ذات يوم بهيج ، كعادته جلس ( أحمد ) مع أوراقه وأقلامه الملّونة وسط حديقة واسعة قرب النهر ، حيث السّكينة والهدوء ..
أراد أن يرسم فاختار منظرا طبيعيا ..
في البدء رسم شجرة عالية ورائعة ، كثيرا ماتشبه شجرة الكالبتوس ، بعد ذلك رسم قرب الشّجرة نهيرا صغيرا ، ومن ثم رسم فوق غصن من أغصان تلك الشّجرة عصفورة صغيرة ، كذلك خطر بباله أن يرسم صيادا لكنه على الفور رفض هذه الفكرة خوفا أن يطمع هذا الصياد بصيد تلك العصفورة الصّغيرة فيصطادها ! .
توقف برهة عن الرسم بعد أن أحس بالتّعب ، تخطى الى ضفة النهيرفبلل وجهه وشرب منه حتى ارتوى ، حين عاد ( أحمد ) لكي يكمل لوحته الجميلة دهش كثيرا واستغرب فقد رأى لوحته ولم يجد العصفورة الصغيرة التي رسمها فيها !! .
راح يتلفت يمينا ويسارا فلم يجدها ، لكن سرعان ماتبدت حيرته شاهدها ترفرف فوق رأسه وهي باسمة .
سألها بفرح :
ـــ أين كنت ياعزيزتي ؟ ! .
أجابته بهدوء وود :
ـــ أنا أيضا قد تعبت ياصديقي .
وأحببت أن أستريح قليلا فذهبت الى ذلك النّهر وشربت الماء منه .
ضحك ( أحمد ) بصوت عال ، وسر كثيرا من عصفورته التي حطت بهدوء فوق تلك الشجرة التي رسمها في لوحته .