقطار العربية.
فعلاً إنهم يستحقون الذكر بالكلمة الطيبة، فهم يشكّلون كوكبة من الشعراء والأدباء والمطربين والفنانين المبدعين، منهم: عبّاس محمود العقاد، وعبد القادر المازني،