فرسان فسوطة عشّاق للضّاد والقلم
وفوق الذّرى حيث تقترب قمم الجليل من لمس وتقبيل غيوم كانون التقينا! وفي القرية التي يحملها أهلها في قلبهم إنّ سكنوا فيها أو رحلوا! وقد صدق من وصف ابن فسوطة حين سألوه: أين تسكن؟ فقال إن سألتني عن الحبيبة ففي قلبي وإن سألتني عن نفسي ففي قلبي أيضا! أسكنها وتسكنني!
هذا ما لمسته وما ألمسه كلما زرت القرية الجليليّة العربيّة وهي على مرمى وردة او شجر لا حجر من قرى جنوب لبنان! هذا ما لمسته وأنا أتابع أخبار مجلسهم المحلي وقد حملهم في بؤبؤ العين ورسمهم حلما في قطبي القلب! هذا ما لمسته حين رتّبت معنا
الأستاذة ريما فرنسيس مسؤولة المجلس المحلي
والأستاذة مي خوري مركزة اللغة العربيّة،
نيابة عن رئيس المجلس
الدكتور إدجار دكور!
فقد أهدوا مشروع فرسان الضّاد لخيرة طلبة
فسوطة في صفوف الخوامس والسّوادس!
وفي افتتاح المشروع انتدبت فسوطة الأستاذة مي خوري والتي واكبت برفقة ريما فرنسيس الإعداد للمشروع بقلب وفكر نيّرين!
وفي استقبالنا أطلّ أبو شريف وأغدق علينا حبّا وودا وقهوة عربيّة!
وفي انتظارنا ارتعشت قلوب الفرسان العشرين وهم يتخيّلون وجه وعينيّ وقلب أديب الاطفال محمد بدارنه الذي سيقود طائرتهم - طائرة فرسان الضّاد - صوب القمم والإبداع وعلى أجنحة القصّة والقصيدة!
وأتذكّر من رحلتي الأولى مع مهرجان الزّيتون في فسوطة جمال الطبيعة الغنّاء وسحر الضّيعة وهي ترتفع 1000 من متر عن سطح بحرنا! وأشكر في حينه الأستاذة مرفت دكور التي تجنّدت لدعم المشروع وتشبيك الحياة للاطفال والمجلس المحلي في شراكة يسري فيها الحب والإبداع والضّاد! ونِعم الهدف ونِعم القمم! ونعم الفرسان!
وأذكر من رحلتي السّابقة والمطر رذاذ حين
انطلقت من كرمل حيفا حيث يضطجع مكتب الحياة للأطفال على خصره الأيمن، صوبَ عاصمة الجمال فوق ذرى الجليل، والتي تجيد عزفَ الحياة على اوتار ما حباها الله من نسائم منعشة جليليّة وجمال الطبيعة الآسر واللطف المجبول به أهل القرية!
وإليكم معلومات عن عاصمة الجمال في ذرى الجليل:
تقع قرية فسوطه في الطّرف الشّمالي الغربي للجليل الأعلى على ارتفاع 650 متر فوق سطح البحر، وتبعد 15 كم الى الشّمال عن معليا أو ترشيحا. تقع فسوطه ضمن منطقة جبليّة وعريّة تحيطها السّفوح من جميع الجهات , ففي الشّمال والشّرق تنحدر السّفوح بشكل حاد؛ أما في الغرب والجنوب فيكون الانحدار اقلّ . سمّيت القرية خلال الفترات التّاريخية بعدّة اسماء :
" فوست" في الفترة اليونانيّة ,
"مفشاطا" في الفترة الرومانية,
"فازوس" - "فاصولي" و"فاروقي " في الفترة الصّليبية
وأخيرا فاسوته في الفترة الاسلامية المتأخرة.
ومن المؤكّد ان اسم فسُّوطة اليوم هو الصّيغة الجميلة المتداولة بين النّاس. سُكن المكان الذي تقوم عليه القرية اليوم منذ الفترة الكنعانيّة (العصر البرونزي الاوسط اي حوالي 1500 ق.م )
عدد السكان في القرية اليوم - 2014 حوالي 3500-3000 نسمة.
وفي السّاعة الثّامنة مساء بعد انتهاء اللقاء الأول من دورة فرسان الضّاد سمح لي الفرسان وأهاليهم بالعودة إلى حيفا حاملا اعطر الذكريات بنكهة فسوطيّة!
دامت كتب الاطفال ومجلّتهم الحياة للأطفال في دياركم عامرة
