لُجَيْنَة الأصِيل أمُّ الطّفولة وَرّسّاميها المعاصرينَ في الشّام!

وهيَ في مقتبلِ هِمَمِها وتجدُّدِ طاقاتِها وريعانِ شبابِها!

ما أرْوَعَ الكلامَ عن قمرِ الشّام ونجومِهِ !

وعلى أنغامِ موسيقا ضوء القمر

يقّدّمها بكلّ العزّة والمعزَّة والفخر والفخار, محمد بدارنه

وَلَوِ افترضْنا أنَّ الرّسامينَ والرّسّاماتِ في بلادِ الشّام هم النُّجوم المتلألئة 

 فّّّإنَ قمرَهُم هيَ المبدعة والمعلّمَة والرّائدَة والخلّاقَة والمحلّقَة في فضاءاتِ الطّفولة,

 لجينة الأصيل !

لجينة الأصيل؟

إسمٌ جميلٌ, أدبيٌّ وفنّيٌّ !

نعم للإسم رائحة ونكهةٌ ممزوجة من الفنّ والأدب!

وَكَذا كانَتْ منذُ ولادتِها لُجينتُنا ! تحِبُّ الفنََّ عامّة والرّسْمَ خاصّة, وتحبّ الأدَبَ وبشغفِ!

لكنّها كلّما كبرَتْ يومًا مالَتْ بروحِها وأحاسيسِها وفكرِها نحوَ الرّسمِ وعلى حسابِ الأدب!

فهل كانَ من الأفضلِ وهلْ كانَ من الممكنِ أن تحملَ لجينتنا بطّيختينِ كبيرتين في يدٍ واحدة !؟

لقد أهدى الله الأطفالَ العرب رقََّةَ وجمالَ والحسّ الجماليَّ والإبداعَ السّامي السّاري في دم لجينة الأصيل !

أجملُ منتوجٍ فنّيٍّ تعتزُّ به لجينة الأصيل هو قصَصُها وَرُسوماتُها في سنَِ العاشرة وقد أخرجتها بصورة مجلّة للأطفال, هي محرّرتها وهي رسّامتُها! ولا ننسى أنَّ لوحاتِها لو علّقتْ على الجدران لقلبتِ الجدرانَ بجمالها وعذوبة ألوانها وشدوِ صوتها لمتحفٍ رائعٍ للطّفولة,

 ومن يدري فقد يكرّمها أهل الشّام بهكذا سلام!!!

لجينة الأصيل ؟

نَعَمْ لقدعرفتُها منذ العام 1986,

لا في دمشقَ التي أعشقُها,

ولا في الوطنِ العربي الذي أسكنُهُ فؤادي بأذينَيْهِ وَبُطَيْنَيْهِ,

 ولا في أوروبا التي أحترمُها وأصولُ وأجولُ في ساحاتها ومتاحفها !

لقد تعرّفت بلجينة الأصيل وإليها وعنها في مجلّة أسامه السّوريّة

التي صَدَرَتْ قبل مجلّتنا الحياة للأطفال بـ 17 عامًا !

حينَها, أي في العام 1986 بَحثْتُ عن زميلاتٍ للحياة للأطفالِ في الوطنِ العربيّ, وإذ بلوحاتِ لجينة الأصيل تزيّنُ وترقُصُ في صفحاتٍ رائعةٍ في مجلّة أسامه ! ولسنواتٍ طويلة ! وتابعتُ صداقََتي الثّقافيّة معَ لوحاتِها الآسرة في جمالِها والنّاطقة بالمعاني ! وكنتُ كلّما متّعتُ ناظرَيّ بِها تنهّدْتُ تنهيدَةَ الفرحِ والشّوقِ ! هل يا ترى سألتقي الفنّانةَ لجينة الأصيل في يومٍ من الأيَّام ؟

اليومَ قد التقيتُ بالفنّانةِ والرّسّامةِ الدّافئةِ العربيّةِ الأصيلةِ السّوريَّةِ المعتزّةِ بِعَلَمِها,لكنْ عبرَ موقع الحياة للأطفال في الشّبكة العنكبوتيّة ! وَمَنْ يدري فقد نلتقي مستقبلا على سطحِ القمر أو في السَّماء العاشرة !

أو في نقطةٍ خضراء بينَ دمشقَ وحيفا!

