مجلة الحياة للأطفال    هاتف ; 048677619
acfa@zahav.net.il

في مؤخرة بطن النحلة إبرة تغرزها
   

أتى أخو عرقوب يسأله شيئا، فقال له عرقوب: إذا أطلعت هذه النخلة فلك طلعها. فلمَّا أطلعَتْ أتاهُ، فقالَ له عرقوب :دَعْها حتَّى تصير بلحا.

   
 

 
 



اضافة صور

 
     
السّمكة والفراشة قصّة جزائريّة للأطفال


السَّمكةُ و الفَراشَة

قصّة، بقلم فاطمة الزّهراء شربال - الجزائر


كَانت السّمكةُ الصّفراءُ الصَّغيرةُ تسكُنُ نهراً كبيراً، ذو مياهٍ عذبةٍ وصافية ، تتزينُ ضفّتاهُ بالأعشابِ المتدلّية، والأزهارِ المتألّقة ، ذاتِ الرّائحةِ الزّكيّة، فلا يخلوُ محيطهُ أبدا منَ الزّوّار .


في صباحِ أحدِ الأيّامِ، بينما كانت تلعبُ و تقفزُ هنا و هناكْ، تغوصُ تارةً و تظهرُ تارةً أخرى، إذْ بها تسمعُ صوتاً رقيقاً يُحدِّثها : ما أجملكِ أيَّتها السَّمكةُ الظَّريفةُ ، بريقكِ و حركاتكِ يغْمُرانِ المكانَ بالنّشاطِ و الحيويّة ، فشعرتْ بالكثيرِ منَ الإطراءِ ،وأطَلَّتْ برأسِهاَ منَ المياهِ المتحرِّكَةِ ،تبحثُ عنْ مصدرِ الصّوتِ، عنْدما جذبها جمالُ فراشةٍ جميلةٍ تقفُ على إِحدى الأزهارِ ، تفرضُ جَناحيْها المُلوَّنتينِ ،فابتسمتْ و ردَّتْ بنفْسِ الكلامِ :أنتِ أيضاً جميلةٌ جداً أيَّتها الفراشة ، وألوانكِ تَبْهَرُ النَّظر، كمْ أنا سعيدةٌ برؤْيتك .
و كانتْ هاتانِ الجُمْلتينِ بدايةً لصداقَتِهما ، و ظلَّتا تلعبانِ معاً لبعض الوقت ، فكانتْ السَّمكةُ تظْهرُ و تخْتفي ، تغوصُ ثمَّ تخرجُ و هيَ تصنعُ فقّاعاتٍ كبيرةً و صغيرةً ،و تنثرُ بعضَ قطراتِ الماءِ بذيْلها على الهواءِ، فتبلِّلُ الفَراشةَ الّتي كانَتْ تُحلِّقُ وتحُومُ حوْلها ، فَتفِرُّ أعْلى و أعْلى ،تنْفُضُ جِسْمَها ،و هيَ تتراقصُ بحركاتٍ رشيقةٍ، و تضْحكانِ معاً و تمرحانِ ، إلى أنْ لمحتْ السَّمكةُ حشرةً صغيرةً جداً تطْفو فوْق الماء ، فَهَمَّتْ بالْتقاطِها ، لكنَّ حركةَ المياهِ سحبْتها بعيداً ، فقرَّرتْ أنْ تلْحَقَ بها تاركةً رفِيقَتها بمُفردِها .
وعنْدها ،استوْقفتْها الفراشةُ قائلةً : لا ترْحلي يا صَديقَتي ، إبْقَيْ معي مزيداً منَ الوقتِ .
فردَّتْ السَّمكةُ : لا يُمكنُني البقاء يا أجْمل صديقَة ، يجبُ أنْ أصْطادَ غِذائي ، لكنْ، أعِدُكِ أنَّني سَأعودُ لِنلعبَ معاً منْ جديدٍ في نفْسِ المَكان ، فهلْ تعِدينَني أنَّك سَتكونينَ هُنا ؟
هزَّتْ الفراشةُ رأْسَها قائِلةً : نعمْ، أعدُكِ وسأنتظرُ عودتكِ بفارغِ الصّبر .
غادرتْ السَّمكةُ المكانَ و غابتْ عن الأنظار، و ظلَّتْ الفراشةُ تنْتظِرُها .
و في اليومِ التَّالي تذكّرتْ السّمكة وعْدَها لصَديقَتِها ،فعادتْ إلى المَكانِ نفسهِ مشتاقة لرُؤْيتها ، و ظلَّتْ تنْتظِرُ ظُهورَها طَويلاً ،لكنَّها لمْ تَظْهرْ ، فعادتْ أدْراجها حزينةً ، رغمَ أنَّها لمْ تيْأسْ ، و عادتْ في اليومِ الثَّاني على أملِ أنْ َتجِدهاَ هذهِ المرَّة .......و لمْ تجِدْها كذلِك. و رجعتْ منْ حيثُ أتتْ خائبةً ، تشْعرُ بالإحْباط .
و في اليومِ الثالثِ قرَّرتْ أنْ تمْنحَها آخرَ فُرصةٍ ، فاتَّجهتْ إلى مكانِ الميعَاد و قَضتْ اليوْمَ بأكْملهِ تترقَّبُ حُضورها دونَ جَدوَى ،إلى أنْ بدأتِ الشَّمسُ تغيبُ خلْفَ الجبال ، فتملَّكَها الغضبُ ، و لمْ تُطِقْ صبراً ،فَراحتْ تُحدِّثُ نفْسَها، و تصيحُ وتصْرخُ بأعْلى صوتِها : أيْنَ أنتِ أيَّتها المخادِعة ؟ لماذا لمْ تعُودي ؟ لقدْ كذِبتِ علَي ، لقدْ انْتظرْتُكِ طويلاً ، لكنَّك ذهبتِ و نسَيْتني ، أيتَّها الكاذِبة لقدْ وعَدتِني و لمْ تفِ بوعدكِ لي .......
و إذْ هيِ على تلْكَ الحالِ ، أزْعجَ صوتُها سُلحفاةً كانتْ تنامُ داخلَ بيتها متخفِّيةً بينِ الأعْشابِ ، فأخرجتْ رأسَها و أطْرافَها و تقدَّمتْ نحْوهَا ببطءٍ ،و هيَ تسْألها عنْ سببِ الفوْضى و الصّراخ : ما بكِ أيَّتها السَّمكةُ المُزْعجة ؟ لِماذا تصيحينَ هَكذا ؟ لَقَدْ أيْقظْتِني مِنْ نَوْمي .فردَّتْ السَّمكةُ علْيها بِأسَفٍ و حُزنٍ : أنا آسِفةٌ سيِّدة سُلحفاةْ ، لكنَّني حَزينةٌ جداً ، فقدْ خدَعتْني صَديقَتي الفَراشَة .لقدْ أحبْبتُها كثِيراً وصَدَّقْتُها ، وعدَتْني بأنَّهَا ستعُودُ لِنلْعبَ معاً ، لكنَّها ترَكتْني و نسِيَتْني.
و عنْدَها ضحِكتِ السُّلحفاةُ عالِياً ، فسألْتها السَّمكةُ مُسْتغربَةً : ما المُضحِكُ في الأمْر ؟
و ردَّتْ السُّلحفاة : يا صَغيرَتي ، لا تتسرَّعي أبداً في الحُكْمِ على أحدٍ منْ غير ِعلمٍ ، فلربَّما تَظْلمينَ صدِيقتَكِ بحُكمِكِ عليْها.

صاحتْ السَّمكةُ مُتسائلةً : أظْلِمُها ؟ لقَدْ انتظرْتُها ثَلاثةَ أيامٍ بأِكملِها و لمْ تأْتِ ، إلتزمْتُ بوعْدي لهَا ،و هيَ التي أخْلفتْ وعْدَها لي، فَفِيمَ ظلمتُها إذاً ؟.

فَأجابتْها السُّلحفاةُ : يا بُنيَّتي ،حياةُ الفرَاشاتِ قَصِيرةٌ حدّاً، بعضُها تعيشُ أسْبوعاً أو أسْبوعين، و بعضُها لا تعِيشُ أكثرَ منْ يوْمٍ واحدٍ فقطْ ، و ربَّما لمْ تتمكَّنْ منَ العوْدةِ في اليومِ الثَّاني ، إذاَ كانتْ حياتُها قدْ انتهتْ قبْله .
و حينهَا صُدِمتْ السَّمكةُ بِما عَلِمَتهُ لتوِّها و حَزنتْ على رفِيقَتِها و تمنَّتْ لوْ أنَّها لمْ تُفارقْها أبداً في ذلِكَ اليوْم ، ورفعتْ رأسَها تنظُرُ إلى السُّلحفاةِ تسْألُها : هلْ تعْتقِدينَ أنَّها انْتظرَتْني ؟
فَقالتْ السُّلحفاةُ : نَعمْ ، أعتقدُ أنَّها انْتظرَتْكِ ، لكنَّكِ لمْ تأتِ في الوقْتِ المُناسِب .فالتَمِسي لصدِيقَتِكِ ألْفَ عُذرٍ .
و بَكتْ السَّمكةُ الحَزينةُ ندَماً على أنَّها ظَلمتْ صديقَتَها و ظنَّتْ بِها سُوءاً ،لكِنَّ السُّلحفاةَ ربَّتتْ عَلى رأسِها تُّطمْئِنُها و تُواسِيها : لا تحْزَني أيَّتها السَّمكةُ الوفيَّةُ ، فصَديقتُكِ الفَراشةُ لمْ تَحْزَنْ ،و رغْمَ قِصَرِ مُدَّةِ حَياتِها ، إلاَّ أنَّهَا أتْقنَتْ اسْتِغْلالَها بشَكْلٍ جيِّدٍ و مُفِيد ، و أدَّتْ وظِيفَتها التي خُلِقتْ منْ أجْلِها عَلى أكْملِ وجْه ، فهِي تطِيرُ في الهَواءِ فرَحاً و مرَحاً ، تُمتِّعُ الأنْظارَ بجَمالِها و تُزيِّنُ الحدائِقَ و المُرُوج ، و تُلقِّحُ الأزْهارَ ، فانْطلِقي أنْتِ أيْضاً إِلى مُهمَّتِك ، و تذكَّريها دائماً .
و حِينَها انْطلقتْ السَّمكةُ الصَّغيرةُ الصَّفْراءُ سَعيدَةٍ ، تقُومُ بِوظِيفَتِها في الحَياةِ، دُونَ أنْ تنْسَى الفَراشَةَ الجَمِيلةَ ، و لا الدَّرسَ الذي تعلَّمَتْه .

