مكتبة عرب الشّبلي أم الغنم العامّة صرح طابور المشرق
قصدت جبل الطابور من كرمل حيفا! من جبل شامخ لآخر رابض كالهزبر فوق قرية عرب الشّبلي!
وكيف لا يزهر قلبي وعيناي بالجمال وفرح الوطن وقد غمرني طابور بكنوزه؟
وبدأت مشوار يومي أشق ما فرشه نيسان من خضرة وشجر وفراشات تطير حول أزهاره!
وحين أطلّ جبل طابور عليّ تذكرت رحلتي في منطقة توسكانا قبل عقد من السّنين! حينها قالت لي هضاب توسكانا: علام دهشتك أيّها المار بي وفي وطنك الجمال المدهش وصورة الأصل لما أحفل به من طبيعة غنّاء؟ قلت لتوسكانا: نعم ولكن أي منطقة تقصدين! قالت: جبل طابور وما يشرف عليه من قرى وتلال وهضاب وخضرة وجمال!
وعلى خصر قرية عرب الشّبلي يضطجع مبنى المكتبة العامة، وفي ساحته ينتظرني مائة طفل من كل الاجيال وفرحهم من كل الوان قوس قزح! وبرفقتهم مديرة المكتبة العامّة
الأستاذة مرام دياب!
لم ألق ترحابا حاتميّا بمعنى الكلمة الا في نيسان فقد تكرّم عليّ الشّهر باستضافة عيد ميلادي!وسعدت أن أحتفل به مع اطفال عرب الشّبلي ضمن مخيّم ثقافي ترفيهي رائع!
وكم يحلو العمل والفرح مع الاطفال وقد رعته مجموعة من المرشدين والمرشدات في عمل تطوعي!
في قاعة المكتبة العامّة جلس الاطفال الصّغار في دائرة مشحونة بالحب والتآخي! وافتتحت مديرة المكتبة العامّة اللقاء الذي جمع أسرة الحياة للاطفال بأحبّتها !
وقبل أن ترحبّ بأديب الاطفال محمد بدارنه رحّبت الأستاذة مرام بالاطفال وهم يتراقصون شوقا لفقرات البرنامج الثقافي والترفيهي بصحبة الحياة للاطفال!
وعرّفت مديرة المكتبة الاطفال بأنشطة المكتبة العامّة وبزواياها! وأصناف كتبها!
وابتدأ المشوار يجبل الفرح بالادب، فقد انضمّت حناجر الاطفال إلى حنجرة أديب الاطفال فراحوا يرندحون معا القصائد التي تطعّم بالنّغمة وتجبل بالالحان وتنتشر بأجواء القرية كعرس طافح بالأهازيج!
وفي النّصف الثاني من يومنا الجميل كان اللقاء مع طلبة الثوالث حتّى السّوادس!
وتمتّع الحضور بقصّة وقصائد! ومسابقة عن معالم الوطن واللغة العربيّة! ولم يخفِ الاطفال فرحهم بسلال الهدايا والجوائز التي حملها رئيس تحرير الحياة للأطفال! وساهم المرشدون المتطوّعون في صناعة الفرح وهم يوزّعونها على الاطفال!
ولم يقفل باب الانشطة الا مساء! في لقاء عن أدب الاطفال جمع الكاتب عيسى دياب وأديب الاطفال محمد بدارنه مع مجموعة من المهتمات بأدب الاطفال وعنوان اللقاء: على جناحيّ قصّة!
روى الاستاذ عيسى قصّة " ابن السّلطان" القصّة الشّعبية التي تطفح بمغامرات وخيال وجمال! لشاب فقير لم يحالفه الحظّ في حياته ولم يستطع تدبير أموره في كسب لقمة العيش! سمع الشّاب الفقير كلام أمّه وراح يبحث في بلاد الله الواسعة عن رزقه! وبسحر القصّة الشّعبية انقلب الشّاب الفقير لابن السّلطان! لا بل سعد السّلطان أن يتبنّاه بعد أن ادرك أسراره الجميلة!
و
عصف الحضور بما لدى القصص الشّعبية من أسرار جميلة! وسلّط أديب الاطفال محمد بدارنه أنوارا على أهداف القصّة الشّعبية وما تتركه من أثر نفسي وادبي جميلين على الاطفال!
وقبيل العودة من طابورنا الرّابض فوق عرب الشّبلي إلى كرملنا الشّامخ، شكرت مديرة المكتبة العامّة الكاتبَ عيسى دياب واديب الاطفال محمد بدارنه على المساهمة الثريّة في صناعة الامسية وعاد الجميع يجمل في قلبه وعقله ذكريات طيبة !