استقبلني العمّ خليل بلعوم، بوجه ضاحك ومبتهج.
وتخيّلت أن قطع التّراث المكدّسة في كل زاوية من بيته وساحات بيته، هي أيضا تبتسم لي وتستقبلني.
العمّ خليل، يحبّ الأطفال، هو أخبرني وشعرت بمحبّته.
وجهه بشوش، يضحك كلّ الوقت، ورغم أنّه رجل مسنّ عمره 73 عاما، لكنّه نشيط مثل غزال رشيق.
سألته: كم قطعة تراث جمعت في بيتك؟
أجابني وعيناه تلمعان: صدّقني يا ولدي، تجاوز عددها الـ 10 آلاف قطعة.
- أي قطعة هي الأغلى على قلبك؟
- بالنّسبة لي كل هذه القطع التي تراها أمامك، كأنّها قطعة واحدة عزيزة جدا على قلبي، أحبّها مثل أولادي.
في المكان عشرات من الجرّات الفخّاريّة، مناجل وأدوات حصاد قديمة، طواحين قمح، بوابير، دست، مصابيح، غربال، عشرات المفاتيح لبيوت ليست موجودة اليوم، أثواب مطرّزة، كراسي قشّ والقائمة طويلة.
استغرق التّجول مع العمّ خليل في متحفه البيتي، الذي يطلق عليه اسم" متحف الأقصى"، مدّة ساعتين، ظلّ فيهما العمّ خليل بنفس الحماس والنّشاط، وظلّ عنده الكثير من القصص التي لم يحكِها لي. قال لي: مقابلة واحدة يا بني لا تكفي لمئات من القصص!
استمتعت كثيرا بالتّعرف على العمّ خليل ومتحفه. أصغيت باهتمام لحكاياته ، فكل حكاية منها هي حكاية عن أجدادي وجداتي.
امتلأت بالفخر وشعرت أنّ العمّ خليل، شخص عظيم جدا، وتمنّيت ان أبقى هناك لساعات.
العمّ خليل يجمع التّراث منذ كان طفلًا، في مثل عمري ربّما.
وعاش بين قطعه عشرات السّنوات، يهتمّ برعايتها ويمنحها الحبّ كما يفعل مع أبنائه.
حكى لي قصّة مؤثّرة، عن طاحونة القمح التي اختفت ذات يوم. وكيف ظلّ حزينًا عليها لأيّام.
بكى حزنا عندما فقدها.
وبكى فرحا عندما عادت اليه.
أحببت طيبة العمّ خليل ولطفه واستقباله الجميل لنا.
وأكثر ما أحببت، أن هناك شخصا رائعا، يهتمّ بألا يضيع تراثنا العربي.
حزن واحد فقط، في قلب العمّ خليل الطيّب. أن بيته وساحاته لم تعد تتّسع لكلّ ما جمعه من تراث. وبعض قطعه معرّضة للشّمس والهواء والمطر، يخاف عليها من التّلف.
ورغم انّ العمّ خليل، يحاول منذ سنوات، أن يجد لكنوزه بيتا مناسبا أكثر، الا أن أحدا لا يقدّم له العون.
شكرت العم خليل على كرمه وحسن استقباله، وتمنّيت في طريق عودتي الى البيت، أن يطيل الله في عمره كثيرا.
الاسم : جهاد ابراهيم ناشف
العمر: 8 سنوات و8 شهور
البلد: الطيبة
الصف : الثالث
المدرسة: ابن سينا ب
الهوايات:
- القراءة
- التصوير: أحب تصوير الوجوه والبيوت والشوارع وكل شيء جميل...
- أهوى لعبة الشطرنج وأفرح عندما أقول:" كش ملك"
- من هواياتي مراقبة الطيور في حياتها الطبيعية.
أحب طير " أبو الزهر " وافرح عندما أرى شحرورا، وأقفز وأنط عندما تقع عيني على " الزقزاق " و " البلبل " و" ابو ذعرة " عندما يصل بلادنا في اول فصل الخريف.
- أمارس رياضة الكونغ فو والسباحة والدبكة الشعبية والعزف على الكمان.