في وادي عارة والقصب،
وعرعرة وخور صقر يا عرب،
وأزهرت مكتبة أزهارا من ذهب.
كلَّما مررت بوادي عارة حسبت أنّ ذاكرتي قد خانتني، وتساءلتُ:
أما زلت في وطني الجميل أسيح وسط طبيعةٍ
تفوق بجمالها طبيعة سويسرا؟
أم أنّني قد عبرت الحدود دون أن اختم جواز سفري؟
واحترت أين أبدأ رحلتي في الوادي!
! وادي عارة!
وادي القصب
! خورصقر أم عرعرة؟
وحضنتني عرعرة بتلالها الغنّاء،
وبتّ خلال ثوان أسيرا لسحر جمالها،
واقتحمت مشارفها دونما استئذان،
فقد علمت من أخبار قنوات الشّمال والجنوب وبرّ الشام أنّ أحفاد أحفاد حاتم الطائي قد يسكنون وادي عارة!
والتقيت طلبة الوادي وقد أفاقوا يطفحون بالبشاشة وهم يحلمون بزيارة المكتبة العامّة ومقرّها في عرعرة
، وَنِعْمَ المقرّ ونعم ال 16000 صديق من كنوز الكتب
التي تسكن رفوفه بسلام ووئام!
وصلت الحافلة التي تقل 50 طالبا من خور صقر
- مدرسة النّهضة الابتدائيّة -
إلى ساحة المكتبة العامّة في عرعرة
في بنائها الجديد الذي تمّ افتتاحه هذا الشهر ،
بعد مخاض طويل لكنّه ليس عقيما!
وفعلا، وبفضل جهود مسؤولة المكتبة ودعم أهل المنطقة ودعم إدارة المجلس المحلي في عرعرة رئيسا وأعضاء، تمّ اعداد البناء الجديد كي يليق ببراعم الوادي الواعدة بكل العلم والادب! وباتت المكتبة ترتقي لحاجات طلبة الوادي وأهله من كل الأجيال! ولكلّ مضمار!
وفي المكتبة قاعة للأنشطة،
وزاوية للأطفال،
وقاعة صغيرة محوسبة للقراءة،
وفي القاعة اجتمعنا! فقد حضر الطلبة برفقة مربيتين
تحملانهم في القلب والعين ونحو شواطئ الابداع !
وسعد أديب الاطفال محمد بدارنه بهكذا لقاء برفقة أسرة
تصادق الكتاب وتزامل الحياة للأطفال!
رحّبت مديرة المكتبة العامّة
الأستاذة عطاف يونس
بالحضور الكريم، وعرّفت بزوايا وكنوز المكتبة، وبجدول أنشطتها لطلبة الوادي خلال العام الحالي!
ورحّبت بحبيب الاطفال رئيس تحرير الحياة للاطفال الذي لا يحلم الا بهم ولهم وعنهم،
وابتدأ المشوار!
قصيدة فقصيدة فأخرى ملّحنة وأخرى مغنّاة!
فقصيدة فقصّة فقصيدة فمسابقة!
وبين القصيدة والقصة مسهمات فنيّة وأدبية من الأطفال!
وبين البداية والختام لحظات من توزيع الجوائز والهدايا على الطلبة المشاركين!
وتوزيع نسخ من اصدارات الحياة للاطفال هديّة تذكاريّة
لكافة الطلبة ومن يرافقهم!
ومسك الختام ، أروع ما كان، ابتسامات عريضة بطول وادي عارة ارتسمت على وجوه أطفال الوادي!
وعاد أديب الاطفال محمد بدارنه إلى حيفا حيث يرقد كالهزبر مكتب مجلة الحياة للاطفال على خصر كرملنا!
وراحت مديرة المكتبة العامّة الأستاذة عطاف يونس تصول وتجول وتسيح بين رفوف المكتبة لتعرّف طلبة الوادي بكنوزها ! وكيف يصبح الطالب مشتركا سنويا في المكتبة! حقوقه وواجباته!
وكيفيّة تقسيم المكتبة إلى مواضيع وأقسام!