مجلة الحياة للأطفال    هاتف ; 048677619
acfa@zahav.net.il

في مؤخرة بطن النحلة إبرة تغرزها
   

أتى أخو عرقوب يسأله شيئا، فقال له عرقوب: إذا أطلعت هذه النخلة فلك طلعها. فلمَّا أطلعَتْ أتاهُ، فقالَ له عرقوب :دَعْها حتَّى تصير بلحا.

   
 

 
 



اضافة صور

 
     
الشاعرة فليحة حسن والشّاعر محمد حبيب مهدي في الحياة للاطفال


 

( الحياة للأطفال ) تلتقي أوّل شاعرة للأطفال في العراق :  

 

الشاعرة فليحة حسن  :                                                            

* لا أنسى يوم نجاحي في الصف الاول الابتدائي .

* ليس كل شاعر يمكنه أن يكتب للأطفال .

* أنا في غاية السعادة . كوني اول شاعرة عراقية تكتب للأطفال .

 

حاورها : محمد حبيب مهدي

 

قد تبدو لك منذ الوهلة الاولى انها شاعرة ، وشاعرة كبيرة أيضا حيث ترى لغة الشعر منقوشة على وجهها  كالنقش في الجدار .. بعد أن حفظت في قلبها كل أغاني الطيور المهاجرة وراحت تغنيها بصمت طويل .. لم يعنِها انها البنت الوحيدة من عائلة كبيرة . حتى وان لم تجد لها صديقة أنيسة في البيت حتى تقضي معها مشوارها اليومي . فكانت منذ طفولتها تشخبط أجمل الكلمات على ورق البراءة لتحل محل الصديقة الوفية والصادقة لها مادامت تعرف اسرار سعادتها وحزنها في ذات الوقت وهي تحط على بياض الورق . من أرض النجف ونفحات البخور وروائح الطيب والمسك ، حطت نوارس أفكارها لتكتب  أجمل القصائد كي تنال الفوز الاول وأن تكون أول شاعرة في العراق تكتب للاطفال  تلك هي الشاعرة ( فليحة حسن ) والتي التقيناها بمحبة . سألناها في البدء :    

 

* كتبت للكبار والصغار . كيف تجدين الكتابة للاطفال ؟

الكتابة للطفل لا تعني فقط العودة الى زمن الطفولة بل تعني البقاء فيه أطول مدة ممكنة ، فأنا حين كتبت مجموعتي الشعرية ( حارس الاحلام ) أحسست انني طفلة أغني واكتب لأصدقائي ولم اشعر بأنني امرأة كبيرة تكتب شعراً للصغار ، ففي لحظة الكتابة تلك تلبستني روح فليحة الطفلة التي كانت تترك لنفسها مداعبة الالوان وتخطُّ صورها الشعرية بحضور  رفاق طفولتها وتغني كلماتها بحرية أفتقدها الان في واقعي الحالي ،

* يقولون الكتابة للاطفال من أصعب الفنون .. ما رأيك أنت ؟

نعم هي كذلك ، الكتابة للطفل تعني ان تكون طفلا وتكتب ، لا ان تكون كبيرا لتكتب للذين يصغرونك في السن ، وأن تكون طفلاً يعني ان تحتفظ بمذاق الطفولة وان تختزل كل لحظاتها السابقة في جمل يراد منها الوصول الى الطفل كي يدركها ويشعر بها ويتذوقها ويفهمها كي يحبها ، وليس كل شاعر يمكنه أن يكتب للأطفال الامر في غاية الصعوبة !

* كيف تفهمين قصيدة الطفل ؟

افهمها على انها حالة مزج بين فهم لما يدركه الطفل ويستوعبه وما يحبه وبين ما يمكن ان نقدمه له من اجل بناء شخصيته أو ما نطمح في إيصاله له من نصائح ومعلومات قد تنفعه مستقبلا ، بمعنى ان قصيدة الطفل كونها  تحمل طابع التوجيه لابد ان تكون مصاغة بقالب محبب ومفهوم من قبل ذلك الطفل ،وإلا فأنّها ستفقد موضوعها الذي كتبت من اجله ، وعلى الشاعر ايضا ان يراعي المستوى العمري للطفل ويذكر الى اي فئة كتب قصيدته هذه كي تذهب الى القارئ الصحيح .

