ولكن أقدم الآثار الباقية ترجع إلى المستعمرين الإغريق حين أعدَّ بناءَها الأمبراطور سيلوكوس نيكاتور (310 - 281 ق.م) وي تعتبر أقدم مدن الشّمال الحجرية الباقية من حضارة الرَّافدين. العصر الإسلامي وقلعة حَلَبوصلت قوات العرب الفاتحين عام 636م حيث دخلوا المدينة، وتحوَّلَتْ منذ ذلك الوقتِ إلى مدينة عربيَّة إسلاميّة لها أهميَّتُها القصوى، وقد بلغت حلب قمَّة ازدهارها خلال حكم الحمدانيِّين في القرن العاشر الميلادي، وأصبحت عاصمة سيف الدَّولة الحَمَدَاني الذي عاش في بلاطِهِ الشَّاعر العربي أبو الطَّيِّبِ المُتنبِّي، وكان البيزنطيّون قد خرَّبوها بعد أنِ احتلوها ونهبوا ما فيها من أموالٍ وَكُنوزٍ، ولم يخرجُوا منها إلا بعد أن اضطرَّهم إلى ذلك بَسالةُ أهلِها، فغادروها بعد أنْ حَوَّلوها إلى أطلالٍ، فلمَّا جاء سيفُ الدَّولة أعادَ تخطيطَ المدينة وأزالَ آثارَ الحرائق والدَّمار وأعادَ بناء أسوارها واتَّخَذَ قلعتها سكنًا له.




إنَّ أهمَّ آثار حلب الشَّهباء تلك القلعة الشَّهيرة القائمةعلى الهضبة وسط المدينة والتي اتُّخِذَتْ منذُ أقدمِِ العصور لحراسةِ المنطقةِ كلِّها, وَجدَّدَتْ أسوارَها ومبانيها مِرارًا. في أواخر القرن الثَّاني عشر الميلادي، أقام الملك الظّاهر غازي بن صلاح الدِّين الأيُّوبي للقلعة أسوارًا عظيمة منيعة وأحِيطَتْ بخندقٍ عرضُهُ حوالي 20 مترًا