في مؤخرة بطن النحلة إبرة تغرزها
|
|
|
|
قطع من الجمال على ارض تونس تمشي الهويناء مع الكاتبة فاطمة حامدي - جربة |
مع الكاتبة فاطمة حامدي - جربة
فاطمة التّونسيّة لم تعد كاتبة للفتية والأطفال فحسب، بل هي فلاحة وتفلح في مدرستها الفرحَ والأدب والخيال وحلو الكلام، ولم تكتف فاطمة بكلّ ذلك بل راحت تزرع بذور الهويّة التّونسيّة في أذهان وأفئدة طلبتها، وأقامت لهذا الشأن عرسا بل شهرا من الزّي الشّعبيّ التّونسي، وجولة في الصّور التي وصلت الحياة للأطفال على أجنحة الحمام الدّمشقي، وما يجمّل الحكاية وما يضيف للجمال جمالا هو مساحة الابتسامة التي يحملها كلّ فتى وكلّ فتاة تونسيّة، فالوجه البشوش في تونس يعكس جينات هذا الشّعب اللطيف الودود الكريم الحميم ! تعالوا بنا نتمتّع فنتعرّف على النّص المرافق لما تقدّم وقد كتبته أديبتنا فاطمة حامدي:
ورّقت الصّفحات فيلتهم بصري جمع الكلمات التهام المتلهّفة لهفة أتقفّى بها أسرار الكلمات والعبارات واستوقفت استعجالى عبارة مألوفة عندنا في جزيرتنا عبارة تلفّظ بها "عريش " واستوقفتني لتخبرني أنّ للكلمات هي أيضا نشأة وتاريخ فـ"الغلالة "هي الثّوب المفضّل لعريش ثوب لازال يحظى بالقيمة نفسها في زمننا هذا فتظلّ "الغلالة" لباس العروس وهو ثوب نفيس من حرير ومطرّز بأسلاك الفضّة الخالصة ، تحفل به نساء أعيان القرية وأثريائهم....قادتني قدماي الى غرفة أمّي وفتحت خزانة ملابسها ففي الرفّ العلوي هنا ك تعــوّد ت ان تصفّف الملابس التّقليديّة....والتّقليد هو ما انتقل إلى الإنسان من آبائه ومعلّميه ومجتمعه من العقائد والعادات والعلوم والأعمال ....تلمّست أناملي الثياب المرصوفة و استنشقت عطرها فكان عطر يعبق برائحة المسك والعنبر .....واستقرّت يمناي على ثوب ناعم بلون أحمر جوريّ ..جذبت الثّوب المطويّ برفق ، ترصّعه دبابيس ساطعة ومتلألئة ...فتثقّله كما ثقّلته الحكايات التي يخبّئها لي ....ارتديت الثّوب فضمّني ...و أسرّ لي عريش " هيّا بنا إلى قرية "قلاّلة" ...وهناك احتضن المكان زائره ..
( فعريش هو إنسانيّ المظهر مغربيّ الملامح لا شرقيّ ولا غربيّ وسطيّ القامة وكان ذا بشرة قمحيّة اللّون وعينين عسليّتين ...إنّه " فتى قرطاج يمشي بخطوات ثابتة و يزور مكانا يعبق بأنفاس التّاريخ فـ"قلاّلة "هي قرية اختلفت تضاريسها وتآلفت لتروي لك تاريخ الأرض والبشر ...بشر اختلفت أجناسهم زالوا ولكن ما تزال بصماتهم محفورة في أرجاء المكان تذكّرك بهم .. . قرية تسبح في حوض البحر الأبيض المتوسّط وشجر "لوتوس" بحبات ها الحمراء يحرص شواطئها ينتظر عودة "أوليس" ذاك الملاّح الذّي ألف طعم الثّمرة" لوتوس"........فقد وعدها بالرّجوع ...وتوغّل "عريش في الأزقّة يطرق أبواب "الحرائر " فيخرجن إليه زاهيات يحفلن بـ " الغلالة" ويحتفين بزائرهنّ "فتى قرطاج " عريش "...فكم هزّته النّخوة والاعتزاز ان يرى اليوم وبعد اكثر من سبعة آلاف من السّنين ولّت وخلت ،فتيات قرطاج يلبسن الثّوب نفسه ولئن توشّى برسوم لم يعهدها الاّ انّه لا الثّوب يخلو من دلالات ورموز وعريش وحده يعرف سرّها وكنهها و تفسّرها لنا كتب التّاريخ التّي تحصّن ذاكرة الشّعوب .........
( فاطمة حامدي بمعيّة تلامذه قسم السّنة الخامسة حومة السّوق جربة في 15 مارس 2013)
|
|
|
1 . |
شكر وتقدير ومحبة
سهام الدنقير
دائما انت متجددة فكل مرة تتناولين موضوع جديد الا وتبدعين فيه وتعطيه رونق وقيمة
فشكرا وانشاء الله من نجاح الى نجاح
compta.miramardjerba@gnet.tn - 2013-03-21 10:51:36 - والغ جربة تونس |
2 . |
.باقة من الأصدقاء حباني بها زماني فالحمد للّه
فاطمة حامدي
ماكنت لأكتب لولا دعمكم لي وانا في بداية المشوار سيّد محمّد بدارنة والعزيزة رويدة مصطفى تلك التي قضت معي الساعات الطوال وهي تعلمني أبجديات التعامل مع رسائل النات حتّى وفّقت في ذلك .. والحياة للأطفال هيّ أوّل صديقة عرفتها في هذا العالم الافتراضي واكتفيت بها لسنوات .... ثمّ صارت صديقة لكلّ تلاميذي دون استثناء ... وأكرّر عبارات الشكر التّي مهما اجتهدت في انتقائها فهي لن توازي كفّه عطائكم أخت رويد مصطفى وسيّد محمّد بدارنة .....وبالمناسبة لا يفوتني أن أتوجّه بالشّكر الجزيل إلى الإعلاميين المتميّزين و المتألّقين على الدّوام ، السيّد معزّ الغربي والسيّد مراد البجاوي ،في الإذاعة الوطنية التّونسيّة واللذين ما فتئا يقرآن نصوصي على أثير الإذاعة الوطنية التونسيّة ... و لن أنسى فضلهم يوم شرّفوني بالحظور لإحياء أمسية أدبيّة الغاية منها حثّ النّاشئه على القراءة وحبّ الكتاب ...كما أشكر تلاميذي الأعزّاء الّذين يزرعون في كلّ يوم .بذور حبّ العطاء .....باقة من الأصدقاء حباني بها زماني فالحمد للّه
- 2013-03-21 09:07:27 - جربة تونس |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|