عاد الحطاب إلى القرية، وحكى للجميع مغامرته المدهشة.
وكان يسكن بالقرب من كوخ هذا الحطاب فلاح غني وبخيل.
قال لنفسه: لماذا لا أذهب أنا أيضا؟
وهكذا ذهب بالقرب من النهر... اختار فأسا قديمة وتظاهر بأنه يحتطب
من شجرة، وبعد وقت قصير ترك الفأس تسقط في الماء، وأخذ ينتحب.
بسرعة ظهر القزم نفسه وقال له:
- لماذا تنتحب هكذا أيها الفلاح؟
رد الفلاح الثري: لقد سقطت فأسي في الماء.
قال العجوز : هذا كل شيء؟ ! سأعيدها لك.
وهكذا غطس في النهر، وظهر من جديد بسرعة
وهو يحمل فأسا قديمة من الحديد.
قال العجوز: هاهي فأسك أيها الفلاح؟
قال الفلاح الماكر: إنها ليست فأسي.
غطس القزم ثانية وظهر مع فأس من الفضة.
قال الفلاح المحتال من جديد: إنها ليست فأسي.
للمرة الثالثة غطس العجوز،
وعندها جلب فأسا جميلة من الذهب.
- لقد عرفتها، إنها تخصّني، إنها فأسي الجميلة.
حينئذ قال القزم: "آه، حقا؟ لقد وقعت في الفخ إذن"
ورمى الفأس على الفلاح فضربت أذنه فصرخ بقوة،
وسقطت الفأس في الماء واختفت في الوقت نفسه
الذي اختفى فيه القزم.
أخذ الفلاح ينتحب من جديد، وهو يمسك بأذنه متألما،
لكن في هذه المرة لم يظهر أحد.
جلس على حافة النهر وبقي هناك وهو يشعر بخجل شديد.