سَألتُ وَطَلَبْتُ من لجنية الأصيل, لجينتنا, أنْ تعرّفنا بنفسِها كما تعرّفُ الأطفالَ المعجبينَ بفنّها , فَكَتبتْ تقول:

وُلدْتُ في مدينة دمشق عام 1946.

نشأتُ طفلةً وحيدةً، أحَبَّتْ أمِّي الفنَّ وَدَعَمَ أبي خطواتِي في كلِّ مراحلِها.

 وَكَكُلِّ طفل، بدأتُ الرَّسمَ قبلَ أنْ أفكِكَ الحَرْفَ ، أحْبَبْتُ الحكاياتِ والرُّسومَ ممَّا دَفَعَني بعمرِ العاشرةِ لابتكارِ مجلَّتي الخاصَّة من الغلافِ إلى الغلاف. لازَمَني شَغفي بالأدبِ والفنِّ حتَّى المرحلةِ الإعداديَّة, حينَ بدأ الفنُّ يتفوَّقُ واهتمامي به يكبُرُ.

إنتسبتُ إلى كليَّةِ الفنونِ الجميلةِ بدمشقَ, إختصاص عمارة داخليَّة, وكان همِّي العملَ في الديكور المسرحي, لأنَّه يجمعُ بين الفنِّ والأدبِ معاً. في عام 1969، عام تخرُّجي، أنشئتْ مجلّة "أسامة", كانَتْ مكاتبُها تشغلُ مبنى مديريَّة المسارح التي كنت أتردَّدُ عليها خلالَ عملي على ديكورِ إحدى المسرحيَّات، ومن بابِ الفضولِ طلبتُ أنْ أرسمَ في المجلَّة ، دونَ أن أعلمَ أنَّ هذِهِ الرُّسوم ستكونُ نقطةَ تحوُّلٍ في مستقبلي .

 فَرحتِي كانتْ لا توصفُ، فقد رأيتُ رسومِي لأوَّل مرَّةٍ على صفحات مجلة حقيقيَّة!!

وهنا نشأتْ علاقةُ حبٍّ بيني وبين مجلَّة "أسامة" , فعلّى صفحاتِها تدرَّبتُ وكانت كالأمِّ تتحمَّل عثراتِي وتبارِكُ نجاحِي وتشجِّعُني، عن طريقِها عرفَنَي الأطفالُ ليس في سوريّة, وحسب بل في الوطن العربي، وبدأت تنتشرُ رسومي عبرَ دورِ النَّشر العربيَّة. حققتُ نجاحاً لم أتوقَّعْهُ في فترةٍ كان المهتمِّين بأدبِ الطفل قلائل, ونشرَ لي حتَّى اليوم أكثرَ من ستِّين كتاباً, كما وأشرفُ فنياً على عدد من مجلات الأطفال العربية.

في السَّنواتِ العشرِ الأخيرةِ اهْتَمَمْتُ بالبحثِ في مدى تأثير رسومِ كتبِ الأطفال على تكوينِ شخصيَّة الطِّفلِ، وكيفيَّة تطويرِ الكتاب فنياً ليحترمَ عقلَهُ ويواكبَ تطلعاتِهِ.

يهمُّني التعرُّفَ بجيلِ الفنَّانين الشَّباب المهتمِّين برسومِ كتبِ الأطفالِ, لبحثِ المشكلاتِ الفنية والتقنيَّة وتبادل الأفكار, وذلك بإقامةِ ورشِ عمل متخصِّصَة، واستمتع أيضا بورشِ عملِ الرِّسمِ مع الأطفالِ ففيها الصِّدقُ والبراءةُ وحريَّة الإبداع والتَّفكير.

أشاركُ في المعارض الدولية لرسومِ كتبِ الأطفال لأستطيعَ أنْ أحدِّدَ مستوى أعمالي ومدى تطوُّرها بالنسبةِ للأعمال الفنيَّة العالميَّة. وأكثر ما يفرحنِي رؤية علم بلدي يرفرفُ في المعرضِ، واسم سورية متواجدٌ باعتزاز.

نِلْتُ بعض الجوائز في مصر ولبنان وفرنسا واليابان وَكُرِّمْتُ في سورية, وكنتُ ضيفَةَ شرفٍ في معرض بولونيا في إيطاليا, والذي يعتبرُ أهمَّ معرضٍ لرسَّامي كتب الأطفالِ في العالم،

 ولكن جائزتي الكبرى عندما يقابلني أمهات وآباء ليقولوا لي "تربينا وربينا أطفالنا على رسومك"   - لجينة الأصيل