حدّثتنا رؤى , وهي صديقتنا في قسم الثّالثة, قالت : كنّا نتابعُ درسَ القراءةِ فدبّت وَشْوَشاتٌ في القسمِ أثارتْ غضبَ المعلّمِ, فَنظرَ إلينا وهو يرفعُ سبّابة يدِهِ اليُمنى ويأمُرُنا:
أنتَ اجلسْ هناكَ وأنتَ اجلسْ قربَ فلانٍ, وأنت ستجلسُ حتمًا مع فلانٍ . نُفّذَتِ الأوامرُ, إلا صديقنا جاسم ظلَّ متمسّكا بمقعدِهِ, وتظاهَرَ بعدمِ سماعِ الدَّعوة, غيرأنَّ المعلّمَ ظلَّ متمسّكا بموقفِهِ ..
فأعادّ النِّداء بلهجةٍ صارمةٍ – ألمْ تسمَعْ؟
خُذْ أدواتِك وغيِّر مجلسَكَ ... فَبَكَتْ هبَة دموعًا حَرّى..
سألَها المعلّم :وأنتِ ما الذي يبكيكِ؟
قالتْ بصوتٍ هادئٍ مرتعشٍ:
إنّه أخي التّوأم فَاتركْهُ يبقى بجانبي وجواري, فأنا لا أحتملُ أن أراهُ يجلسُ بعيدًا عنِّي .تأثّرَّ المعلِّم بما سمعَ وَرَبَتَ على كتفِها متسائلا :
تقولين أخوك التّوأم ؟
إمتزجتْ دموعُ سلمى بابتسامةٍ عريضةٍ
وقالت: نعم سيِّدي .
وَتعالتِ الأصواتُ في القسم تذكّر المعلّم بسِماتِ التّشابه بين الأخوين, وانطلقَ صوتُ أحمد الذي لا تفوتُهُ اللّحظة دونَ أنْ يدليَ بشهاداتِهِ وقال:
- سيِّدي بمدرستنا ستّة إخوة يشكّلون ثلاثة توائم, ترى سيِّدي, بماذا يتميّزون عنّا في علاقتِهم ببعضهم البعض؟
..وكثرت الأسئلة .... وانتشر خبرُ التَّوائم في المدرسة ...
عندها فكَّرت مع أصدقائي في نادي المطالعة والإنتاج أن نلتقط صورًا تذكاريّة للإخوة التّوأم.