في القرية التي تسكن في قلوبنا وذاكرتنا، في الواحة القسماويّة التي لا تنبت إلا نخيلا وزيتونا وأطيبَ البشر، نعم في المكان الذي تنطلق منه طائرات المشاريع الثّقافيّة وتحلّق فوق القمم، في قاعة هذا الصّرح الثّقافي الجامع بين المعاصرة والأصالة، في المكتبة العامّة المطلّة على زوّارها بوجه حضاري يمنحنا الأمل لغد أجمل، نعم هنا التقى فرسان الضّاد القسماويّون من مدرسة ز ومدرسة ابن رشد، وأطلّوا بوجوه تطفح أملا وشوقا عاقدين العزم على التّحليق على أجنحة القصّة والقصيدة مع أديب الأطفال ورئيس تحرير مجلة الحياة للاطفال،

محمد بدارنه،

وفي استقبال الجمع رحّب بالجمع مدير المكتبة العامّة

الأستاذ مصطفى صرصور،أبو البيبان،

وقد حمل من الأسماء والالقاب ما يليق بمهامّه وموقعه، ولم يبخل كعادته في لقاء النّاس بابتسامة مشرقة تشق طريقها لمتلقّيها، فأبو البيان يعتقد ما يعتقده الصينيّون : إن أردت أن تفتح حانوتا او مكتبة عامّة فعليك أن تجيد الابتسامة، 

وما أروع أن يرافق مركّزو اللّغة العربيّة من المدرستين

ومركّزة المشروع الأستاذة نجاة عامر

الطلبة الأشاوس في افتتاحهم لمشروع فرسان الضّاد،

وما اجمل أن ترافق مركزة اللغة العربية الأستاذة سوزان والأستاذ اسماعيل فرساننا في أعيادهم، وبين مدخل المكتبة حيث التقينا بأجواء الفرح ومكتب المكتبة العامّة مائة رفّ تحمل ألفًا ونيّفًا او ألفين ورطلينِ من الكتب أو قل من كنوزها!

ما أجملَ رفوف المكتبة الثريّة بكنوز الكتب،

وبين حائط من رفوف المكتبة وآخر انبسط بساط جميل بألوان الطبيعة ونظيفٍ كما يحلو لكم، وقد يحمل من العطر رذاذا،ويزنّر بقواوير من الورد، وبين الرّفوف قد تجد زائرا أو وافدًا للمكتبة يبحث عن كتاب، أو زائرة أو وافدة تقلّب صفحات كتاب، وللمكتبة زوايا لاستراحة المنكبِّ على كتبه، وفي المكتبة جوّ من الهدوء لا تعرفه إلا المكتبات المهنيّة،

وددتُ أن أنقل لكم صورة ما عشته من لحظات أولى لدخولي للمرّة الأولى مكتبة كفرقاسم العامّة، ونعم المكتبة بل طوبى لشعبنا بهكذا مكتبات مسيّجة بمديرين يحلمون بغد اطفالنا وغدنا، وما ذكرته من أجواء جميلة وهدوء آسرة لا يقلّ أهميّة عن الكتاب لو تحدّثنا عن مطالعة ناجعة،

وشققنا لقاءَنا بالتّعارف رغم أن كلينا يتابع أخبار كلينا، وبفنجان قهوة عامرة بالهال والإنتماء الواحد، وقليلا من عسل صنع في منحلة في كفرقاسم، رحنا نعصف بالأفكار عسانا نكمل نهضة طلابنا صوب شواطئ الإبداع والنّجاح والسّلام، وإليكم مضمون حوار دام عشر دقائق:

: الحياة للأطفال تسعى للنّهوض بثقافة الطفل من خلال اقامة المهرجانات الثقافية في المكتبات العامة والمدارس، ومن خلال إقامة دورات " فرسان الضّاد للطلاب الممتازين او المتفوّقين والمبحرين في بحور اللغة العربيّة بهدف التحليق على اجنحة القصّة والقصيدة، وخلق أجيال من فرسان الضّاد في مدننا وقرانا، فما رأيكم دام شأنكم؟

المكتبة العامّة في كفرقاسمنا ولدت لتكونَ الكتف الدّافئ والذّراع الحاني الذي يقاسمكم حمل هموم الطفولة، فأبشر! واتّصل أبو البيان بالأستاذة نجاة عامر وحمّلها مسؤولية متابعة ما تقدّم، لا بل زوّد المكتبة العامّة بكل الموسوعات والإصدارات التي أصدرتها مجلة الحياة للاطفال خلال العقود الثّلاثة الأخيرة، ومن كلّ اصدار أربع نسخ،

أديب الاطفال: يا أبا البيان، وكما تعلم؛ فالعرب يعيشون أجواء الرّدّة من حيث المطالعة وحبّ الكتاب، وكما تعلم فكي نجسر الهوّة بيننا وبين شعوب الأرض التي سبقتنا، فعلينا تعزيز عادة حبِّ المطالعة بل وعشق الكتاب، والحياة للاطفال تصبو إلى تحقيق الهدف،

أبو البيان: ولنخصّص مجموعة صفيّة من مجلة الحياة للأطفال لخدمة طلبة كل مدرسة من مدارس كفرقاسم، فأبشر! 

وقبيل وداع كفر قاسم عرج أديب الأطفال على مدرسة ابن رشد والتقى مديرتها الأستاذة أيمان بدير ومعلمة اللغة العربية الاستاذة ماجدة صرصور وكلمة حق تقال: كلتاهما تسهران على مستقبل أطفالنا بهمم متجددة وأفكار نيّرة وأعمال خيّرة، وعبرت المديرة بأسلوب تربوي رائع عن مدى استعداد المدرسة للتّعاون مشروعات مجلّة الحياة للأطفال بما يصنع أدبا وفرحا وثقافة لأطفالنا! 

وعند دوّار الشّهداء -1956 في كفرقاسم العزيزة، ذهابا وإيابا، توقّفنا وصلّينا وترحّمنا على أرواح شهدائنا من مجزرة كفرقاسم عام 1956، ومثلما استأذنّا الدخول صباحا فقد استأذنّا الرّحيلَ مساءًا فودّعنا البلدة المعروفة بطيب أهلها وحبّها للحياة.

دامت كتب الاطفال في دياركم عامرة