ناجي العلي نهرٌ من حبرٍ جريء
الرّسام العالمي المشهور الذي اختارته صحيفة " اساهي"
اليابانيّة من بين أشهر عشرة رسّامي كاريكاتير في العالم..
هذه اللوحة بريشة الفنّان ناجي العلي، لكنّه رسمها كعادته بالأسود ، وجاءت المحاولة بتلوين اللوحة بالألوان من احد رسّامي مجلّة الحياة للاطفال، الانكليزيّ الاصل، واسمه مايكل ألن وعمل سنوات في حيفا مع بداية تأسيس المجلّة عام 1986!
ناجي العلي، الذي رسم شخصيات لاتُنسى، رسم حنظلة وفاطمة
وشخصيات أخرى لاتُغادر الأذهان أبداً..
من مِنّا لايعرف حنظلة؟ تلك الشخصية الكاريكتورية المشهورة للغاية، وإن
كنت لاتعرفها فحتماً أنك قد رأيتها يوماً في مكان ما..
حنظلة، الذي مانفتأ أن نراه في أغلب أو كل رسوم ناجي العلي، وأحياناً
نراه بصفة المشاهد الصامت للرسم، وكأنه ليس من ضمنها، ومع ذلك دائماً ما
يجعل لرسومات ناجي نكهة وطعم خاص، لذلك قال ناجي عنه : (
إن"حنظلة"شاهد العصر الذي لايموت.. الشاهد الذي دخل الحياة عنوة ولن
يغادرها أبداً .. إنه الشاهد الأسطورة ، وهذه هي الشخصية غير القابلة للموت
، ولدت لتحيا ، وتحدت لتستمر ، هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي
، بالتأكيد ، وربما لا أبالغ إذا قلت أني قد أستمر به بعد موتي)
من هو ناجي العلي؟
هو ناجي سليم حسين العلي ، ، من مواليد قرية الشجرة عام 1936 وهي قرية تقع بين النّاصرة و طبريا في الجليل الشمالي من فلسطين .
شرّد من فلسطين عام 1948 ، نزح وعائلته مع أهل القرية باتجاه لبنان ( بنت
جبيل) وهو من أسرة فقيرة تعمل في الزراعة والأرض ، لجأ إلى مخيم عين
الحلوة شرق مدينة صيدا حيث سكن وعائلته بالقرب من بستان أبو جميل قرب
الجميزة منطقة " عرب الغوير" .
وكانت حياة ناجي العلي في المخيم عبارة عن عيش يومي في الذّل. فأحدث ذلك
صحوة فكريّة مبكرة لديه.
درس ناجي العلي في مدرسة " اتحاد الكنائس المسيحية " حتى حصوله على شهادة
" السرتفيكا" اللبنانية ، ولما تعذر عليه متابعة الدراسة ، اتجه للعمل في
البساتين وعمل في قطف الحمضيات والزيتون ، لكن بعد مدة ، ذهب إلى طرابلس -
القبة ومعه صديقة محمد نصر شقيق زوجته (لاحقاً )ليتعلم صنعة في المدرسة
المهنية التابعة للرهبان البيض .
تعلّم سنتين هناك ، ثم غادر بعد ذلك إلى بيروت حيث عمل في ورش صناعيّة عدّة،
1957 سافر إلى السّعودية بعدما حصل على دبلوم الميكانيكا وأقام فيها سنتين
، كان يشتغل ويرسم أثناء أوقات فراغه ، ثم عاد بعد ذلك إلى لبنان .
1959 حاول أن ينتمي إلى حركة القوميين العرب ، لأنه وخلال سنة واحدة ،
أبعد أربع مرات عن التنظيم ، بسبب عدم انضباطه في العمل الحزبي .
وفي عام1960 - 1961 أصدر نشرة سياسية بخط اليد مع بعض رفاقه في حركة القوميين العرب تدعى " الصرخة " .
