كلمة لا بدّ منها لمؤلف الكتاب
محمد بدارنه
عِشْتُ يافا ولم أعش فيها، زرتها ألف مرة ولم أنم فيها، غنيت لها ذهاباً وإياباً، في كل زيارة من زياراتي لها، لا بل كتبت أغنية لها قبل عقد من السنين، لتصبح أغنية على ألسن الأطفال في الوطن الأكبر.
تعرفتُ إلى أهلها الطيبين، في الشتات وفي يافا، واحتسيت أرطالاً من شوقهم ليافا، ومن حبهم لبحرها، وولعهم بهوائها، وهُيامِهم بترابها، فصارت يافا في عروقي دماً يسري، وفي عيوني بؤبؤاً يسطع، وفي سمائي نجماً يلمع،أحببتها حبَّ الأرض العطشى للمطر الأول، ولي فيها من الذكريات ما لذ وطاب! فكيف لا أرسم بريشتي وقلمي لوحاتٍ يافاويةً وحكايات يافا لتظل زاداً لكل الصّغار!
سَعِدْتُ قبل عام، حين كلّفتني الرّابطة لرعاية شؤون عرب يافا،بإعداد موادِّ هذا الكتاب، وسعدتُ أن أجد في الدكتور نسيب الدّجاني، ابن يافا البارِّ الساكن في الشتات، سنداً لهذا المشروع، وفي السَّيد خليل نوباني، اليافاويِّ الأصيل، متبرعاً سخياً لتغطية كلفة نفقاته، فهو قد ولد في يافا، في بيت قريب من الحاووز وتعلّم في المدرسة العامريّة، ورضعَ من حليب أمّه ما يكفيه لأنْ يعيش يافا طالما بقي على قيد الحياة، طوبى له ولأمثاله. فخير الناس أنفعهم للناس. ولا بدَّ من كلمة شكرٍ إلى أعضاء الرّابطة، وأهل يافا الذين ساعدوني في الحصول على المزيد من المعلومات، أذكر منهم السّادة: عمرسكسك، ومارون دبوري، وجابي عابد، ونسيم شقر، ونخلة شقر،ود. أندريه مزّاوي، وعبد سطل، والدكتور هشام أبو عمارة، وأحمد وحياة أبو شميس، ومتيلدا عبّود، وظريفة جابي عابد، ونوال ريحان، وعبيدة بلحة، وأبو عبد الله القبطان.
وأشكر الرّسامة لودا، في مجلة الحياة للأطفال، على أدائها الرائع في تشكيل اللوحات الملونة لهذا الكتاب، والمصمَّم جاك روفا على دوره المساند في التصميم الفنيَّ،
بهذا، فقد صدَرِ هذا الكتاب ثمرة حبٍّ وانتماء بنَّاءٍ، والله وليُّ التَّوْفيق.
المؤلف: محمد بدارنه.