كيف صار القنفذ فأرا؟
محمد كاظم جواد
ذاتَ ليلةْ،
صادَفَ القنفذُ
في البستانِ أفعى
مثلما الحَبل
على الارض تَنَام
سألتْهُ:
بعدَ أنْ القى السَّلامْ
أيّها القنفذُ قلْ لي
ِلمَ لا تنزعُ هذا الشّوك
عن جسمِكَ ..ها..؟
عَجبَ القنفذُ مِنْ هذا الكلامْ
قالَ في سرّهِ دَعْها
إنّها تلهو وتمزحْ
فدَنَتْ مِنْهُ قليلا
ثمّ قالتْ:
آهِ كَمْ تبدوجميلا
حينما تنزع جلدكْ
إنّهُ يبدو ثقيلا
دَعْهُ عَنْ جسْمِكَ حتّى
تتمشَّى في الحقول الخضر
كالطاووس وَحدَكْ
فأنا أنزعُ جلدي كلّ عامْ
هَلْ عَرفت الآن
ما معنى الكلام؟
ذَهبَ القنفذُ نحوَ النَّهر
كيْ يبصرَ شكْلهْ
فَدَعاهُ النَّهرُ
أنْ يسألَ عقلهْ
إنّها الأفعى
تريدُ اليوم
أنْ تربحَ جوْلهْ
فابتعدْ يا صاح عَنها
إنّ كلّ الشّرمِنْها
بقيَ القنفذ حائِرْ
قالَ للأفعى تعالي
وأجيبي عن سؤالي
من سيحميني
إذا داهمني اليوم خَطرْ
إن نزعت الآن
عن جلدي الأبرْ؟
قالت الأفعى بزهوٍ وتعالِ
لا تبال يا صديقي لا تبال
كلّهم يخشون
من لمح خيالي
خُدِعَ القنفذُ لمّا
سَمعَ الأفعى وراحْ
نزعَ الجلدَ لأدراج الرِّياحْ
صارَ فأرا عاريا
في البردِ يبكي
غَضبَ النَّهرُ وصاحْ:
ليس يجديك النُّواحْ
كنتَ بالأمس بهذا الشّوك
في عزم الجبالْ لامجالْ قدْ هلكت الآن
مِنْ دون جدالْ
جاءتِ الأفعى بأنيابٍ صَقيلهْ
طارَدَتْهُ فاختفى عَنها
لأيام طويلهْ
بعدها راحَ بخطواتٍ عَجولهْ
وحكى القصَّة مرَّات كثيرهْ
للقنافذْ..........
طَلَبَ النَّجدَةَ مِنْهُمْ
هاجَموها بِوُجوهٍ غاضِبهْ
ارتعبتْ منهم
فوَلتْ هاربَهْ
وأعادوا جلدَهُ
حالا إليهْ
خَجلَ القنفذ منهم
ثم قال
قد عرفت الآن
أشياء كثيره
غلطتي كانت كبيره
آه يا إخوان
كم كانت كبيره