 








       

تعليقات الزوار

1 .

تهنئة   زياني

شكرا أستاذة العبرة من الحكاية رائعة بارك الله فيك تهانينا

BLEUROSE68@YAHOO.COM - 2013-12-15 20:18:47 - الجزائر

2 .

شكرا سيدتي  تقي الدين عباس

كما جرت عليه العادة فقصصك هادفة و ذات مغزى تفيد الكبير و الصغير على فكرة لا اضنها فقط قصص اطفال فالكثير ممن ندعوهم كبار يلزمهم عبر مثل هاته فالحياة قصيرة و مايدوم غير الصح و لايبقى الى الخير و اثره الجميل شكرا و الف شكر متمنيا ان ارى المزيد من ابداعاتك

thealgeriano@hotmail.fr - 2013-12-05 20:58:37 - باتنة الجزائر

3 .

السمكة والفراشة راي  سميحة مرزوقي

ماشاء الله عليك سيدة فاطمة الزهرة شربال قصة جميلة جدا بل ورائعة الله يوفقك اكتر واكتر في خدمة البراءة مزيدا من التالق والابداعات ان شاء الله

northalgerai082@hotmail.com - 2013-08-22 14:49:32 - الجزائر

4 .

أكثر من رائعه  رضاصالح

شكرا جزيلا أخت فاطمه وأتمنى لك مزيدا من التوفيق لتمتيعنا بقصصك الرائعه وزادك الله من فضله وبارك فيكى

redasaleh_85@yahoo.com - 2013-08-21 01:43:10 - مصر

5 .

السمكة والفراشة  بوزيان

شكرا الأخت فاطمة على هذه القصة الطفولية ،فالقصة هادفة ومنزنة ولغة بسيطة في مستوى الأطفال وتمنبت فقط لو كانت الصور الجميلة مرافقة لمقاطع المشاهد حتى يكون الإخراج اكثر ملائمة اتمنى لك الارتقاء والنجاح في كتاباتك وأعمالك الفنية وشكرا.

artwork_dz@yahoo.fr - 2013-06-24 09:32:42 - الجزائر

6 .

السمكة و الفراشة  قلو نسرين

يا سيدة فاطمة الزهراء شربال لقد كتبت قصة تفوق الروعة و الخيال ان الجزائر تفتخر لوجود أشخاص الدين يهتمون باللغة العربية لأن لغتنا بدأت تزول تدريجيا مع ظهور كل هده اللغات التي غرست في أرواحنا و نسينا لغتنا الأم فأنا حقا أشكرك من أعماق قلبي لأنك مفخرة بلادنا و الأشخاص الدين مثلك قلال جدا خاصة في هدا العصر فأنا أطلب منك أن تواصلي على هدا المنوال فأنت حقا رائعة أرجو منك أن تكتبي الكثير دون توقف يالتوفيق ان شاء الله

ne.srine28@hotmail.fr - 2013-06-06 15:52:58 - الجزائر

7 .

apreciation  abdeldjalil

very nice story, wish you all the best in the other new publications

nomad.gallant@yahoo.com - 2013-06-06 15:42:49 - alger

8 .

شكر  سامر يوسف

القصه رائعة وسهله واتمنى من الاستاذة الفاضله ان لا تقف عندا هذه القصة ففط و اتمنى من الله لكي النجاح

samersamer.mm@hotmail.com - 2013-06-06 13:45:37 - الكويت

9 .

