شققنا طَريقِنا إلى ضريحِ أَحدِ أهَمِّ الشَّخْصِيَّاتِ في القرن العشرين.
وَبْعدَ نِصْفَ ساعَةٍ قَطَعَتها السَّيَّارَةُ وهي تجوبُ شوارعَ مدينةِ دلهي القديمة التي كانَتْ عاصِمَة البلادِ قَبْلَ أن تَتَمَدَّدَ أَرجاؤُها وتزدَادَ اتِّساعاً، فَيَتِمُّ استبدالُها فيما بعد بمدينة جديدة أَخَذَتْ نَفْسَ مُسَمَّاها وأصبحَ يطلق عليها «دلهي الجديدة» أو (نيودلهي)، وَصَلْنَا إلى منطقة «راج غات» التي يقع عندها (غاندي سمادي) ذلك الضريح الشهير للرجل الذي يشعر جميع أبناء الشعب الهندي بمختلف طوائفهم ودياناتهم باحترامٍ شديدِ تجاهه.
في الثلاثين من شهر يناير مِنْ كُلِّ عَامٍ يتوافد الآلاف المؤلّفة إلى هذا الضَّريحِ لأداءِ الصلوات الهندوسية عنده، فيضعون أكاليل الزُّهور عليه.
سؤال حكيم؟
ما سر قدرة رجل شديد البساطة على أن يؤلّف ويلمّ حوله كل تلك الآلاف من البشر انتشروا بطول الهند وعرضها؟
وقد يكمن السبب في أن المهاتما غاندي قاوم محتلي بلده من الإنجليز بسلاح يطلق عليه بلغة الهندوس «ساتياراها» ومعناها: الشجاعة والحقيقة واللاعنف، فابتدع طريقة للمقاومة السلمية نجحت في النهاية في تحقيق الاستقلال لبلده، بعد أن وجد المستعمرون أمامهم رجلا أعزل ومسالما لا يرتدي سوى ثياب شبه بالية؟
ولد غاندي في الثاني من أكتوبر عام 1868 . وقد تزوّج وهو في الثالثة عشرة من فتاة تماثله في العمر ووفقا للتقاليد المتبعة.
عندما كبر، غادر بلاده إلى العاصمة البريطانية، وهناك درس الحقوق، ثم عاد للهند وبدأ ممارسة تلك المهنة، لكنه حين لم يوفق في الحصول على عمل في بلده، رحل إلى جنوب أفريقيا، وهناك عمل في مكتب للمحاماة، وقام من خلاله بالدفاع عن بعض العمال الهنود في جنوب أفريقيا، التي كانت إحدى المستعمرات البريطانية تماما مثل الهند.