(Woodina)
Children story written by:
Dr. Eman Bikai
اضغط على الصورة لتقرأ القصة
دراسة نقدية عن وودينا.. غريد الشيخ
(Woodina)
Children story
written by: Dr. Eman Bikai
قصة للناشئة بقلم: د. إيمان بقاعي
لا يمكنك وأنت تقرأ قصة Woodina (الفتاة التي تلبس ثوبًا خشبيًّا) إلا أن تتعلق بها منذ الطَّرح الأول لمشكلتين تعاني منهما بطلة القصة Woodina ذات الستة عشر ربيعًا، وهما مشكلتا: الطَّعام والملبس والذي حلت البطلة إحداهما: (الملبس) عندما طلبت من جارها النَّجار (آدم) أن يصنع لها ثوبًا من خشب لا يبلى.
أما المشكلة الثَّانية، فوجدت الطَّريق إلى حلها حين غادرت منـزلها المتواضع بحثًا عن (العمل) الذي تركز الكاتبة الدكتورة إيمان بقاعي على أنه الحل الوحيد والأمثل للحصول على حياة كريمة لا يستطيع أحد أن يذل صاحبها ما دام ملتزمًا بأداء عمل مفيد بعيد عن المجَّانية التي ترفضها الكاتبة من خلال أحداث القصة رفضًا قاطعًا.
هنا تظهر لنا شخصية Woodina غير الجميلة الشَّكل ولكن المتوقدة الذّكاء والتي تمتلك الكثير من عزة النَّفس والجرأة بحيث ترفض عدة أمور كانت فتاة أخرى ستقبلها ما دامت تبحث عن رغيف الخبز الذي يُشَرع الكثير من الباحثين عنه طرقًا ملتوية للحصول عليه، وهذه الأمور هي:
1 ـ رفض Woodina تناول حبات الأرز من بين الحشائش بعد أن عرفت أنها فُتات مائدة الأمير، فهي لا تأكل فُتات مائدةِ أحد "حتى لو كان الأمير".
2 ـ رفضُ Woodina أن تكون مجرد دمية خشبية يضحك أصدقاء الأمير الوسيم الشاب على منظرها عندما يقيمون حفلاتهم حسب اقتراحه أول ما رآها.
3 ـ رفض Woodina لبس ثوب والدة الأمير، فهي لا تلبس إلا ثوبها وثوب أمها.
4 ـ رفض Woodina الزَّواج من الأمير الذي أعجب بذكائها ودهش بأجوبتها التي أحس أنها قادرة على أن تقدم له العون فيما يتعلق بشعبه مستقبلاً، ما جعله يتمسك بها في الوقت الذي كان يمكنه أن يرفض هذه الشُّروط ويتراجع عن عرض الزَّواج خاصة في وجود أميرة جميلة تنتظره.
والقصة الحافلة بالأغاني التي يمكن أن تلحن فيما لو مثلت يومًا في فيلم يقدم للنَّاشئة حافلة أيضًا بالرّسوم الجميلة بريشة الفنان: أحمد حاج أحمد الذي كانت رسوماته مكملة للنَّص بدل أن تكون صورة طبق الأصل عنه، ما يثبت أهمية رسامي الطُّفولة في الأعمال الأدبية التي تقدم في كل مراحل الطفولة والشَّباب. وهي ذات ورق صقيل ملون وغلاف كرتوني جذاب، ومن القطع الوسط، وتقع في 32 صفحة.
إنها قصة تنقلنا إلى أجواء القصور ولكن بعيدًا عن فتيات الحكايات الفقيرات (سندريلا وبياض الثَّلج وغيرهما...) اللَّواتي يسارعن للقبول بعرض زواج الأمير بهن بمجرد أن يطرح الفكرة ومن دون أي تردد، ولا يطرحها إلا لسمة وحيدة فريدة يمتلكهن وهي: الجمال الخارجي.
من هنا، فإن بطلة قصتنا Woodina (غير الجميلة)، و(غير الذَّليلة) و(غير الراضية) تدخل القصر لتبدأ عقدة القصة، بعكس فتيات الحكايات التي يكون دخولهن القصر هو الحل وكأن القصور هي أماكن يحلم بالوصول إليها كل مقيم خارجها وبمجرد الوصول إليها يحصل على السَّعادة المبتغاة الصَّافية التي لا تشوبها شائبة. كذلك كأن كل مَن يدير شؤون الشُّعوب من داخل هذه القصور هو شخص موثوق به إلى درجة القبول بالزَّواج منه من دون شروط ومن دون حتى التَّفكير إن كان قادرًا على أن يقدم السَّعادة. ومن هنا كان طرح الدكتورة إيمان بقاعي يرتكز على فكرة مهمة جدًّا وهي أنَّ مَنْ لا يصلح لإدراة تفاصيل شؤون شعبه وحل مشاكل هذا الشَّعب بدءًا من القاعدة لا يصلح أن يكون زوجًا حتى لو كان يمتلك قصرًا وأموالاً طائلة ولقبًا يستطيع تقديمه "لأجمل الفتيات" كما قال الأمير وقت دهش من رفض عرضه على الفتاة التي لا تمتلك مقومات الجمال.
لقد دخلت Woodina القصر بعين ناقدة استطاعت بمهارة أن تحصي معايب القصر وساكنيه وتضع حلولاً سعت بإيمان وثقة إلى إصلاحها واستطاعت.
القصة التي تجاوز رقمها المائة والخمسين مما نشر للرِّوائية الدّكتورة إيمان بقاعي المتخصصة في أدب الأطفال أكاديميًّا كانت قد طبعت قبل سنوات باللّغة العربية وترجمت اليوم بحلة أنيقة إلى الإنكليزية بقلم الأستاذة فاطمة شَمدين وترجمت الأغاني الأستاذة مريم عنتر، أما الإخراج فهو من تصميم الأستاذة غريد جحا. ونشرت القصة في بيروت 2010 في دار النخبة.
قصة جديرة بالقراءة لما تحمل من عمق وفكر يهم النَّاشئة في كل أنحاء العالم تنقلنا إلى أجواء الحكايات الأصيلة التي نفتقد إليها هذه الأيام.
أخيرًا، فإن القصة التي تتكون من 12 فصلاً لا يمكن إلا أن تقرأ من الكلمة الأولى حتى الأخيرة، ولا يمكن أن تنسى.
بقلم: غريد الشيخ