"فرسان الضّاد" الفحماويّون يستلّّون أقلامهم من غمدها
كالفارس المتأهّبِ للمعركة وفوقَ فرسِهِ يُحْكِمَ القبضَ على اللّجامِ، يستلُّ فرسان الضّاد الفحماويّون أقلامَهم من غِمْدِهها فيشحنون الحرف والكلمة بأبلغ وأروع المعاني، وأرقّ المشاعر، ثمّ ينسجون منها قصصا وخواطر لا تتيح لقارئها إلا التحّليق على أجنحتها!
واليوم يترنّح المطر خجولا ورذاذا قادما من سماء الوطن قاصدا ترابَها، لكنّه يعدُ ويبشّر بالغدِ الخيّر، ومعه أطلّت خيلنا الفحماويّة، بل أطلّ فرساننا الفحماويّون من مدارس الخيّام والفارابي والباطن وشهروا أقلامهم في وجه الحاضر ليصنعوا منه عتبة غدهم، فتعابيرهم معبّرة في مواسم الحبّ، وكلماتهم مقاتلة في ميادين الثّورة، وخواطرهم مزهرة في ساحات الوطن، وقصصهم مبدعة في آفاق الأدب.
70 فارسا من الخيّام والفارابي والباطن،
وقبلهم 80 فارسا
من المتنبي والزّهراء وعمر بن الخطّاب،
كانوا اليوم على موعد مع التّحليق من جديد في طائرة
"فر سان الضّاد"
بل على موعد مع رواية قصصهم أو قل حصاد أقلامهم فوق بيادرنا العربيّة، ونعم الفرسان ونعم ضادنا!
وكلّما اقترب موعد اختتام المشروع، وَدَنا موعد الاحتفال الإختتامي، وحانت ساعة قطاف الجنى الأدبي، بل دقّت ساعة استلام شهادة "فرسان الضّاد" ، كلّما سخنت المنافسة بينهم واشتدّت، بل وأصبحت حامية الوطيس وأكثر، فكلّ منهم يصّوب أسهمه صوب تفّاحة المشروع، جائزة "أروع قصّة" أو جائزة "مليكة التّعابير الأدبيّة"، أو من سيلقي القصيدة في الاحتفال المرتقب في آذار 2015، بحضور الأهالي ومديري مدارس أم الفحم الستّ، ومركّزي اللغة العربيّة، وعشّاق الكلمة والحرف الطيّع، ورّواد الخبر والسّبق الصّحفي، وطاقم المكتبة العامّة الفحماويّة بقيادة مديرتها الأستاذة بديعة خليفة، التي رعت المشروع وأهدته لستٍّ من المدارس الفحماويّة وَ " الحبل على الجرّار"!
لا أخفيكم سرّا أنّ شحنات الودّ التي تسري في شراييني، من الوريد للوريد، ومن البطين الأيمن للأذين الأيسر، وأنا ألتقي الفرسان مرّة كلّ أسبوعين، وأقود طائرة المشروع صوب الذّرى، تذكّرني بأيّام عملي، معلّما للكيمياء في طرعان الثّانويّة قبل عقود ثلاثة! ويبدو أنّ للحبّ الّّأوّل نسمة بعطر الورد تتنسّم - حبّ التّعليم- حبّ المعلّم لطلبته وهو يشكّل منهم صنّاع المستقبل- الحبّ الذي حرمت منهُ في حينه ظلما وتعسّفا- وما اصعب حرمان الحبيب من أحبّائه - هذا الحبّ عاد ليزهر في حقول فرسان الضّاد،في أكثر من عشرة قرى ومدن عربيّة، وهم خيرة الطّّلبة في اللغة العربيّة من صفوف الخوامس والسّوادس، بل هم حماة الضّاد وفرسانها!
دامت كتب الأطفال ومجلّة الحياة للأطفال في دياركم عامرة وزاهرة
ومن محمد بدارنة حلو الكلام وأعذب السّلام .
