حكاية سوناتا ضوء القمر 

للموسيقار بتهوفن

مشحونة بالحزن والجمال والمشاعر النّبيلة

يقدّمها لكم محمد بدارنه 

   من منّا لم يتألّم في حياته؟ تالّما شديدا لدرجة الاستسلام؟  

 من منّا لم يشعر بالوحدة الشّديدة لدرجة فقدان الأمل؟ حتّى أنّ أقوى النّاس وأغناها مرّ بمشاعر الوحدة والألم.  نعم حصل ذلك مع بتهوفن المولود عام 1770 م والمتوفي عام 1827 م .   لقد حزن بتهوفن حزنا شديدا على موت صديقه العزيز أحد الأمراء الألمان. 

 عانى بتهوفن من الإهمال في فترة كان أبوه سكّيرا لدرجة ان الأخير مات وهو ثملا بعد أن سقط في الطّريق.    ثمّ ماتت أمّه فزاد حزنه. لا بل بدأت مشاكل السّمع تظهر عنده بشكل قويّ.

بدأ بتهوفن يحمل معه دفترا للملاحظات يطلب من النّاس أن يسجلّوا ما يقولونه له ! لكنّ الناس لم يتجاوبوا معه في كثير من الأحيان لضيق صبرهم! فزاد الأمر من حزنه.

   حاول بتهوفن الانتحار!

   وأطلّت عليه المنقذة من مكان لم يتوّقّعه! إنّها جارته الصّبيّة الضريرة التي قالت له يوما ما وبصوت عال: أعطي كلّ ما أملك لمن يساعدني ولو مرّة واحدة أن أرى ضوء القمر!!     

          أثّرت هذه الكلمات في وجدان بتهوفن      ,  ودبّت مشاعر الحياة من جديد لدى بتهوفن فألّف موسيقا جميلة هي سوناتا ضوء القمر التي تسمعونها الآن يا أصدقائي.    

               لاحظوا أمرين اثنين في هذه الموسيقا!

لقد تخيّل بتهوفن نفسه , في جنازة صديقه,  يمشي بهدوء في ضوء القمر.

وتذكّر أيضا من خلال هذه المعزوفة جارته الضّريرة. 

                 قال كبار الموسيقيين إنّ اللحن المتكرّر والهادىء

                   ويا للنهاية المحزنة! لقد قاد الموسيقار بتهوفن فرقة العزف عام 1824

في آخر معزوفاته, لكنّه كان أصمّا ولم يسمع موسيقاه.