حسبتُ الضّادَ نهرًا غزيرًا من من قطرات الماء والجواهر، وله من الضّفاف اثنتان! قالوا لم تُصِبْ يا عاشقها؛ فحسبتُها بحرًا أغوص فيها واصطاد منه لؤلؤًا بليغًا وفصيحًا، وله من الضِّفاف عشر. قالوا أخطأت يا من تروَرَّطْتَ بحبّها، قلتُ: ها ها ها ها ها ! إذن فالضّادُ محيطُنَا وتمخر بها سفنٌ وقوارب وغوّاصات، ولها من الضّفاف ضفّتين، وبين ضفّة وأخرى تسكن بالحبّ ضفّة ثالثة، وعند كلّ ضفّة تبدأ ضفّة أخرى،
نعم هناك عند الضّفة الألف التقينا، فقد جمعتني ورودُ عصا الرّاعي بخمسين فارس من فرسان الضّاد من مدرستي راس العين وحسين ياسين، ولقاؤنا كان يفيضُ بشهد التّعابير الأدبيّة وعطرِ الخواطر بل سحرِها.
في قاعة المكتبة العامّة العرّبيّة بإدارة الأستاذ نزار الحلو التقينا مساء، وشمس المغيبِ العرّابيّة تحاول وداعَنا خلف جبل مقلّس، لكنّها خجولة، ومن حين إلى حين تعودُ وتطلّ علينا وكأنّها تمارس معنا لعبة " بقّيني" أو الغمّيضة" .....
هل تصدّقونَ أنّ التّعابير الأدبيّة والخواطر الفصيحة التي فاضت من اقلام الفرسان في هذا اللِّقاء الرّائع قد قضَّتْ مَضْجَعِي؟ بل تزاحمت في حلمي الوردي ليلة أمس، ومن حين إلى حينٍ تحوّلت إلى ضوء قمر، وعلى أبعد حدٍّ إلى أنغام يرقصُ عليها القمر!
لم أكن أتوقّع أنّ أقلام الفرسان تجيد حياكة الخواطر كالنقوش الفلسطينيّة على أثوابنا الشّعبيّة!
ولايخفى عليكم أنّ مشروع فرسان الضّاد، بقيادة ابن عرّابة محمد بدارنة المتيّمِ بترابها،قد شحنَهم بحبّ الحياكة؛ لكنّ تربة عرابة قد أنبتت أشبالا يشكِّلون عشاقا وحماة للضَّاد، وسهرُ المعلّمين والمعلّمات في مدرستي حسين ياسين وراس العين على صناعة غد الفرسان قد فعل سحرَ مفعولِهِ، فقد استثمروا خلال الأعوام الماضية جهودا مباركة، وشحنوا طلابنا بشحنات إبداعيّة؛ وبحبّ العربيّة، فتحيّة لكلّ من ساهم في صناعة حلوانا!
سؤال: ما الذي يجعل عيون فرسان الضّاد تتراقصُ على أنغام الامل وهم يتقايضون خواطرهم؟
وما الذي يصبغ أحلامهم بالورديّ كلما فاضت من أقلامهم فكرة منسوجة بعبرة؟
وما عسى المستقبل يخبّئ لإبداعاتهم؟ الاجوبة في الحلقة القادمة!
طوبى لنا بفرسان بقامة العرّابيين وهاماتهم!
طوبى لنا بعازفي الحرف والكلمة ورسّامي اللوحات الادبيّة الجميلة!
دامت كتب الأطفال ومجلّة الحياة للاطفال في دياركم عامرة
