والتقيت مشتاقا على أحرّ من الجمر للمرّة الثّانية خلال أسبوعين مع الفرسان العشرين، وحطّت بي طائرة مشروع فرسان الضّاد في ساحة مدرسة البيادر الكنّاويّة! فمطارها متخصّص فقط بالطّائرات الورقيّة والتي تحمل على صدرها معلقات أو قصصا شعبيّة!
وكان في استقبالنا مدير المدرسة
الأستاذ محمد أمارة
ونائبه الأستاذة شروق أبو داود،
وشحنت من جديد بحبّ الفرسان لمدرستهم بل عشقهما للمدير وللنّائب، أو قل عائلة عربيّة أصيلة ولا تعدنا إلا بالغد المشرق!
وأحاط الفرسان طاولة مستديرة حسبتها مستعارة من أحد القصور وساء ظنّي، فهي أعدّت خصيصا للطلبة الكنّاويين فهم الجند والأمراء والملوك!
وما يجمّل الحرف والكلمة المشحونة بالمعاني الجميلة وهي تُستَّلُ من غمدها أنّ الفرسان دائما يجبلونها بالابتسامة اللّطيفة، وأدركت أنَّ كلّا من الفرسان يبتسم كلّما نطق العربيّة لأنّه يبتسم للحبيب او الحبيبة!
وافتتحت اللقاء الأستاذة شروق وتمنّت للفرسان تحليقا ممتعا على أجنحة القصّة والقصيدة بصحبة رئيس تحرير الحياة للاطفال!
وانطلق عصف الافكار عن كيفيّة تحضير كعكة القصّة بالمكوّنات أو المقوّمات وبالمقادير المناسبة كي تسعفنا الكعكة باللّذة والاستمتاع قبل إثراء الثّروة اللغوية وتعزيز مكانة الضّاد في حياتنا أو تعريف القارئ من خلال هذه الكعكة بشعوب المعمورة وعراقة بلادهم! وقبل أن نرسّخ في ذهن القارئ القيم الجميلة او نعزز الحسّ الجمالي والذّوق والتذوّق!
وأخرج الفرسان كعيكاتهم من الفرن؛ فعبقت رائحة القصص وانتشر عطرُها، وسال اللّعاب لقضم ملعقة من الخيال، وأخرى من الجمال، وثالثة من الحوار، ورابعة من عناصر التشويق، وخامسة من حبكة لا يجيدها إلا الفرسان الكناّويون! عندها أعلنت ولائي لهذه الجمهورية! جمهوريّة الإبداع كفركنا، وسكانها عشّاق الكلمة المشحونة والتّعابير الفاتنة والمفتونة!
وفي غمرة هذا الجمال من شهد الفرسان وقصصهم، وفي أجواء الدّهشة التي تشهق عند كلّ صورة جماليّة في نصوصهم، اعتذرت من الفرسان الكنّاويّين وودّعتهم على أمل اللقاء بعد أسبوعين، وعدت إلى حيفا حيث يقبع مكتب الحياة للاطفال، حاملا فرساننا في بؤبؤ العين وذكريات عطرة بنكهة كنّاويّة!
دامت كتب الاطفال ومجلة الحية للأطفال في دياركم عامرة وزاهرة
