في مكان ثريّ بكنوزِ الكتبِ، لا يبعدُ إلا أمتارًا عن موجاتِ البحر الهادرة في متوسّطنا الأبيض، بل يرصدُها الاخير موجة تلو الاخرى، ويتعلّم من قبلاتها للشاطئ الجسراويّ درسا بليغًا، وعلى موعدٍ بيوم التّتويج، إلتقى عشرون فارسا من فرسان الضّاد بصحبة أهاليهم،
في قاعة المكتبة العامّة في قرية جسر الزّرقاء السّاحليّة،
ولم تبخل بلابلُ المنطقة بعزف مارشال خاص يليق بهذا اليوم المشهود والمنشود، فعلى صدر كلّ من الفرسان ستعلّق بعد دقائق معدودة الأوسمة! نعم سيستلم كلّ منهم
شهادة فار سة الضّاد
موقّعة من أسرتي مجلة الحياة للأطفال، والمكتبة العامّة، ويجدر ذكره أنّ هذا التّتويج جاء ثمرة مشروع مشترك برعاية
المكتبة العامّة بإدارة
الأستاذة إيناس حصّاديّة بريّة،
والمدرسة المتجدّدة الجسروايّة،
بإدارة الأستاذ نعمان الحاج،
الذي لم يبخل كعادته على طلبته بأرقى المشروعات وأثراها، بل كان رائدا وطليعيّا دائما في صناعة وتشكيل مستقبل طلبة جسر الزّرقاء،
وسعدت بالعيد أسرة الحياة للأطفال
وأديب الأطفال محمد بدارنه
الذي قاد طائرة مشروع فرسان الضّاد، وحلّق مع الطّلبة، من الخوامس والسّادس، على أجنحة القصّة والقصيدة، بل حاك الجمع من الفرسان وطرّزوا أروع القصص وأبلغ الخواطر وأمتع التّعابير الادبيّة،
سأحدّثكم عن أرطال من مشاعر الفرح بالعيد السّعيد، فقد حضر الفرسان يرتدونَ ملابس تليق بيوم زفافهم الأوّل، يوم تتويجهم بما سيعلّق على صدورهم، وشعر الفرسان أنّ الحضور البهيج في المكتبة العامّة لم يبتسم ولم يتزيّن إلا لأجلهم، وأنّ انتظار الجميع في أماكنهم على أحر من الجمر بأشواق ناريّة، كان من اجل سماع فقرات الفرسان، من قصّة لقصيدة ولخاطرة،
سأحدّثكم أيضا عن أحد الفرسان، الذي فوّضه قائد طائرة فرسان الضّاد أنّ يعد عرافة ليوم التّتويج، ولأنّه يسكِنُ مثل قائده الفرسان في قلبه، فقد قدّم هذا العريف الفرسان أجمل تقديم، بلغة فصيحة وبليغة بل تطفح بروح الدّعابة من حين لحين،
من أجمل ما سمعته في الاحتفال كلمات الفرسان في وصفهم لمسيرة وسيرورة المشروع منذ ولادة الفكرة وحتّى التّتويج، وانسكب الكلام ليعبّرعن مشاعرهم وغبطتهم،
سعد الحضور بالقصص الذي رواها الفرسان، وستقوم الحياة للاطفال قريبا بنشرها في الموقع والمجلّة،
ودقّت ساعة الافتتاح الرّسمي:
وأبدعت عريفة الاحتفال الرّائعة سيلين محمد عمّاش وهي تجبل الأدب والفرح في كلمتها، وكانت بليغة وهي تقدّم فقرات الاحتفال ومديرة المكتبة العامّة الأستاذة إيناس بريّة، ومدير المدرسة المتجددة الاستاذ نعمان الحاج، ومركّز اللغة العربيّة
الأستاذ الشيخ محمد جربان،
وكان الأخير قد تطوّع مخلصا ومبدعا في دعم المشروع ومرافقة الفرسان في لقاءاتهم مع أديب الاطفال محمد بدارنه،وقد عبّر الفرسان عن شكرهم لمعلّمهم في كلماتهم الصّادقة،
ولمواقع جسر الزّرقاء والفريديس المحليّة حضور جميل وداعم للفرسان، فقد غطّت اللقاء المصوّرة والصّحفيّة الآنسة نسرين ابراهيم نجّار،
وفي كلمة مديرة المكتبة العامّة استعرضت الأستاذة إيناس سيرورة المشروع وأكّدت أنّها لن تنسى بقيّة المدارس بل ستهدي المشروع لكافة فرسان الضّاد في مدارس الجسر الابتدائيّة،
وفي كلمة مدير المدرسة المتجدّدة عبّر عن فخره بإنجازات المشروع، وعن دهشته لمستوى القصص والكلمات التي ألقاها الفرسان، واستعرض كيف سعد باللقاء الأوّل الذي جمعه بأديب الاطفال، قائد المشروع، وكيف تمّ تطوير الفكرة لتصبح مشروعا رياديّا، وكان فخورّا بالدّعم الذي وفّرته المدرسة،
في كلمة مركّز اللغة العربيّة لم يخف الأستاذ محمد جربان فرحته بهذا العيد، وشكر الفرسان الذين تفاعلوا مع مضامين المشروع، وعلى كلماتهم الجميلة في لقاء التّتويج،
في كلمة قائد المشروع، الأديب محمد بدارنه، أسكنهم كعادته صدر السّلام وحلو الكلام، وقاسم الحضور مشاعر فرحته وانبهاره بالفرسان المجبولين من الأدب والإبداع والجمال والحضور الرّائع،
في نهاية الاحتفال عبّرت إحدى الامّهات في سؤال طرحته أمام الحضور عن رغبتها في استمراريّة المشروع مع الفرسان في المرحلة الإعداديّة، وتساءلت: هل من راعٍ سيرعاهم مستقبلا!؟
ومسك الختام توزيع شهادة فرسان الضّاد على مستحقّيها، فامتلأ المكان بأصوات كليكات الكاميرات!
طوبى لنا بفرسان بحجم قامات الجسراويّين!
دامت كتب الاطفال ومجلّة الحياة للأطفال في دياركم عامرة