ما أجمل الذّكريات التي تشعرك بنهكة الجمال المجبولة بالتّراث والمجد، ففي مدرسة عين ابراهيم - أم الفحم،
في بنايتها العتيقة، وكان مديرها الأستاذ خضر، ذلك كان قبل 26 عامًا، حين استضافت مجلة الحياة للأطفال القناة الفرنسيّة 3 وقد جاءت بطاقم مهنيّ لفترة أسبوع تودّ أن تكحّل عدسة كاميراها بتراثنا الشّعبي الفلسطيني، من خلال مهرجان يجمع اللعبة الشّعبيّة والأغنية والمثل والزيّ الشّعبي، في مناطق مختلفة من وطننا الجميل، فاخترتُ في حينه حصنَ عين ابراهيم او قل مدرسة عين ابراهيم فقد كانت نشطة ومتجدّدة في هممها، وتطوّعت في حينه للإعداد للمهرجان الأستاذة مريم أبو حسين بصفتها عضو متوّع في لجنة أولياء أمور الطلاب، وفعلّا ما زالت أنغام الأغاني التي صدح بها الطلاب وألوان الأزياء الشّعبيّة وهي تشكّل قطعًا من الجمال وفوق ساحة المدرسة تتبختر، وما زلت أذكر الجيران وقد أطلّوا لرشّ الماء على طلاب المدرسة وهم يلعبون إحدى الألعاب الشّعبيّة التي يشارك بها الاهل والأطفال، وكم سعد الفرنسيّون بما شاهدوه وما تذوّقوه من مناقيش بالزّعتر وقد خبزت في الموقد، نعم المستلقي في ساحة المدرسة، وما سمعوه من الحان شجيّة، وما كحّلوا به عيونهم من جمال أزيائنا الشّعبية،
وعودٌ على بدءٍ، والعودُ أحمد، فمدرسة عين ابراهيم بمديرها الشّاب المتجدّد في هممه
الاستاذ محمود محاميد،
تحتضنُ مشروعَ فرسان الضّاد لمجموعة من عشرين فارسًا على نفقة مكتبة ابن زيدون العامّة الفحماويّة، وبعدَ أن رصدت إدارة المدرسة حجم الجمال وروعة الهويّة وتألّق الطَّلبة في الإبداع في هذا المشروع، بادرتْ الاخيرة إلى توفير مجموعة ثانية من فرسان الضّاد على نفقتها الخاصّة إيمانًا منها بأهمية تعميم المشروع على أكبر عدد من طلاب مدرسة عين ابراهيم، عشّاق الضّاد، بل حماتها!
وبدأنا رحلة الألف ميل بخطوة!
والبداية نصف الطّريق!
وكلّنا عهد بالاقلاع في طائرة مشروع فرسان الضّاد صوب قمم الإبداع! نعم فالمشروع بقيادة أديب الاطفال ومحرّر مجلة الحياة للاطفال محمد بدارنة،
نظرة فابتسامة فكلام فلقاء!
لا أقصدُ إلا أنّني رصدتُ تنوّع المشروعات الثّقافيّة لمدرسة عين ابراهيم في العام الدراسي الحالي والتي تصبّ في النّهوض بطلبتنا من الموجود للمنشود وإدارة مدرسة عين ابراهيم لا ترضى إلا بالقمم!
طوبى لنا بمدرسة كعين ابراهيم،
طوبى لنا بفرسان الضّاد بهامة وقامة طلبة عين ابراهيم.
دامت كتب الاطفال ومجلة الحياة للأطفال في دياركم عامرة.
