ما أروعَ الأدبَ في قصرِهِ البيت جنّاوي
أنْ تسافرَ تحتَ وابلٍ من المطرِ وقلبكَ يسابقكَ إلى حيثُ يرزح الجمالُ تحتَ سماءِ الجليل فهذا شأنٌ يدخلُ في سجلّ حبّي لقرية يستوطنها الجمالُ، وقد اضطجعت على قمّة من قمم الجليل الأشم!
أن تسافرَ من قمّة الكرمل المشهور بعنبِهِ منذ ألفي عام وأكثر إلى قرية جليليّة تزرع في كرومِها ألذّ أصناف العنب فهذا أمر يدخل في سجّل مواويل الوطن وفي سجّل ذكريات طفولتي الجميلة، وما أروع الوطن العزيز وهو يجمعُ في قلبه حيفا وبيت جن، وفي فؤاد الأخيرة أهل بيت جن الكرماء وأطفال القرية النّجباء، ومعلميّ المدارس الأدباء، ومديرة المكتبة العامّة الأستاذة دالية عطيلة السّمحاء.
وفي قاعة هذه القصر الجميل، مكتبة بيت جنّ العامّة، كان لنا أروع لقاء مع فرسان الضّاد، طلبة الخوامس والسّوادس البيتجنّاويّين، وقد تقاطروا من أرجاء القرية تحت مظلّاتهم فالموسم شتاء!
والخير دافق على أرض الحبّ والعطاء!
وفي استقبال أسرة الحياة للأطفال أطلّت مديرة المكتبة العامّة مرحّبة على طريقة أهل بيت جن الأصيلة، وخير الكلام ما قلّ ودلّ، فقد كانت الأستاذة دالية كريمة وأصيلة !
لكلّ طاقة من الورد عطرُها إلا أنّ العطر الذي يفوح به طلبة المدارس الابتدائية الثّلاث، فرسان الضّاد العشرون، هو عشقهم للعربيّة وحبّهم لحياكة النّصوص الإبداعيّة، وتحليقهم الرّائع على أجنحة القصّة والقصيدة!
وافتتحت مديرة المكتبة مشروعَ فرسان الضّاد، بإشراف مجلة الحياة للأطفال، وقرأت في عيون الطلبة شوقهم الغامر والمزروع والمجبول بالحبّ في افئدتهم وفكرهم، لكل ما هو إبداعيّ في النّصوص العربيّة، وسلّطت الأستاذة دالية أضواءها على أهميّة المطالعة وصداقة الكتب بشكل موازي لهذا المشروع حتّى يولد في بيت جن في المستقبل المنظور عشرون أديبا او شاعرا جديدا!
وقدّمت المديرة ثلاثة أصدارات لكل طالب هديّة المشروع كي تسعفه بالمعلومات خلال فترة المشروع، أمّا الإصدار الرّابع فسيتمّ توزيعه على الطّلبة الفرسان في اللّقاء الثّاني ، ويجدر ذكره أنّ المشروع يستغرق شهرين ونصف الشّهر، لقاء واحد كل أسبوعين،على أن توزّع شهادات فرسان الضّاد في اللقاء الخامس الاحتفالي وبحضور الاهالي مديري المدارس ومركزي اللغة العربيّة، والإعلام المحلي، وأسرتي المكتبة العامّة ومجلة الحياة للأطفال.
في كلمة الافتتاح، رحبّت مديرة المكتبة بالحضور وقائد طائرتهم، طائرة فرسان الضّاد، الأديب محمد بدارنه،
وراحوا معا يحلّقون على أجنحة القصّة والقصيدة، والبداية كانت عن مبنى القصّة ومقوماتها!
بكلمات عربيّة بسيطة : في بيت جن قصّتنا قصّة!
وسنرويها لكم في الحلقة القادمة!
وحتّى نلتقي، في عزّ الشّتاء، أقدّم لكم هذه المعلومات عن بيت جن:
بيت جنّ هي قرية عربيّة درزيّة تقع ضمن أراضي الجليل الاعلى ، على ارتفاع 930 - 1030 مترًا فوق سطح البحر. وهي من اعلى قرى الجليل وتمتد مساحتها على 9,079 دونم من الأراضي,
بيت جن هو موقع قرية قديمة في أعلي جبال الجليل الاعلى. تم إعادة استخدام الحجارة القديمة في بناية منازل القرية، وكما تم العثور على آبار ومعاصر عنب وقبور منحوتة في الصخر.
نحو 1250 م،
وقد ذكر اسم بيت جن من قبل فرسان توتوني وكانت واحده من اهم القلاع في المنطقة، واسمها Beitegen.
في أغسطس 1754، المبشر ستيفان شولتز زار القرية. وأشار إلى أن السكان كانوا يصنعون قرب للمياه، ووصف العنب في المنطقة على انه من افخر واجود انواع العنب, وانه كان كبير الحجم.
تتميز بيت جن بمناخ بارد، حتى في فصل الصيف، ويوفر مناظر بانورامية التي تمتد من بحيرة طبريا وحتى البحر الأبيض المتوسط وذلك في الايام صافية الجو.