* انت أول شاعرة عراقية تكتب للاطفال وتصدر لها مجموعة شعرية .. ما رأيك في الاصوات الشعرية الآن .

انا اتابع ما يصدر للأطفال في العراق وأنا سعيدة جداً بغالبية تلك الاصدارات لأنها تمثل وعيا ًوفهما ًللمستقبل كله لان الاهتمام بالطفل من اول المهام التي يجب ان يعيها المجتمع ويسعى الى تحقيقها ،فالطفل هو الركيزة الاولى في المجتمع وكم تمنيت لو ان الاصدار العراقي حافظ على مستواه السابق حينما كنّا أطفالاً متعطشين لشراء ومتابعة مجلة (مجلتي) ومجلة (المزمار) بمحتواها الراقي في كل شيء كلمة ورسماً وتخطيطاً ، حتى اننا كنّا نحفظ اسماء الرسامين وليس الشعراء فقط عن ظهر قلب !نعم شعراء الاطفال العراقيين من اهم شعراء الاطفال في الوطن العربي الان ، لكنني اجد احيانا تشابهاً في الموضوعات التي يُكتب بها، فأجد مثلاً أكثر من قصيدة تناقش نفس الموضوع  تنشر في العدد ذاته !

اما كوني اول شاعرة عراقية تكتب للأطفال فهذا أمر اجدني في غاية السعادة بسببه وأتمنى ان أكرر هذه التجربة في المستقبل القريب !

* أيهما أقرب للطفل الرجل أم المرأة ؟

من المفترض ان تكون المرأة هي الاقرب الى الطفل بسبب امومتها ، وقد اعتدنا أيضاً ان نسمع اغاني الصغار من جداتنا وأمهاتنا ونادراً ما كنّا نسمع تلك الاغاني من آبائنا ، لكن الحاصل في مجال كتابة الشعر هو العكس ، فغالبية الرجال من الشعراء هم الذين يكتبون للطفل  وهذا في رأيي راجع الى ان المرأة تعبر عن حبها لوليدها بالعمل الفعلي وخدمته والتفاني من أجله والسهر على راحته فهي غير محتاجة لان تجسد ذلك كله بالكلمات ،بينما الرجل يحاول ان يسهم في كلّ ذلك مكتفياً بتجسيده عن طريق الكلام فقط فيقول الشعر! هذا هو ما أعتقد!

* ماسبب اهتمامك بالكتابة في مجال  قصيدة لطفل ؟

ربما لأنني لم اشبع من التجوال بعد في عوالم الطفولة المختلفة ، انا لما أزل احب ان اسمع كركرات ضحكات الاطفال وهي تتردد في الافق ، وربما لأنها تعدُ أجمل مراحل حياتي وبها تعرفت على منابع الفرح والأمان التي افتقدهما الان ولا اشعر بهما إلا بالكتابة او القراءة للطفل ربما! 

هل هناك مشاريع أخرى في الكتابة للاطفال ؟

نعم ، هناك الكثير وفقط مشاغلي الحياتية هي ما تجعلني اؤجل بعض المشاريع للقادم من الزمن فقد كتبت مسرحية للأطفال سميتها ( القطار انه القطار) وكتبت بعض الاغاني للأطفال وفي يوم ما سيرى كلما كتبت النور.

* ما لذي  تذكرينه من طفولتك ؟ كيف كانت .. يوم لا تنسيه مثلا .

ــ كل ما هو جميل وممتع حدث في طفولتي، كوني كنت الطفلة الوحيدة لأربعة عوائل كل ابنائهم من الذكور يعيشون الى جانب بعضهم البعض في حي واحد ، فكنت اعامل كمعاملة الأميرة وحين وصلت الى مرحلة المدرسة الابتدائية كنت الاذكى بين اقراني وكنت اترأس العابهم ، ومن الايام التي لا انساها ابداً هو يوم نجاحي في الصف الاول الابتدائي وكنت الاولى حينها ، اهدتني المعلمة دمية جميلة جدا وكانت امي بصحبتي حين تسلم النتائج ، اتذكر انها غادرت  المدرسة وأخبرتني ان ابقى فيها لدقائق بعدها عادت وهي محملة بكيس حلوى وأخذت تنثره على رأسي بين جموع التلاميذ والمعلمات ، كنت يومها اشعر بمزيج من المشاعر بين الخجل والسرور والزهو، لما يزل هذا اليوم عالق في ذهني الى الان اتذكر حتى لون اكياس ( الجكليت ) وكانت يومها من نوع ( ابو منير) !

