قيل: بيتٌ بلا كتابٍ، قفرٌ بلا ماء!
عشقتُ المطالعة منذ نعومة أظفاري!
في البداية كنتُ أستعير الكتب من المعلّمين أو الأصحاب،
ومع مرور السّنين، وتحسّن الأوضاع المادّية، بدأتُ
أشتري الكتبَ الأدبيّة، خاصَّة الرِّوايات ودواوين الشِّعر.
وكم كانت سعادتي غامرةً وأنا أرى رفوفَ الكتب عندي
تزدادُ وتزدانُ بالكتب الجديدة!
لم أجدِ التَّشجيع من الأهل - لأسباب عديدة! - على شراء
واقتناء الكتب، ومع ذلك حرصتُ على توسيع مكتبتي وإثرائها
بكتب جديدة وفي مجالات متعدِّدة:
صرتُ أقتني كتبًا في النَّقد الأدبيّ، وفي التّربية وأساليب التّدريس،
وفي الفكر والفلسفة وعلم النّفس والتّاريخ والتّراث و...
بعد الزّواج، صارت الكتبُ تحتلّ كلَّ مساحةٍ متاحة في بيتي ، لم
أراعِ طلباتِ زوجتي بالتّخفيف من هذا الولع بالكتب واقتنائها،
رفوف المكتبة ما عادت تكفي للكتب الجديدة الوافدة،
تغلغلتِ الكتبُ إلى معظم خزائن البيت وأدراجها!
واليوم، جاء منافسٌ عنيد للمكتبة وللكتب، إنّه الحاسوب
والشّبكة العنكبوتيّة - الإنترنت!
لكن عشقي سيظلّ للكتاب، إنّه الحبيبُ الأوّل الوفيّ،
وأنا لن أفرّط بهذا الصَّديق المخلص، وسيبقى يحتلّ
حيِّزا كبيرا من غرف بيتي، وسيظلّ خير جليس
وخيرَ رفيقٍ لي ما حييت!!
ألم يقلِ الشَّاعر أبو تمّام:
نقّل فؤادَك حيثُ شئتَ من الهوى
ما الحبّ إلّا للحبيب الأوّلِ
كمْ مَنزلٍ في الأرضِ يألفُه الفتى ِ
وحنينُه أبدًا لأوَّلِ منزلِ