انا وشجرة الكرز
اعداد الطالبة :
ماريا ابو فرخ
بدأت العتمة تتبدّد في الافق البعيد، والفجر الوليد راح يفرك عينيه ليطلع الى العالم المديد., ظهرت اشعة الشّمس العسجدية
وارسلتها على تلك الطبيعة الشّاعرية.
كانت لدينا حديقة خلابة المظهر وجميلة الشّكل, اشجارها خضراء يانعة, نضرة رائعة الجمال, يجري الماء من حولها جريان الظل, عصافيرها تغرد على افنانها , وورودها مزركشة، عبيرها وشذاها يفوحان في احضان الطبيعة .
طلبت من والدتي ان ازيّن حديقتي بشجرة كرز صغيرة, طويلة وباسقة السّاق.
حفرت التراب وزرعتها بيدي وسقيتها بالماء حتى ارتوت, كانت نسمات الريح تتلاعب مع اغصان تلك الشجرة, فترافقها يمنة ويسرة ,يفوح شذاها في الحديقة، ذهابا وايابا جعلت تلك الشجرة مسكني، صرفت ساعات لذيذة في ظلها، ومن كثرة غبطتي وسروري دعوت اصدقائي وصديقاتي للعب تحتها, لعبنا الغميضة, ولعبنا العاب الاطفال واصبحت مرتعا لنا.
كم كنت مترعة الاعجاب بشجرتي، كنت افارقها عندما تفارق الشمس السماء، ويذهب ذلك القرص الذهبي ليحل محلة القرص الفضي.
وبعد فترة وجيزة جاء ابي الى حديقتي وقال لي: اقلعي تلك الشجرة وضعيها في مكان بعيد لأنني سأبني محلّها بيتا لأخيك الكبير الذي سيتزوج بعد اسبوعين، فانصعت لامر والدي ونقلت الشجرة التي احببتها ,وكم كنت حزينة لانها اصبحت بعيدة عني وليست امام ناظري كل الوقت.
ولكن هذه سنة الحياة! (ليس كل ما يتمنى المرء يدركه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن).