بالصــُّـور ... الفـنّ السِّريــالي
قالَ لي صديقي إنّ كلامَ فلانٍ سرياليّا!
قلتُ وهل تقصدُ ما تقولُ؟
قال نعم فأنا لا أفهمُ ولا أستوعبُ كلامَهُ, فهوَ خارجٌ عن المألوفِ والواقعِ!
وشبيهٌ بالاحلامِ! ومطعّمٌ بالخيالِ الغريبِ والعجيبِ!
فقلتُ له حقّا, ألم تشاهدْ لوحاتٍ سريّاليّةً؟ فالفنُّ السِّرياليُّ هو أحدُ الفنونِ الذي يعبِّرُ عن الأفكارِ اللاشعورية للفنَّان والتي ترتبطُ بالعقلِ الباطني والأحلام. فالسِّرياليَّة تهدفُ إلى البعدِ عن الحقيقة وإطلاقِ الأفكارِ المكبوتةِ والتَّصوراتِ الخياليَّة وسيطرة الأحلام.
لهذا تبدو لوحاتُها غامضةً ومعقَّدةً، تحملُ المضامينَ الفكريَّةَ والانفعاليَّةَ التي تحتاجُ إلى ترجمةٍ من الجمهورِ المتذوِّقِ، كي يدرِكَ مغزاها حسبَ خبراتِهِ الماضية. والإنفعالات التي تعتمدُ عليها السِّريالية تظهرُ ما خلفَ الحقيقةِ البصريَّةِ الظاهرة.
فالفنَّان السِّريالي يكادُ أنْ يكونَ نصفَ نائمٍ ويسمحُ ليدِهِ وفرشاتِهِ أنْ تصوِّرَ أحاسيسه العضليَّة وخواطرَهُ المتتابعة دون عائق، وفي هذه الحالة تكون اللوحة أكثر صدقاً...