رسم ليون غوستافسون
الأربعاء يومٌ نحبُّه ُ نحن طلاّب فالمو سكولان .
انّهُ يومُ المسبحِ . تأخذُنا لينا، معلمةُ الرِّياضة، الى مسبحِ فالبي القريب .
نكونُ صامتينَ حينَ ندخلُ . لكنْ ما انْ نغيِّرَ ملابسَنا ونرمي اجسادَنا في المياهِ حتَّى يتعالى الصّراخ .
هيلينا، موظفة المسبح التي تشرف على تدريبنا، تظلُّ تكرِّرُ طولَ الوقتِ :
اش اش اش اهْدأوا .. هشْ هشْ ...
لكنَّنا نمضي في الصُّراخ ونطبُشُ ونطرطِشُ المياهَ، ونغطسُ حتَّى نكادُ نختنقُ ثمَّ نخرِجُ رؤوسَنا . اليكس وَعمر وبيلاّ يرمونَ دوائرَ بلاستيكيَّة الى القعرِ، ويغطسونَ ثمَّ يخرجونَها . كلارا واندريا يقطعانِ المسبحَ سباحَةً .
حيدر ومازن يطبُشانِ ويصرخانِ مع بعضٍ بلغةٍ عربيَّةٍ لانفهمُها .
لينا معلِّمةُ الرِّياضة تقولُ لهما : نحنُ في درسِ السِّباحةِ، تكَلَّما السويديَّةَ فقط، وفي درسِ اللغةِ العربيَّةِ الأسبوعي، او في البيتِ تكلَّما العربيّة .
سَبَحْنا وَغَطسْنا وتعلَّمنا السِّباحَةَ على الظَّهرِ حتَّى صاحتْ لينا معلمة الرِّياضَة :
هيَّا, عشر دقائق الى غرفة الحرارةِ الجافَّة .
دَخَلنا الى الغرفةِ الخشبيَّة الحارَّةِ وَجَلَسْنا على المدرَّجاتِ مُسْتَمْتِعينَ بالدفء ..
تَشَمَّمَتْ بيلا وقالتْ : رائحةُ الغرفة تشبهُ رائحةَ البرتقال.
تشمَّمَ اليكس وقالَ : لا انَّها رائحة الزّهر.
بقيتْ كلارا صافنةً وتتشمَّمُ ... ثم تتشمَّمُ .. حتَّى قالتْ : لا رائحتُها دافئة ..
ضَحِكْنا جميعًا لأنَّنا لمْ نعرفْ كيفَ تكونُ الرَّائحة الدَّافئة ..
بقيت كلارا صافنةً وتتشمَّمُ ..
صاحتْ لينا معلمة الرِّياضة ..
الجميعُ يغتسلُ ويرتدي الملابسَ ويخرجُ .. وَقََفنا تحتَ رشّاش الماء في الحمّام ونحنُ نضحكُ ونضحكُ ونفكُِّر كيفَ تكونُ الرَّائحة الدَّافئة ..
قالتِ كلارا منزعجةً .. هَهْ اطفال !!
ثمَّ رَفَعَتْ كتفيْها وخرجَتْ غاضبةً .
وَخَرَجنا خلفَها صامتينَ نفكِّرُ بالرَّائحةِ الغريبةِ التي تشمَّمْتُها .. ...