في عزّ الشّتاء، غطّت سيول كانون الأوّل في العام 2003، سيّارة والدِهِ على مشارف حيفا قاصدًا استشراف واستقبال مولودِهِ الجديد " براء غنّامة"، ولم تثنِ الأبَ دوخي غنّامة سيولُ كانون عن اقتحام الطّريق المؤدّية إلى حيفا، وقد تحوّلت سيّارته في ثوانٍ معدودة إلى قارب بلا مجاديف في نهرٍ جارفٍ، ولم يثنِه الخطرُ عن اقتحام الطّريق،أو الإبحار في نهر " التشيكبوست"، ففي انتظارِهِ في مستشفى روتشيلد في حيفا يصرخ ويغنّي طفل جميل وبشوش،هو مولودُهُ المولودُ على التّوّ، وقد يعدُ الرّضيعُ "براء" الدّنيا بمواهب أدبيّة ! فلمَ لا يخاطرُ دوخي غنّامة وفي انتظاره كنزٌ ثمينٌ ؟
وتعلّم الطِّفلُ براء في المستشفى درسَهُ الأوّل في الحبّ بعد حصوله على قبلات والدِهِ السّاخنة المطبوعة على خدّيهِ فوق قبلات والدته الحنونة،
وتمرّ الأيّام وتعمر الحارة بطفل لا يهدأ، وتعمرُ الحارة بالعاب وأناشيد وقهقهات الاطفال وقد قضّت مضاجع أهلها،
ويكبر براء سنة تلو الأخرى، لكنّه لم يستوعب يومًا سرّ التّمييز العنصري في كلّ ركن من اركان الحياة، وكلّ ما استوعبه أن هويّته عربيّة فلسطينيّة، وأنّ وطنه اجمل اوطان المعمورة، بل إنّ الله قد اختار قدسنا لتصبح عاصمته على الارض! وما أغلاكَ يا مسرى الرّسول، وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشّريفين،
وسرى الوطن في شرايين الطّفل براء!وصار الوطن لحنا واغنية وقصيدة،
واستوطن الايمان بالله وحبّ القدس في فؤاد الصّغير براء!
وراح براء ينشد من الاشعار ما يؤلّف بين بني البشر،
ومن قصائد محمود درويش وسميح القاسم ما يقاتل الظّلم والظّالمين
براء لم يعد طفلا يلهو كما كان! صار براء جندّيا صغيرًا مدافعا عن الحقّ!
صار براء محاميًا عن المظلومين،
وناطقا رسميّا باسم الأحرار،
ومعبّرا أدبيّا عن علاقة الفلسطيني بوطنه،
واصبح براء طفلا في العاشرة من عمره أو قاب قوسين وأدنى،
والمستقبل يطلّ ويلوح على مشارف شبابيكه،
ويطلّ براء عليه وعلينا كالقمر السّهران،
شَكَرَ محمد بدارنه، أديب الاطفال، سعادَةَ القمر السّهران، على إطلالته الورديّة والوديّة، والورد يحيط به في حديقة بيته في سخنين،وتقايض الإثنان المحبّة والتّقدير
وقدّم الأخير للقمر السّهران سلّة تطفح بكل ما اصدرته الحياة للاطفال من موسوعات وكتب خلال ال 26 عاما الاخيرة وهي عمر الحياة للاطفال حتى ساعة نشر هذا اللقاء،
وعدنا إلى عرابة وحيفا نبشّر الطّفولة بميلاد الموهبة الصّادحة، وهمسنا للقمر في سماء الدّنيا أن يستريح قليلا فَـ " براء " قدّها وقدود!
تعليقات الزوار
1 .
ولن أبوح للقرّاء بأصناف النكات التي فجّرتها في وجهي ترحابا بي
الحياة للاطفال - محمد بدارنه
أتشكرني؟ يا براء! علامَ؟ ألأنّي زرتكَ فرّحبتَ بي بابتسامة ساحرة تحمل اجمل معاني الحياة! أم لضيافة والديك وأقربائك الذين غمروني بالحبّ والبطّيخ في عزّ حزيران؟ منذ أن زرتك يا براء صار في حياتي قمران وأنت أعلمُ بهما! لقد شعرت بالفخر والفخار بشخصيّتك المصقولة على حبّ الوطن! واليوم أعترف لكَ " أنّك قدّها وقدود"! ولن أبوح للقرّاء بأصناف النكات التي فجّرتها في وجهي ترحابا بي! ما زلت أضحك على النكتة الثّامنة !!!
سنلتقي دائما،
مع خالص المحبّة والتّقدير،
محمد بدارنه
acfa@zahav.net.il - 2012-07-14 17:27:09 - حيفا
2 .
شكر
براء غنامة
اتقدم بالشكر الجزيل من اعماق قلبي الى الاستاذ الفاضل محمد بدارنة مدير مجلة الحياة للاطفال على هذه الكلمات الطيبه في مقاله بمجلة الاطفال والذي اسماني به القمر السهران وما زادتني هذه الكلمات الا حبا لكل كبار شعبنا الذين غمروني بمحبتهم ودعمهم لي اشكرك استاذي الفاضل وكما اعجبني اسلوبك في الكتابه فهو اخاذ للقلوب قبل العقول اشكر لك زيارتك لي واثمنها عاليا وستبقى في ذاكرتي كلماتك ما حييت ادعو اصدقائي الدخول الى الرابط والاستمتاع بكلمات استاذنا محمد بدارنه كما اتمنى كل النجاح والتقدم والازدهار لمجلتكم الحياه للاطفال
- 2012-07-14 17:24:20 - سخنين
3 .
اعجبني اسلوبك في الكتابه فهو اخاذ للقلوب قبل العقول
براء غنّامه
اتقدم بالشكر الجزيل من اعماق قلبي الى الاستاذ الفاضل محمد بدارنة مدير مجلة الحياة للاطفال على هذه الكلمات الطيبه في مقاله بمجلة الاطفال والذي اسماني به القمر السهران وما زادتني هذه الكلمات الا حبا لكل كبار شعبنا الذين غمروني بمحبتهم ودعمهم لي اشكرك استاذي الفاضل وكما اعجبني اسلوبك في الكتابه فهو اخاذ للقلوب قبل العقول اشكر لك زيارتك لي واثمنها عاليا وستبقى في ذاكرتي كلماتك ما حييت ادعو اصدقائي الدخول الى الرابط والاستمتاع بكلمات استاذنا محمد بدارنه كما اتمنى كل النجاح والتقدم والازدهار لمجلتكم الحياه للاطفال
- 2012-07-14 12:35:29 - سخنين
4 .
براء غنامة
أسامة عوض
تستحق أكثر من ذلك يا براء .. إنّك شمس أشرقت على فلسطيننا .. فامتلأت سماؤنا بنور وجهك وبحروف يراعك الأسيل .. ينثر أشعاره كجدول نمير يسير بين البساتين .. يعزف الحانه .. مع شدو البلابل والعنادل والحساسين .. سلام على من أبدع دائماً في كل شيء في خلقه وأخلاقه العاليه .. وبوطنيته الصادقة الصافيه .. سلام لك مني .. أنا ابن يافا .. حماك الله ورعاك وسدد على طرق النجاح والفلاح خُطاك .. وهنيئاً لوالديك ولعموم شعبنا بك .. نابغة على الدوام .. بإذن الله .............
أسامة عوض ......................................................
