في الطّريقِ الحاضنة للطّبيعة الخضراء، المؤدّية لِقرية شَعب من مدينة حيفا، إنتشرت حقولٌ وكرومٌ وأشجارٌ وظلالٌ، وأزاهير فوّاحة، تحيّي المارّةَ من جانبَيها،
وَعَلَت في الأجواء أسراب عصافير تغرّد، وكأنَّ المناسبة عيدٌ للأطفال في شعب الجليليّة،
وفي العيد تصدَحُ الحياة للأطفال، وما أروع الحياة بمعيّة الأطفال في شعب،
على مدخل شعب تبدأ الحكاية، قندول أصفر قد أزهر، وكروم الزّيتون تستعدّ للّقاء وللموسم ولروائح من يحبّها، وقرية شعب ما زالت تربض على طرف سهلها الممتدّ غربا، وحارات شعب تغنّي مواويل المحبّة والتّرحاب بالحياة للاطفال ومن يصاحبُها،
وعند مدرسة " كامل سعده" جلست غرفتان من الحجر تحكي الحكاية، فهما تشكّلان المدرسة بكاملها حين بنيت عام 1946، وخرّجت من الأجيال ورودا،
دخلنا المدرسة لا ندري أي الصّور نلتقط من على جدرانها وأروقتها الدّاخلية، فقد علّقت عليها المعلّقات، وأجمل اللوحات وتشكيلات تراثيّة من تصميم معلمة الفنون، وسررنا بأبريق الفخّار مزروعا في إحدى اللوحات وكأنّه مضياف وسقّاء في هجير يوم حار في عزّ الصّيف، فترطّبت الأنسام ، والتقينا بالمدير الأستاذ عبد فاعور
ومركّز الحاسوب الاستاذ نصرات سعده ونائب المدير الأستاذ رضوان سيّد أحمد، ومركّزة اللغة العربيّة جهينة نصّار، وممثّلة عن لجنة أولياء أمور الطّلاب، والمربّين والمربّيات : عفاف خوالد, سونيا حجّاج، رباب تلحمي، تحرير خالدي، محمد فاعور، محمود سرحان، وساجدة صغير، وكان التّرحاب والضّيافة حاتميّين ومشحونين بالشّوق، الشّوق لعيدٍ ثقافيّ روى من خلاله رئيس تحرير الحياة للاطفال قصّة من قصصه، وأنشد أشعارا وقصائد وأناشيد، وردّدت حناجر الأطفال في المدرسة المواويل ،وبعد ساعة غادر طلبة الثّواني والثّوالث وأخلَوِا المكتبة لرفاقهم في صفوف الرّوابع والخوامس، ودارت الثّقافة في كؤوس من فرح وسلام، وحلّقت القصائد على أجنحة الطّفولة، واختتم أديب الاطفال محمد بدارنه اللقاء بمسابقة في اللغة العربيّة، ولا بدّ من مسك الختام مع الطّلبة، توزيع 30 جائزة و600 نسخة من مجلات الحياة للاطفال والحياة للعصافير على الطّلبة المشاركين، وفرح الطّلبة وأهاليهم بأخبار الشّاعر الشّعبي الدكتور مهنّد فاعور الشّعبي، وسعدوا بأن الحياة للاطفال قد نشرت قصائده في موقعها وفي عددها الأخير، فحملوه في أحضانهم بحبّ وسلام
وَتبادَلَ أديبُ الأطفال محمد بدارنه ومدير مدرسة شعب الإبتدائيّة التّحايا، وشكر الأوّل الأخير على دعوة أسرة الحياة للاطفال لإقامةِ أو صنعِ عيدٍ مع أطفال المدرسة، يروي خلالها أديبُ الأطفال قصّةً؛ فيحاور الحضورَ الصّغارَ، وما أعظم شأنهم، بمضامينَ وقاموسِ القصّة اللغوي، وتجتمع حناجر الطّلبة بل تأتلفُ مع حنجرة رئيس تحرير الحياة للأطفال لترندحَ مواويلَ وأناشيد تراثيّة وَجَماعيّة، ويزفُّ محمد بدارنه للحضور، صغارا وكبارا سلاما حارّا من ابن شعب المقيم في دمشق، الدكتور مهنّد الشّعبي فاعور ، وتحلّق قصائد الشّاعر الدّمشقيّ الشّعبي في سماء العيد، والعيد يرقص في ساحات الأطفال في شعب ، فيطير الحفل الكريم على أجنحة الفرح،ويطيّرون من البالونات الملوّنة صوب الدّمشقيّ الشّعبيّ عشرات وقد رسمت عليها قبلات الأطفال وباقات من الورد علّها تصله قبيل المساء بساعة!
وقد أبدع طاقم اللغة العربيّة في الإعداد لهكذا احتفاليّة في عيد الأدب في شعب، فقدّمت مجموعة من الطّلبة فقرات أدبيّة وفنّيّة أدخلت السّرور والمتعة للمشاهدين, ثمّ شارك طلبة الرّوابع والخوامس في مسابقة في اللغة العربيّة قادَها محمد بدارنه، وسعد الاطفال المشاركين بالمسابقة بالجوائز التي وزّعتها أسرة مجلّة الحياة للأطفال.
النّصف الثّاي من عيد الأدب في شعب استهدَفََ مجموعة رائعة من الأمّهات في ندوة عن قصّة الطّفل ودورها في تنمية وتنشئة وإسعاد الاطفال، وقد تفاعلت المجموعة وعصفت بأفكارها الحكيمة فاستثمَرَها أديبُ الأطفال محمد بدارنه في حياكة مضامين النّدوة.
في ختام العيد قدّمت أسرة الحياة للاطفال لكافة الطّلبة المشاركين بالمهرجان وكافة الأمّهات المشاركات بالنّدوة نسخا من مجلّتي الحياة للأطفال والحياة للعصافير معطوفة ومقرونة بسلام دافئ من الدّكتور مهنّد الشّعبي، الذي حمّل الحياة للاطفال أرطالا من أشواقه لكلّ فترٍ في تراب شعب ولكلّ متر في ساحاتها، ولكّل من يسكن ويعيش في شعب،
وعادت الحياة للأطفال إلى حيفا، برفقة نفس السّرب من العصافير المغرّدة المحلّقة في سماء شعب وكأنّها تعزف سلام الأحبّة لأعشاشِها.
وقبيل وداع المضيفين، قدّم رئيس تحرير الحياة للاطفال مجموعة من الإصدارات هديّة لمكتبة المدرسة، وقدّم للطّالب مهند محمد فاعور من طلبة السّوادس هديّة أخرى مقّدمة من الشّاعر الشّعبي الدّمشقي مهنّد محمد فاعور،وقدّم مدير المدرسة لأديب الأطفال بطاقة حبّ وتقدير، وحمّله سلامات وتحايا للشّاعر الدّمشقي، وعادت أسرة الحياة للاطفال من شعب المضيافة إلى حيفا عروس البحر، وهي تروي للعصافير المزقزقة ما جرى للشّوق في عيد الاطفال.
رمّان وتين قرب مدخل بيت شعبيّ
مدرسة شعب الإبتدائيّة على اسم كامل سعده
اللوحات الجداريّة في المدرسة
معلّمة الفنون في المدرسة
الثّواني والثّوالث يستمتعون في صباحيّة أدبيّة مع رئيس تحرير الحياة للاطفال
مركّزة اللغة العربيّة المربية جهينة نصّار
مدير المدرسة الاستاذ عبد فاعور يفتتح اللقاء مع الاطفال