خلف قمّة الجبل الحاضنة لضريح ومتحف شاعرنا الفلسطيني محمود درويش،
عِشنا لحظاتِنا الأولى في فندقٍ يطلّ على مركز خليل السّكاكيني،
عائلة خليل السّكاكيني
مدخل مركز خليل السّكاكيني
الحديقة المحيطة بمكتب محمود درويش
نعم المركز الذي كانَ يوما يَحْضُنُ مكتَبَ الشّاعر محمود درويش،أو قل يحضن الشّاعر في مكتبه قبل أن يرحلَ عنّا! المكتب الذي ارتادَهُ شاعرُنا يوميّا حين قضى سنواته الأخيرة في الآسرة رام الله، أو قل في الأسيرة رام الله،
يستقبلك محمود درويش
في مدخل " خليل السّكاكيني"
منتصب القامة والهامة!
ماذا يحملُ لنا محمود درويش
في قلبه وفي يسراه؟
يطّل محمود درويش على
ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا
وهو يرقد في صورة ما زالت حيّة في مكتبه!
ثلاث " سناسل" من حجر فلسطينيّ عتيق
تجمعُ أوصال الحديقة التي أحاطت بمكتب محمود درويش،
موروثٌ من الاجداد للاحفاد!
وَالتَهَبَ وتراقَصَ الفؤادُ فنحن على مرمى حجرٍ من ضريحِ شاعرِنا
وعلى مرمى قبلةٍ من مكتبِهِ،
وهل يسعفنا الله بالصّبرِ الجميلِ حتّى تشرق شمس غدنا؛
فننقضّ على المكانينِ ونلتقطُ لكم الصّور التّاريخيّة؟
وأذنتْ لنا المسؤولة في التقاط صور لطاولةِ الشّاعرِ ولكرسيِّهِ ولحفنةِ الكتبِ على طاولتِهِ ولبعضِ الصّورِ على جدران غرفته، ولمجموعة الاقلام على مكتبِهِ، ولبعضِ الدّروعِ والاوسمةِ، ولصورٍ خاصّة جدّا بالأبيض والأسود للرّاحل مع أحِبّائه، ولن نبخلَ بالصّورِ على قرّاء وزوّار الحياة للأطفال، فلولاهم لما أذنتْ لنا الآذنة!
وارتشفنا فنجانًا من القهوةِ بطعمِ القهوة التي تغنّى بها شاعرُنا في قصائدِهِ! وكمْ كانَ شغوفًا بقهوةِ أمِّهِ!
وَتَنَفَّسَ الغَدُ الصُّعداءَ، وتنّفسنا منهُ نسيمَ رامَ الله الباردَ، وتلطّفنا بهوائها العليلِ، فهي أرقّ مصايفنا الفلسطينيّة، وَرُحْنا كَالمجانين بلا عقلٍ نبحثُ عن عقولِنا أو قلْ نبحثُ عن أقربِ طريقٍ تؤدّي إلى ضريحِ الرّاحلِ، لنضعَ وللمرّة الثّانية على خصرِهِ طاقةَ وردٍ حملناها من البروة، عساها تقضّ مضجعه ولو لساعة!
وَعُدْنا! إلى حيث أشرقتِ الشّمس، في زقاقات رام الله! وقبل أن نترجّل فيها قاصدين كلّ حاكورة وكلّ "سنسلة" من الحجر القديم فيها، وكلّ زقاق يحكي حكايانا وحكايا الآسرة والأسيرة! نعم قبل أن نَتَرَجَّلَ ألقينا التّحايا على رام الله وأهلها وشكرناهم على حاتميّة ضيافتهم في استقبال الرّاحل وعشقهم لرفقته،حيّا وراحلا!
ولن أطيل الحديث عن جمالِ رام الله وبيوتها، فقد سبق ونشرتُ مقالا عن المدينة في موقعنا هذا ، إليكم رابطه مع المحبّة،
وَوَدِدْتُ أن ألفتَ نَظََرَ زوّارِ المقال وقرائه إلى ما يلي:
على تلالٍ ترتفعُ 900م فوقَ سطحِ البحر، انتشرت بيوت رام الله القديمة السّاحرة في جمالها، فكلّ بيت محاطٌ بحاكورة أو حديقة راملاويّة مزهرة! والبيت يتوسّط الحديقة! وحتّى تصلَ مدخلَ البيتِ عليكَ التّرجل أمتارًا معدودة لكنّها طافحة بأشجار الصّنوبر والورد الذي يبتسم لكَ!