تقدير  diaazoher

مبروك لامي الغاليه واتمني لها دوام الصحه والرقي في اعمالها الفنيه

diaazoher@yahoo.com - 2013-06-05 22:59:38 - alex

10 .

ن  عابد عبد المالك

شكرا جزيلا على هذه القصة الجميلة يا سيدة فاطمة الزهراء شربال

malek-02-england@hotmail.com - 2013-06-05 22:46:45 - الشلف

11 .

راي   سنو

جميله مزيد من التقدم

snoo.wait@yahoo.com - 2013-06-05 22:25:04 - ليبيا

12 .

من اجل الطفولة   يزن

الاستاذة الفاضلة فاطمة الزهراء:مااجمل ان ترسم بسمة على وجه طفل وانتي ان شاء الله بقصتك الرائعة راح ترسمي البسمات على وجوه اطفالنا الذين هم فلذات اكبادنا : يارب من أجل الطفولة وحدها أفض بركات السلم شرقا ومغربا وصن ضحكة الاطفال يارب إنها إذا غردت في في موحش الرمل أعشبا بارك الله بك والى المزيد من النجاحات

yazenyazen2009@hotmail.com - 2013-06-05 21:28:09 - سوريا

13 .

تقدير  جمعة حسين

والله قصة جميلة جدا يا سيدة فاطة الزهراء ربي يزيدك ان شاء الله وتكتبلي اكثر واكثر للاولاد والله قصة جميلة جدا وشكراااااااااااااااا

djomoa.kh1@hotmail.com - 2013-06-05 18:27:19 - سوريا

14 .

تقدير  جمعة حسين

والله قصة جميلة جدا يا سيدة فاطة الزهراء ربي يزيدك ان شاء الله وتكتبلي اكثر واكثر للاولاد والله قصة جميلة جدا وشكراااااااااااااااا

djomoa.kh1@hotmail.com - 2013-06-05 18:27:10 - سوريا

15 .

شكرا  لبنى مصطفى دلة

شكرا جزيلا لك على هذه القصة الرائعة فعلا ان بعض الضن اثم

loubnamd2009@hotmail.fr - 2013-06-05 14:04:03 - الجزائر

16 .

قصة معبرة  أحمد الأمين

قصة جميلة و مفيدة، نرجو للأخت المتابعة و التطور

- 2013-06-05 13:41:53 - الجزائر

17 .

ابداع لاينتهي  عصي الدمع

ابدعتي صديقتي باسلوبك وجمال فكرك حيث ان هذه القصه وبعد ان قرائتها تمثلت لي ببساطة اسلوبها وسهوله سبكها الممتنع والملائم لعقلية الطفل حيث انه سيشعر بانه يتنقل بين حديقة ورد وجدول ماء .... ودمتي ودام الابداع وليد قلمك واناملك

raafat_223@yahoo.com - 2013-06-05 13:09:55 - الاردن

18 .

رسالة شكر و امتنان  فاطمة الزهراء شربال

أتقدم للمجلة الرائعة ، و للمشرفين عليها ، بخالص امتناني و شكري على رحابة صدروهم ، و حسن الإستقبال ، و جزيل الشكر على منحي هذه المساحة من المجلة من أجل نشر قصتي البسيطة ، راجية من الله عز و جل أن تنال إعجاب الأصدقاء ، تحياتي لكم و لجميع زوار المجلة

charikatoun@hotmail.fr - 2013-06-05 10:34:13 - الجزائر ، الشلف

19 .

رسالة شكر و امتنان  فاطمة الزهراء شربال

أتقدم للمجلة الرائعة ، و للمشرفين عليها ، بخالص امتناني و شكري على رحابة صدروهم ، و حسن الإستقبال ، و جزيل الشكر على منحي هذه المساحة من المجلة من أجل نشر قصتي البسيطة ، راجية من الله عز و جل أن تنال إعجاب الأصدقاء ، تحياتي لكم و لجميع زوار المجلة

charikatoun@hotmail.fr - 2013-06-05 10:34:01 - الجزائر ، الشلف
 
 
 

التقرير المالي للعام 2021 - جمعية اصدقاء الاطفال العرب

التقرير المالي للعام 2021 - جمعية اصدقاء الاطفال العرب

العدد 180 من الحياة للأطفال في حلّة الزّيتون 12-2021

Arab children Friends Association جمعيّة اصدقاء الأطفال العرب

التقرير المالي المدقق للعام 2020 لجمعية اصدقاء الاطفال العرب

 
   

مكتبة جلجولية العامّة تزفُّ فرسانها على...

   
 

هل تحب زيارة موقع الحياة للأطفال؟

نعم

ليس كثيرا

احب قراءة اي شيء

لا يهمني

 
     

صفحة البيت | عن الحياة للاطفال |سجل الزوار | شروط الاستخدام | اتصلوا بنا

Developed by ARASTAR