حدّثت الشّهيدة الصّغيرة قالت
للكاتبة التّونسيّة ماجدة الظّاهري
اللّوحة للفنّان التشكيلي الفلسطيني خالد نصار
تَنْسَكِبُ النَّارُ مِنْ مَزاريبِ اللَيْل
تُوزِّعُ لهيبها على الأطفال الطيّبين
كلّما تلظَّوا هَمَسُوا:
ألَسْنا أحبابك يا الله؟
لنا بساتينٌ من حكاياتٍ لم تكتمل
نسقيها بموسيقى البلاد
نعزفها بموج البحر
نركض خلف النّغمات كلّ صباح
تركض معنا حبّات رمل الشّاطئ
لا تَخْدِشُ أقدامنا الصّغيرة
تَشُدّ إليها أحلامنا الأصغر منها
تتوسّل للرّيحِ كي لا تمحوها
ألسنا أحبابك يا الله؟
ألسنا أحبابك يا الله؟
وهذه رؤوسنا الصّغيرة
أيقونات في السّماء
تُرجع بُكاءَ الجَنائز
فنصغي إلى صوت نايٍ
قادمٍ من غزّة
يطلق نواحه من شفة السّماء
يرتق غيماتها بشجن الذّاكرة
من هنا مرّوا
مخلّفين ضحكاتهم ياقوتاً أخضر
وَشْمًا على زنود الأحبّة
فراشاتٍ في شرانق دمعهم
من هنا مرّت توابيت
مسيّجةٌ بالحمائم الخجلى
من أمّهات يجمعن ما تقاطر من أثدائهنّ في سلّة
ويكوّرنه قُبلة
والقُبلَةُ
في غزّة تقتُلُها قنبلة
من هنا مرّت الأقلام والكتب
وكراريس المدرسة
ألسنا أحبابك يا الله؟
كُنْتَ أخفيتنا في مشكاة السماء
كنت.. بعثتنا نورها
يُرشِدُ العميان إلى شواهدٍ
تربك حلم الغزاة
عليها نقشٌ أزليٌّ أبديٌّ
بأنّ لنا
هُنا
وطنٌ
هو فينا حيٌّ
وإن أنكر الغزاة
تجاعيد الخُطى على الطين
في فلسطين
ألسنا أحبابك يا الله؟
ألسنا احبابك يا الله؟
ماجدة الظاهري
شاعرة تونسيّة تشغل وظيفة مساعدة مفتّشة بالتّعليم الإبتدائي
صدرديوانُها الأوّل ترانيم الماء عن دار البراق للنشر والتوزيع في آخر 2010
صدر لها مجموعة دواوين بالإشتراك مع عدة مواقع الكترونيّة أدبيّة
ساهمت في عدة فعاليات ثقافية داخل تونس وخارجها
ترجمت لها العديد من القصائد الى الفرنسية والأنجليزية
قريبا يصدر لها الدّيوان الثّاني