قصّة:صدقة في رمضان
تأليف فوزية كتاني -باقة الغربية
في قديم الزّمان، في شهر رمضان، حدثت حكاية، لها بداية ونهاية،
حكاية بنت صغيرة...حلوةٌ ذات ضفيرة...واسمُها الودودُ سميرة،
لها جدّة حنونَة..لكنّها مريضةٌ ومسكينَة....تجلسُ طيلة النّهار...وحيدةً في الإنتظار... لعلَّ أحدًا يزورُها؛ فَيسلّيها في وحدتِها....ويُنيرُ غرفَتَها... وَيؤنِسُ بالأنسِ وَحشَتََها.. وَها هو رمضانُ قد جاء...وعندَ الجَدَّة كَبُرَ الرَّجاء... فَرمضانُ شهرُ الخيرِ والعَطاء.. وَفيهِ تكثرُ الصَّدقات... وَعَلى النَّاس تحلُّ البركات... يا أولادي ويا أحفادِي... آهٍ من الوِحدة...الوحدةُ صعبة على كلّ جدٍّ وجَدّة...وبشكلٍ خاصّ في هذه المدَّة... وقتَ العجزِ والشِّدَّة. ولكن..الحفيدة الرّقيقة...ذات الضّفيرةِ الأنيقة، مبدِعة وَتفكِّرُ بِطريقَة...لتكونَ لجدَّتِها خيرَ مُعين ورفيقة. كيف؟
فكّرت سميرة وفكّرت... ثمّ بفرحٍٍ وقناعةٍ قرَّرت!
أتعرفونَ القرارَ يا أهلَ الدّيار؟ أنْ تقومَ في هذا الشَّهرِ الكريم
بعملٍ يرضي الله العظيم؛ فتفطر كلَّ مساء مع جدَّتِها...تؤْنسُها في وحدتِها....وتساعدُها في شدّتِها.. لأنَّ سميرة تعلم:
أن الصّدقة في رمضان...ليست فقط نقودًا يا إخوان.
سمعَ والدُ سميرة بهذا القرار...فانضمّ إليها مُصطًحِبًا أهلَ الدّار، وَفرحت الجدّة لهذا الخبر...واحتضنَتْ حفيدَتَها على ضوء القمر، وَعَرَفَت أنَّ الخَيْرَ في الدُّنيا لا ينضُبُ، وفي رمضان لا يُحجَبُ...فهو شهر الخير والإيمان، وزيارة الأهل والخلّان؛
فيجمع بالخيرِالنّاسَ وفي كلِّ أمر...ويزيلُ الحقدَ من كُلِّ صَدر.