قصّة للأديب المغربي أحمد بنسعيد
في الصّباح، بعدما اسْتيقظَ الدّيك وَصاح، وضوءُ الشَّمس ظهرَ ولاح.. استيقظ عمِّي مرزوق الفلاح، تَوَضَّأ وصلَّى الصُّبح وقالَ: يا رزّاق يا فتَّاح.
حملَ الفأسَ والقفَّةَ ثمّ مشَى وَمشَى.. يتنفَّسُ الهواء النقيَّ ويشمُّ رائحة الأزهارِ والتفَّاح ويدندنُ:
- دن ن دن ....
فجأة عَثَرَ المسكينُ في صخرةٍ كانت في طريقه، انزلقَ وسقطَ:
- آي...
جلس المسكين يتألَّم ويمسح دم الجراح... وبعد أن خفّ ألمُه قليلا وارتاح، وقف المسكين ليخلع تلك الصَّخرة من الطَّريق فيميط الأذى عن أهل قريته.. وفعلا بقبْضة قويّة حملها:
- آآآ..
وجد عمّي مرزوق تحتَ الصّخرة كنزا من الكنوز المنسيّة؛ جوهر ومرمر و"شراتل" ذهبيّة..
بدأ قلب المسكين يدقّ مثل الطَّبل وهو يضع الكنوز في قفّته...
رجع عمّي مرزوق لدارِهِ وهو يلهث وينظر خلفه..
- ما هذا أيّها الأحباب؟ أنا صاح أم في أحلى منامة ؟ أجيبني يا سيّدتي الحمامة.. من هذا اليوم لن أعملَ ولنْ أعرق أبدا.. فقط أنواع الأكل والشَّخير : أ خ خ خ ..ههههه؛ ومنذ اليوم ستعرف القرية أنّ مرزوق الفقير أصبح "سيدي مرزوق" صاحب الشّأن والمقام.
دعا "سيدي مرزوق" الطبّالين والزمّارين.. فطبّلوا وزمّروا ولعْلع البارود في الليل بأكمله.. فرحا بسيدي مرزوق الذي وجد كنزا وأصبح غنيّا جدا..
وعلمت القرية كلّها بالأمْر:
- آآآه...
ذهب المطبّلون والمزمّرون فرحين بالمال الكثير، وذهب "سيدي مرزوق" لفراشه كيْ ينام قليلا ويرتاح..
ولكنّ "ولد الليْل" السّارق الخطير انقضّ عليْه قائلا:
- قل لي أيْن وضعتَ الكنز وإلا قتلتُك.
- ها هو ذا يا سيدي ها هو ذا.. لا تقتلني أرجوك..
- جميل...
وذهب "ولد الليل" بالكنوز الثّمينة، وترك عمّي مرزوق الفلاح يبكي وينوح نواحا..
و في الصّباح، بعدما استيقظ الدّيك وصاح، وضوء الشّمس ظهر ولاح.. استيقظ عمي مرزوق الفلاح، توضّأ وصلّى الصّبح وقال: يا رزّاق يا فتاح.
حمل الفأس والقفّة ثمّ مشى ومشى..
ولما وصل لنفس المكان الذي وجد فيه الكنز بدأ يفتّش ويفتّش علّه يجد كنزا آخر..
حينها سمع صوتا عجيبا يقول له من بعيد:
- باب الكنز يا عمّي مرزوق يُفتحُ فقط مرّة في العُمْر، والدّرهم الذي تعْرّقُ عليه هو الذي تُحْسنُ التصرّف فيه.
سيرة حياة الأديب المغربي
أحمد بنسعيد
ولد الكاتب أحمد بنسعيد بن عبد القادر بن علي، في مدينة وجدة شرق المغرب في 13 / 12 / 1971م.
في سنة 1985م، وكان عمره 14 سنة فقط، كتب قصَّته الأولى (الشيخ الأمين).
وفي سنة 1995م، نال إجازته في الأدب من جامعة محمد الأوَّل بوجدة، ثم تابع دراساته العليا بجامعة محمد بن عبد الله بفاس العريقة.
وفي سنة 1997م طبع أولى قصصه للأطفال (عمر الذّكي واللصوص).
وفي سنة 2002م طبعت مجلَّة السَّفينة المغربيَّة للأطفال روايته النَّاجحة للأطفال (مغامرات القرصان همام).
ومنذ سنة 2004م وهو يشتغل في العمل التطوعي لصالح الأطفال اليتامى و المحرومين مع الجمعيات الخيرية.
وفي سنة 2007م أصبح عضوًا في الاتِّحاد العالمي لكتّاب الطفلIBBY، والكائن مقره بسويسرا.
وفي سنة 2010م طبعت جمعية مناهل الخير مسرحيَّته بالفرنسيَّة " l’Homme de la Maison » (رجل الدار) في إطار سلسلته (10 مسرحيات من أجل اليتامى)
له أكثر من مائتيْ مؤلف باللغتين العربية والفرنسية في مسرح الطفل، وأغنية الطفل، وقصة الطفل...
وله عدة مساهمات في الصُّحف والمجلات الموجَّهة للطِّفل؛ منها: مجلَّة شادي بوجدة، ومجلة السفينة بمراكش، وجريدة أخبار الناشئة بطنجة، ومجلة الأصيلة بفاس...
وله كذلك مجموعة من البحوث والدراسات في المجال الطفولي باللغتيْن العربية والفرنسية، و مجموعة من المقالات الصحفية في نفس المجال...
وله كتابات ناجحة للكبار... لكنّه رغم هذا النجاح؛ إلا أنه آثر أن يبذل كلّ وقته ومجهوده من أجل الطفل؛ إيمانا منه أن التغيير يبدأ بالأجيال..
ولا يزال قلمه الفيّاض و مواهبه وكتاباته المتميزة للأطفال
تغذي المدارس والجمعيات والنوادي... المشتغلة بالحقل الطفولي.
من أجل التواصل :
العنوان البريدي:
الحي المحمدي 203 الرقم 30 – 60000 وجدة – المغرب
العنوان الإلكتروني:
ahm_bensaid@hotmail.com
الهاتف الثابت:
212536523578
الهاتف النقال:
212662107176