رَمْلاويَّـةٌ تَحْكي حِكَايَـةَ رَمْلَتِنَا
بقلم: المربّية إميلي عازَر، ومحمد بدارنه
أنا رَمْلاوِيَّةٌ.
مدينةُ الرِّمالِ وأميرةُ البحارِ بَلَدي، بناها أَجْدادُ أَجْدادي.
إذ يُحْكَى أَنْ نَزَلَ الخليفةُ، سليمانُ بنُ عبدِ الملكِ، ضيفًا على امرأةٍ تسكنُ بيتًا من الشَّعر،
فأَكرمتْهُ وأحسَنتْ ضِيافَتَهُ، سَأَلَها عنِ اسْمِها فقالت: رَمْلَة.
فأمرَ ببناءِ بلدةٍ حَيْثُ نَزَلَ، وسمّاها «الرّملة». نقلَ إليها مَقَرَّ خِلافَتِهِ،
التي كانت في مدينة اللِّدِ المجاورة. وانتقلَ الكثيرُ من أهْلِ اللِّد إِلَيْها.
وبَنَوْا فيها قصرًا له ودارًا للأمارة ، ويُروى في حكايةٍ أُخرى،
أنَّ العربَ الذين بَنَوْها قد سَمُّوها الرَّمْلة لِكَثْرَةِ الرِّمالِ فيها.
إِزْدَهَرَتْ بلدتي وذاعَ صيتُها، أحبَّها الخليفة الأُمويُّ، هشام بن عبد الملك،
وَحَفَرَ فيها قناةً تُدْعى «بردة». أمّا المتنبّي، الشّاعر العربي،
فقد سَمِعَ عن جمالها فَزَارَها،
وَمَدَحَ فيها أميرَها الحسن بن عبد الله، وظلّت بالعمران تزدانُ
إلى أنْ أصابها زلزال عنيفٌ في العام 1031ميلاديّة،
هدمَ ثلثها وخرَّب مسجدَها، وأهلكَ كثيرًا من أهلِها. عاد العربُ وبَنَوْها من جديدٍ، حتّى أَصْبَحَت في القرن الرابع عشرَ عاصمة بلادنا، يَليها بيت المقْدِس.
في المدينة 99 مَزارٌ للدّيانة الإسلاميّة، الشَّامِخُ بينها
«مقامُ النّبي صالح»،
ما زال ينتصِبُ كالطَّوْدِ، يحيِّي البَحْرَ وتُقَبِّلُهُ الرِّمالُ وَتُعانِقُهُ الرِّياحُ.
بل أَصْبَحَ اليَوْمَ رَمْزًا مألوفًا لمدينة الرَّمْلة. وإلى الشّرق منه يطلُّ برجٌ جميلٌ عالٍ لمبنى التيراسنطة، وفي المبنى غرفة قديمة، كان نابليون يأوي اليها دائمًا،
وما زال كرسيُّه محفوظًا فيها، وكما تعلمون احتلَّ المدينة، في العام 1799ميلاديَّة.
في المدينة أيضًا أطلال للجامع الأبيض،
الذي بناه سليمان بن عبد الملك،
ودمّره الصليبيّون، فأعاد بناءَهُ القائد صلاحُ الدين الأيّوبيّ.
أمّا المئذنة الحاليّة فيبدو من الكتابات المنقوشة عليها،
أنّها قد بُنيَتْ في أيّام السّلطان محمد بن قلاوون، على أنقاض منارة قديمة، كان قد بناها الظاهر بيبرس. وفي الرملة قبرٌ، يقالُ أنه قبر الفضل ابن العّباس،
ابن عمّ الرسول &، الذي قيل أنّه استشهد في معركة أجنادين.
تدُلُّ كثرة الأسواق التي كانت في المدينة على أهميّتها التّجاريّة،
مثل سوق القمّاحين، والبصّالين، والقطّانين، والعطّارين، والبقّالين.
أخيرًا أصدقائي، أدعوكم لزيارة مدينتي فهي تحبُّكم وتشتاق إليكم.
إلى اللقاء في الرّملة.
لا تنسوا المشاركة بمسابقة
" وطني وما أحلاه ",
فالجوائز قيّمة وفي انتظاركم