لم نلتقِ الشّاعر احمد زرزور لكنّ قصائده استوطنت افئدة الاطفال العرب وفكرهم واحتلت مساحة وفيرة من الحياة للاطفال،
وكي نذكّر زوّار الحياة للاطفال بعمق وجمال اشعار شاعرنا الرّاحل اخترنا قصيدة من ديوان
" أغنية الولد الفلسطيني "
على جدار خيمتي
بطاقة ملونة
لربوة مخضرة
وقلعة ومئذنة
ولوحة لدارنا
ببابها القديم
فكم على سطوحها
غنت لنا النجوم
وكم سهرت يا أبي
ترتل القرآن
وأمنا تدعو لنا
بأسعد الأزمان
ولمن لا يعلم فإنّ احمد زرزور قد حلم وهو طفل صغير ان يصبح أديب اطفال حين يكبر, وقد حقّق حلمه وصار من اشهر شعراء الاطفال العرب في العصر الحديث،
رحل عن عالمنا مساء الاثنين الواقع في الثّالث من ايلول 2012 الشّاعر المصري الكبير أحمد زرزور ،
ولد زرزور في 20 فبراير عام 1949 بمحافظة المنوفية، وحصل على ليسانس الحقوق، جامعة القاهرة، عام 1974.
عمل زرزو أخصائيا ثقافيا بهيئة قصور الثقافة، ثم مديرا لبيت ثقافة بولاق الدكرور التابع للهيئة قصور الثقافة، وقد شارك في تأسيس ورشة بولاق الدكرور، وإصدار مجلة "جسور" ثم دخول مجال النشر بالهيئة واشترك في الإعداد لإصدار مجلة "قطر الندى" حتى رأس إدارة تحريرها، ثم تولى منصب مدير عام إدارة النشر، ثم منصب مدير عام الإدارة العامة للقصور المتخصصة بالهيئة.
صدرت له مجموعة شعرية للصغار "ويضحك القمر" ، عام 1988...ثم مجموعة شعرية للصغار، عام 1992..كما حصل على العديد من الجوائز؛ منها: جائزة عيد الفن
، جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1991
وكتب الدكتور عمار حسن على صدر صفحته بشبكة التّواصل "فيس بوك" : مات الشاعر الكبير، والصديق الغالي، الأستاذ أحمد زرزور. كان عميقا ومتواضعا وطيبا . عرفته يوم أن قرأت ديوانه "حرير الوحشة" وقابلته ذات يوم من أيام سنة 1995 في مكتبة المجلس الأعلى للصحافة، ومن يومها تواصلنا، وإن كانت المدينة المتوحشة لم تسمح لنا بكثير اللقاء. في السنوات الأخيرة وضع كل اهتمامه في تربية الأطفال وتثقيفهم وغرس القيم النبيلة والوطنية في نفوسهم، بعد أن تولى رئاسة تحرير مجلة "قطر الندى" وقررت وزارة التربية والتعليم بعض قصائده على المرحلة الإبتدائية. وأتذكر ذات يوم كانت ابنتي أروى تقرأ قصيدة، ولما نظرت في كتابها وجدت اسم أحمد زرزور مكتوب تحتها، فطلبته، وقلت لها: كلمي مؤلف القصيدة، كانت فرحة تكاد أن تطير، ومن يومها وهي تسألني عنه، واليوم حين علمت بوفاته دمعت عيناها.
في الفيلم التالي يلتقي الصّحفي يسري السّيّد من قناة مصر المحروسة مع الشّاعر احمد زرزور:
وكتب الكاتب وائل فتحي
توفى اليوم الشّاعر والأديب الكبير أحمد زرزور ، الذي طالما وقف ضد تغييب عقل الطفل العربي، بقلب مقاتل، وقد كتبت ابنته "يارا" على حسابه الشخصي بموقع الفيس بوك، "انتقل الى رحمة الله تعالى الاستاذ احمد زرزور الشاعر والاديب الكبير نسألكم الفاتحة".
أسس الرّاحل وترأس مجلة "قطر الندى" للأطفال حتى بلوغه سن المعاش.
يذكر أن الشاعر الكبير قد نال جائزة الدولة التشجيعية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، عام 1991، جائزة عيد الفن الأول عام 1979، وقد صدر للشاعر مجموعة شعرية للصغار "ويضحك القمر" عام 1988، مجموعة شعرية للصغار ، عام 1992.
