رآها أخوها الصَّغير، فاقتربَ منها، وقالَ لها: لماذا تبكين؟!
مَسَحت الفتاةُ دموعَها بسرعة، وقالت: لا،لا،لا.. أنا لا أبكي.. أنا فقط متأثِّرةٌ بجمالِ الشَّجرة، وزينتِها، وأضوائِها الملوَّنة!
لا أنت تبكين.. هيّا خبّريني ما هو سَبَبَ حزنكِ، وبكائكِ.
قالت له: إنّها قصّة طويلة، وأظنّ أنّك لست مستعدّاً إلى سماعِها في هذه الليلة.
- بالعكسِ أريد سماعَها.
- حسناً، سأخبرك بها: عندما كنت صغيرة في مثل سنِّك ، كنت أسعد عندما يأتي العيدُ، وعندما يطلّ كنتُ أحبُّ أن أزيِّنَ هذه الشَّجرة، وأنتظر بابا نويل؛ ليأتي لي بالهدايا.
في أحد الأعيادِ، وبينما كنت أضعُ بابا نويل على الشَّجرة، فاجأني بأنَّه يتكلَّم، ويقول لي:
مرحباً أيَّتها الفتاة الجميلة!
في البداية فزعت جداً، وقلت له: كيف تتكلَّمُ وأنت مجرَّد دمية صغيرة؟!..
أخذ بابا نويل يهدِّىءُ من روعِي، ثمَّ أجابني قائلاً:
أنا أستطيع أن أتكلَّم من زمن طويلٍ، ولكن أخشى من صراخِ الانسان، مثلما فعلتِ منذ قليل!
فقلت له: أنا آسفة.. ولكنْ لماذا تتكلَّم الآن ما دمت تنزعج من صراخِنا؟!
فقال بابا نويل: لأنّي لم أعد أحتمل صمتي!
ثم تبادلنا الاحاديثَ والحكاياتِ، وفجأة قال لي: سأتركك الآن..
رَجَوْتُهُ أن لا يرحلَ؛ لكنَّه قال: لا يمكنني المكوث أكثر من ذلك؛ حتَّى لا تقلق عائلتي عليّ.
ومنذ ذلك العيد لم أرَهُ ثانية، بينما انتظره بأملِ بجوارِ الشَّجرة؛ لذلك أشعر بالحزن، وكثيراً ما أبكي؛ لأنَّني أفتقدُهُ.
رَبَتَ اخوها الصَّغير على كتفها، وقال لها بحنو: قصَّة عجيبة؛ ولكن يجب أن لا تجعلك حزينة باكية في كلِّ عيد ميلاد!
فقالت أخته بتعجُّب: كيف لا تدعو هذه القصَّة إلى الحزن، والبكاء؟!..
قال أخوها الصّغير: لأنَّ هذا اليوم هو اليوم الذي ولد فيه يسوع، سيّدنا عيسى. فَصَلِّي للهِ وتذكّري معاني ميلاد المسيح، سيّدنا عيسى عليه السّلام.
قالت الفتاة: لم أفكّر في هذا الموضوع من قبلُ.. وأنا أشكرك لأنك جعلتني سعيدة.. لأنّ الله دائمًا معنا.