يا مصر يا عظيمة قد أنجبتِ مامانا، ماما لبنى، الماما العربيّة التي يليق بها اللقبُ وبجدارة فكلّ أدباء الأطفال منذ العام 1956 وهم ينادونك ماما، وكلّ اطفال الوطن العربي ينتظرون ماما لبنى ، رئيسة تحرير مجلّة سمير، المجلّة التي انطلقت في القاهرة وغرّدت لكلّ الاطفال العرب!
ماما لبنى قد أرضعت ملايين الاطفال بحروفها المشحونة بالحبّ والإبداع،
ماما لبنى ما كان اسمها ماما ولا لبنى، فهي نتيلة إبراهيم راشد، لكنّها دخلت أفئدة الملايين بالاسم الممهور في حضارة الادب، وفي ادب العرب، وفي عروبة الحرف والكلمة والحضارة الإنسانيّة،
ماما لبنى قد رحلت!
حقّا رحلت!
رحلت وهي جدّة تحضن أحفادًا كثر ومنهم ملايين في العالم العربي!
رحمة الله على مامانا،
إلى جنّات الخلد يا زارعة الحبّ في بساتين الاطفال،
يا من همستِ لنا بحبّ الكلمة والحرف والجملة وذكَّرتِ كلّا منّا أنّنا من أمّة إقرأ! والمعذرة إن خذلناك فإنّنا لا نقرأ!!!
يا من جبلتِ الكلمة بروح الدّعابة وأضفت لهذه العجينة كثيرًا من اللوحات السّاخرة والغمزات الآسرة علّ المعاني النّبيلة تصلُنا من سمير!
وخير جليس في الأنام سمير!
ويسألني الرّفاق في فلسطين عنّ حبّي الغامر وودّي السّامر لماما لبنى، فأذكّرهم بأنّ اللقاء الحميميّ الذي جمعني بكِ في القاهرة عام 1989، في مؤتمر الطّفولة ، ما زال محفورا في فؤادي! فهل يكفيكِ هذا الصّنف من الحبّ والودّ؟
ماما لبنى من النّاس الذين لو تلقاهم مرّة في العمر لحسبتَ انّك في حضرتهم صباح مساء!
وهذا ما حصل لفؤادي الذي يخفق بنسائم العرب ونبعها لقياك! فهل أعذر من يسألني: وعلام الحبّ الغامر والودّ السّامر؟
ولست الوحيد من ادباء الاطفال ورؤساء تحرير مجلات الاطفال العربيّة، فهاكم قمرهم، الشّاعر العراقيّ فاروق سلّوم الذي باح بمكنونات فؤاده، فكتب يقول:
وداعا نتيلة راشد ( ماما لبنى ) رئيسة تحرير مجلة سمير
الكاتبة التي الهمتنا .. والصديقة والأنسانة الكبيرة
*
فقدت مصر امس ِ واحدة من اعلامها وكتابها ومثقفيها ، السيدة نتيلة راشد، الكاتبة ورئيسة تحرير مجلة سمير لعقود طويلة ومؤلّفة العديد من الكتب والبحوث والدراسات .
وداعا نتيلة راشد - ماما لبنى القلب الذي علّمنا حب الطفولة وعلّمنا الحرف الذي اضاء لنا طريق الكتابة ..
غيابك مصابنا المشترك والمنا في الفقد والغياب
لنقف مع القلب الكبير عبد التواب يوسف، الكاتب ورفيق دربك ونقف مع ود. لبنى وهشام وعصام يوسف .. وكل اؤلئك الذين تعلموا من كتاباتك وتجربتك في مجلة سمير ومطبوعات الأطفال في مصر العزيزة كي نحس انك لم تغيبي، ففي كل هؤلاء العوض، وفي اولادك واحفادك، وقد احسنت اعدادهم وغدوا مفخرة لنا جميعا نرى في كل واحد منهم قيمك ونبلك وروح تربيتك التي نشأ عليها الأطفال العرب ..
انت في قلوبنا رمز حياة برغم قسوة الفقد والغياب وانا لله وانا اليه راجعون ..
وفي مصر العظيمة، حيث يولد العظماء نساءا ورجالا، باتت ماما لبنى واحدة من اهرام مصر، وماذا كتب المصريّ الإعلامي محمّّد أبو زيد؟