وفي حوار له قال عن "قطر الندى"،... قطر الندى هي مجلة الأطفال التي تبنّت انتصارات المقاومة، وحدّثت قراءها الصغار عنها، وأصدرنا أعداداً خاصة عن هذا الحدث المبارك، وعلى امتداد سنة ونصف حدّثنا قراءنا عن زملائهم الشجعان الصغار في فلسطين، تماماً كما حدّثناهم عن أطفال الجنوب وعن المعارك والمواجهات مع العدو الصهيوني. ولقد وضعنا في هذا الإطار خططاً تحريرية لتكليف المبدعين بالكتابة والرسم عن هذه الأحداث، وهو اتجاه تميزنا به في قطر الندى، وأجرت تحقيقاً مع الأطفال المصريين عن شعورهم بعد تحرير الجنوب، ووجهوا تحية الى السيد حسن نصر الله عبر صفحات المجلة، كذلك لم ننس الحديث عن صبرا وشاتيلا، وعن مذبحة قانا وكل التواريخ والأحداث البطولية عبر امتداد الوطن العربي، إيماناً منا بحق الأطفال في المعرفة المعرفة الصحيحة بعيداً عن أقنعة الكبار الذين تحركهم الظروف غير المؤاتية سياسياً. ولأنهم أمانة في أعناقنا فنحن مهتمون ومسؤولون عن ثقافتهم، فعلينا أن نؤدي دورنا بشجاعة، والله من ورائنا.
تعليقات الزوار
1 .
لن تموت وستذكّر بك الكلمات لأنّ ذاكرة الأطفال أكثر وفاء ...
فاطمة حامدي
إلى روحك الزّكيّة أهدي أجمل ما كتب الشاعر التونسي الراحل " محي الدّين خريّف "هذا القصيد الذي يحمل عنوان "لن أموت"
سأبقى صنوبرة ً في السفوح ِ..تصارع ُ ريحكم ُ العاتيةْ..وضوء منار ٍ يلوحْ
وساقية ً في بساتينكم جاريهْ..اذا ضاع َ خطوي وراء َ الظلام ِ الرمادي
أنا لنْ اسافرْ..أنا لن أموت َ..وخلف الستائر ِ تهفو الاغاني..وخلف الستائر ِ يسهر ُ شاعرْ..سيبقى زماني بدون ِ أنتهاءْ..ستبقى سطوري..اشتهاء َ الصحاري لقطرة ِ ماءْ..ستبقى وميض البروق ِ ودمع َ الشتاءْ..وانْ جاء َ منْ يحمل ُ النجم َ في عينيه ِ الآسيهْ...ويحضن ُ أحلامه ُ ويغني..ويخلق ُ في كل جزء ٍ من َ الثانيهْ
سأعلم ُ أنْ المحبين َ انْ سلموا ودعوا..وانْ وهبوا الحب َ..لابد انهمو سيردون َ ..ماضيعوا..اذ اشتبك َ النهر ُ بالبحر ِ..والارض بالافق ِ..والغرب ُ بالشرق ِ
والمستحيل ُ بما لايكونْ..سأفنى وبعدي تظل َ السواقي..تنوح تنوح ُ ولات سكون.."
ولئن ينسى الكبار شاعرا أو أديبا سال حبره لينوّر عقولهم أو يمتع أوقاتهم أو ليحيي فيهم أملا ..فإنذ ذاكرة الأطفال أكتر وفاء .إذ .ترافقهم القصيدة والحكاية حتّى الكبر ..يومها يردّدونها لحنا خالدا فتمتعهم القصيدة وذكريات القصيدة ....فالموت علينا حقّ ....ولكن من النّاس من لاتموت ذكراه ...وتخلّد اسمه الكلمات .......لأنّها كانت كلمات ليست كالكلمات ..كلمات نبضها الحب ّ..حبّ للمكان والزّمان والشّخصيّات . ..هوحبّ للحياة ....فسوف تظلّ محفوظا في الذّاكرة ..ولن تموت الكلمات مادامت الحياة
- 2012-09-04 22:42:15 - جزيرة جربة البلاد التونسية
