قرية فراضية المهجرة
كانت الفراضية تنهض على السفح الجنوبي لجبل زبود . وكان طريق الناصرة صفد العام يمر شمالها مباشرة ومن الجائز أن تكون الفراضية بنيت في موقع قرية كانت تعرف أيام الرومان باسم برد .
وقد أشار إليها الجغرافي العربي , المقدسي (توفي سنة 990 تقريباً ), باسم الفراذية ,ووضعها بأنها قرية كبيرة مشهورة ببساتين الفاكهة و العنب , وتقع في ناحية وفيرة المياه في سنة 1596 ,
وكانت الفراضية قرية في ناحية جيرة (لواء صفد )و عدد سكانها 237 نسمة .و كانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح و الشعير , بالإضافة الى عناصر أخرى من الإنتاج و المستغلات كالماعز و خلايا النحل و أراضي الرعي في أواخر القرن التاسع عشر ,
قرية مبنية بالحجارة و قائمة في سهل . وكان سكانها و عددهم 150 نسمة يعنون بساتين صغيرة و يستنبتون التين و الزيتون و كانوا في معظمهم من المسلمين وكان في القرية مدرسة ابتدائية للبنين .
وكانت المتفجرة من جبل الجرمق الى الشمال تمد سكانها بكمية وافرة من المياه .كان في الفراضية قطاع مزدهر , وكانت مشهورة بمزرعتها النموذجية التي كانت تغطي 300 دونماً من الأرض .
و قد أنشئت المزرعة لتحسين نوعية التفاح و التين و العنب و الأجاص و اللوز و المشمش , ولتنمية أنواع جديدة من البذار .وكان فيها مشجر كان يستنبت فيه 2000 شجرة توزع على المزارعين .
وكانت القرية توسع خدماتها لتقدم النصائح لمزارعي قضاءي عكا و صفد في شأن تربية الطيور و العناية بالنحل و كان يشرف على هذا المركز مهندس زراعي فلسطيني تخرج من جامعة مونبليه في فرنسا ,و بدأ العمل في المركز سنة 1932 .
وكان في جوار القرية , فضلاً عن المركز الزراعي , بضع طواحين تعمل بالقوة المائية . في 1944/1945 ,كان ما مجموعه 4147 دونما مخصصا للحبوب و 1182 دونما مرويا أو مستخدماً للبساتين .و كان في الفراضية مقام لشيخ من علماء الدين يدعى الشيخ منصور ,كما كان فيها أطلال طواحين قديمة و قناة لجر المياه.