كما أنه في عام 1960م دخل الأكاديمية اللبنانية للرسم ( أليكسي بطرس) لمدّة
سنة ، إلا أنّه ونتيجة ملاحقته من قبل الشرطة اللبنانية ، لم يداوم إلا
شهراً أو نحو ذلك ، وما تبقى من العام الدراسي أمضاه في ضيافة سجون
الثكنات اللبنانية ، حيث ( .. أصبح متواجدا دائماً في معظم السجون ، تارة
يضعونه في سجن المخيم ، وأخرى ينقلونه إلى السجن الأثري في المدينة
القريبة (سجن القلعة في صيدا - القشلة ) ، وإ.ذا ما ضخموا له التهمة ـ
فإنهم كانوا ينقلونه إلى سجن العاصمة أو المناطق الأخرى - . بعد ذلك ، ذهب
إلى مدينة صور ودرس الرسم في الكلية الجعفرية لمدة ثلاث سنوات .
وفي عام 1963م سافر إلى الكويت وعمل في مجلة الطليعة الكويتية رساماً
ومخرجاً ومحرراً صحافياً ، وكان هدفه أن يجمع المال ليدرس الفن في القاهرة
أو في إيطاليا .
ومن عام 1968م عمل في جريدة السياسة الكويتية لغاية العام 1975 .
مع بداية العام 1974 عمل في جريدة السفير ، وقد استمر فيها حتى العام 1983 .
هذا وقد انتخب رئيس رابطة الكاريكاتيرالعرب في عام 1979م
ومن عام 1983م عمل في جريدة القبس الكويتية وبقي فيها حتى أكتوبر 1985 .
وبعد العديد من الضغوطات على الكويت نتيجة لرسوماته ، ترك الكويت وتوجه إلى لندن حيث عمل في" القبس" الدولية وذلك عام 1985 م
شاركت رسوم ناجي العلي في عشرات المعارض العربية والدولية .
و أصدر ثلاثة كتب في الأعوام (1976 ، 1983 ، 1985) ضمت مجموعة من رسوماته المختارة .
كان يتهيأ لإصدار كتاب رابع لكن رصاص المغتالين لم يمهله ولم يتم العمل.
حصلت أعماله على الجوائز الأولى في معرضي الكاريكاتير للفنانين العرب أقيما في دمشق في سنتي 1979 1980 م .
عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين .
نشر اكثر من 40 ألف لوحة كاريكاتورية طيلة حياته الفنية ، عدا عن
المحظورات التي مازالت حبيسة الأدراج ، ماكان يسبب له تعباً حقيقياً .
اختارته صحيفة "اساهي " اليابانية كواحد من بين أشهر عشرة رسامي كاريكاتير في العالم .
اغتيل في لندن يوم 22 / 7 / 1987 وتوفي 29/ 8/ 1987 م .
وبعد وفاته ، أقيم مركز ثقافي في بيروت أطلق عليه اسم " مركز ناجي العلي
الثقافي" تخليداً لذكراه ، كما حملت اسم الفنان مسابقة الرسم الكاريكاتوري
أجرتها جريدة " السفير" .
8/ 2/ 1988 وصف الاتحاد الدولي لناشري الصحف في باريس ناجي العلي ، بأنه
واحد من أعظم رسامي الكاريكاتير منذ نهاية القرن الثامن عشر ، ومنحه جائزة
" قلم الحرية الذهبي" وسلمت الجائزة في إيطاليا إلى زوجته وابنه خالد ،
علماً بأن ناجي العلي هو أول صحافي ورسام عربي ينال هذه الجائزة .
رسم كاريكتيري لناجي العلي
مهمّة الكاريكاتور تعرية الحياة بكل معنى الكلمة ...
الكاريكاتور ينشر الحياة دائماً على الحبال وفي الهواء الطلق وفي الشوارع العامة ، إنّه يقبض على الحياة أينما وجدها لينقلها إلى أسطح الدّنيا حيث لا مجال لترميم فجواتها ولا مجال لتستير عوراتها ..
هذا الفن يجب أن يكون عدوانياً على موضوعاته على وجه الخصوص ، قد يكون صديقاً حميماً على من يتعاملون معه لكنّه صديق مشاكس.