لكم ومن اجلكم التقطت كاميرا الحياة للاطفال في صباح اليوم الأوّل والثاني من زيارتنا التّموزيّة لرام الله الصور التّالية:
في القصر الثّقافي، على قمّةِ الجبلِ، في طرفِ مدينة رام الله، يرقد الجميلُ محمود درويش في ضريحِهِ الجميل، وحولَهُ حدائق جميلة من فلٍّ وياسمين، وحول الحدائق أسوارٌ من أحجار الفلسطينيّين، وبين الأسوار مدرّجاتٌ تعلو درجةً درجة، وتعلو حتّى قرصَها العالي والمائل، وكأنّ الزّائر للمكانِ سيصلُ في النّهاية إلى أقرب نقطة للسّماء! فيلقى ربَّهُ ويلقاهُ ربُّهُ !
وعلى يسارِنا مدخلُ متحف محمود درويش، وكلمة حقّ تقال: سَلِمَتْ أيادي من ساهَمَتْ في بناءِ وتصميمِ وتجهيزِ هذا الصّرحِ وهذا المعلَمِ الفلسطيني، وقد يكونُ الرّائدَ بين متاحف الشُّعراء! ألا يستحقّ حفيدَ المتنبّي ، شاعرنا الفلسطينيّ، متحفًا كهذا وقد ولدَ من رحمِ الشّعب الأسطورة؟
وَدَخَلْنا المتحفَ والدّمعةُ والبسمةُ تتغازلانِ وتنصهرانِ في مآقينا وفوقَ شفاهِنا! أتَنْتَظرُنا في المتحفِ يا ساكنَ قلوبَ الفلسطينيّين والعرب أجمعين؟ أم نلقاكَ دائما معنا فأنتَ راقدٌ أصلا في الشّرايين؟
والمتحفُ أروعُ من روعة، ولن أحدّثكم عن أسرار جمالِهِ،ولا عن زواياه، ولا عن كنوزه، ولا عن شاشاته، ولا عن مخطوطاته، ولا عن ندرة الصّور والكلمات فيه، فما عليكم إلا زيارته في أقرب فرصة ممكنة!
وكلّ ما آذنُ لذاتي بِالبوحِ لكم به أنّنا سَجَّلنا في سجلّ الزّوار قصّة فلسطينيّة، وَدَوَّنَّا أشواقَنا، وجفّفنا ورودنا، وأبرَقنا لشاعرنا عتابًا ناعمًا بِاسمِ الحياة للأطفال، وَعُدْنا!
وَلَمْ نَعُدْ إلا للمكانِ الذي اعتاد محمود درويش أنْ يزورَهُ ويعملَ بِهِ يوميّا، في غرفته الجميلة، ، في بيتٍ من اجمل بيوتِ رامَ الله، وكان البيت يومًا ملكًا لرئيسِ بلديّة رام الله الأوّل، وباتَ البيتُ اليومَ مركزَ "خليل السّكاكيني" الثّقافي، وفي المركز ما زالت وما فتئت غرفةُ شاعرنا تمامًا كما تَرَكَها حينَ توفّاه الله!
الذّوق في توزيع القواوير في مدخل البيت
حسب النّكهة الرامالّاويّة
دوّار التّشريعي
وسمّي باسمه لقربه من
المجلس التّشريعي الفلسطيني
هي هكذا دائما
البيت في مركز الحاكورة والورد والشّجر من حوله!
في رام الله يحلو للورد أن ينشر عطره والوانه
دوّار المنارة قبل الاحتفال بافتتاحه من جديد
دوّار المنارة (الأسود الرّابضة ) في مركز رام الله
جيناكو حيفاويّة
جيتونا رامالّاويّة
إسلام ومسيحيّة
وبالمحبّة وجوريّة
وعدنا إلى الفندق الذي رحّب بنا وكان جارًا وصديقا للراحل الشّاعر محمود درويش،