كنتُ مدينةً كبيرةً حصينةً , منْ أقدمِ مُدُنِ التّاريخِ ,
بُنِيتُ قَبْلَ المِيلادِ, أقعُ على قمَّةِ تلٍّ ,
لهذا لقّبُوني « عشّ النّسر »
وأسمي أيضاً صفرايا أي « شروق الشّمس »
تعاقَبَتْ عليَّ عدَّة حضارات , آثاري المكتشفة منذ الثّلاثينيات تشهدُ
على مجدي الغابر فأنا بلد مريم العذراء عليها السلام .
إشتهرتُ بأرضي الخصبة , بِوفرةِ زيتي وزيتوني . ببساتيني وكرومي ,
مشهورة أنا بخضرواتي . وكنتُ عامرةً بأهلي قبل سنة 1948
بلغ عدد سُكاني (7000) نسمة.
أُنشئت فيَّ مدرسة القلعة , كما كان فيَّ مدرستان أهليّتان ,
ثمَّ أُنشئت فيَّ مدرستان أميريّتان , واحدة للبنين والأخرى للبنات .
أما التّعليم فقد كان من الصّف الأول حتى الصّف السّابع ,
ومن ثمَّ يكمِلُ الطّلاب المقتدرون تحصيلهم في مدارس مثل
النّاصرة وصفد والقدس ورام الله .
وقد كان فيَّ ما يُقارب الثّلاثين معلماً ومعلمة ,
وثلاثة مدراء ومعظمهم صفافرة ( أي منّي أنا " .
كذلك امتزّتُ بالريّادة في الإدارة المحليّة .
ففي العشرينات من القرن الماضي أقيم مجلس منتخب
يرأسه شيخ صالح مستقيم , وقد ذكر المستشرقون أنَّ أهلي
من مسيحيَِّين ومسلمين
كانوا يعيشون برخاء وازدهار .
كما كانت فيَّ دارٌ لسكِّ النّقود .
أنا البلدة الجميلة , امتزتُ بأثاري التّاريخيّة
ومواقعي السّياحية الجميلة .وقد كان سُكّاني يعدُّونني
حتى أكون مدينة سياحيَّة .
كثرت فيَّ المياه من عيون و آبار وأنهار ,
لذلك كانت فيَّ ثماني معاصر استُعملت لعصر الزيتون والعنب
كما كانت فيّ ثماني طواحين لطحن الحُبوب ,
تُداربالمياه كثرت فيّ الخِرَبُ والمغاور
وذلك لتعاقب عدة حضارات عليّ.
من معالمي أيضاً دير صفورية ,
الذي يُسَمَّى باسم « القدِّيسة حنِّة » والدة العذراء ,
وهو يتبع للفاتيكان ,
وقد كان الدّير يؤدي خدمات جليلة لسكَّان البلدة
إذ احتوى على عيادة صحيّة مجانيّة ,
ومركز لتدريب الفتيات على الخياطة
والأشغال والتّدبير المنزلي .
ومن معالمي ايضاً « القلعة » واساسها كنعانيٌّ
والمدَّرج الرّوماني الذي يتَّسِع لخمسةِ آلاف متفرِّج ,
كذلك « البزلين », وهي بناء فخم بعدَّة غرف وآبار مياه وصهاريج ,
وقصر عذراء صفورية ويضمُّ عدة غرف مفروشة بالفسيفساء ,
مُزيّنة بثلاث لوحات.
ما رأيكم أصدقائي أنْ تزوروني فأنا أحبِّكم كثيراً.
ولا تنسوا أن تحمِلوا مجلَّة الحياة للأطفال التي أرْضَعَتْكم ضادَنا وحبّي لكم.