* هل كتبت شيئا جديدا للاطفال ؟

ــ نعم ، قصيدة جديدة سميتها ( جدي ).. وهي تنشر للمرة الاولى في مجلة ( الحياة للاطفال ) ..

 

 

 

28 / 8 / 2013

 

من قصائد الشاعرة :

 

جـــــدي

                                        ـــــــــــــــ

 

عندي جدّ    

         شعر : فليحة حسن

ليس لطيبة قلبه حد   

دوماً حين يغيب الاهل ُ

أو يتمكن مني الزعلُ

يأتي اليَّ

يحنو عليَّ

يتشممني كعطر الوردْ

.......

.......

جدي اغلى ما في الكون

يحكي لي قصصاً و حكايا

ويلاعبني 

ويهدهدني

ويحدثني حتى أنام

وإذا صرّتُ شباباً يوماً

لن أبخل عنه بالعون!

 

لــــوحــة

 

واحد ـــ اثنان

ريف يرسمه فنان

ثلاث ـــ أربع

هذي الشمس هناك ستسطع

خمس ـــ ست

تجلس قرب النخلة بنت

سبع ـــ ثمان

طير تحمله الأغصان

تسع ـــ عشر

صاح الزورق :

ـــ أين النهر ؟؟

   

ســـر

    

فراشة ملونة

تسكن في حقيبتي

وحين يأتي الليل

سأجعل الفراشة

تذهب صوب بيتنا

لترسم النهار

وحينما تفيق

أصابع الصقيع

ستحمل الفراشة

علامة الربيع .

 

النورس الصغير


 

ياشجر اللبلاب

إذا صعدت دارنا

لاتحجبن النافذة

أخاف أن يجيء

النورس الصغير

يربكه سؤاله الصغير

من أين يمكن الدخول ؟


















       

تعليقات الزوار

1 .

رحلة مدهشة في عالم الطفولة  سماح أبو بكر عزت

كعادته ، ينتقي الشاعر و الأديب الأستاذ محمد حبيب مهدي مفرداته بعناية و دقة وشاعرية مدهشة ، اليوم يأخذنا لعالم اول شاعرة عراقية المبدعة فالحة حسن .. لتفتح نوافذها الإبداعية فتنطلق الفراشات و تتفتح كل زهور الكون .. إستمتعت بالحوار الثري ، العميق ، الراقي بأسلوبه و طرحه لقضايا الطفولة التي تحتاج كل العناية و الإهتمام .

samahabobakr2010@yahoo.com - 2014-02-15 21:27:52 - جمهورية مصر العربية

2 .

تحية من القلب   سناء قولي

لقاء رائع و مفيد جدا" ، اشكر الشاعرة و الكاتب و الحياة للأطفال. ..

sanaaqouli@gmail.com - 2014-02-15 08:29:03 - دمشق
 
 
 

التقرير المالي للعام 2021 - جمعية اصدقاء الاطفال العرب

التقرير المالي للعام 2021 - جمعية اصدقاء الاطفال العرب

العدد 180 من الحياة للأطفال في حلّة الزّيتون 12-2021

Arab children Friends Association جمعيّة اصدقاء الأطفال العرب

التقرير المالي المدقق للعام 2020 لجمعية اصدقاء الاطفال العرب

 
   

مكتبة جلجولية العامّة تزفُّ فرسانها على...

   
 

هل تحب زيارة موقع الحياة للأطفال؟

نعم

ليس كثيرا

احب قراءة اي شيء

لا يهمني

 
     

صفحة البيت | عن الحياة للاطفال |سجل الزوار | شروط الاستخدام | اتصلوا بنا

Developed by ARASTAR